عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Sep-2020

في الذكرى الـ 27 لاتفاق أوسلو*علي ابو حبلة

 الدستور

كانت بمثابة «مصيدة» سياسية  للفلسطينيين تركت تداعيات شبيهة بما تركه وعد بلفور، نظر إليها رابين بفوقية شديدة إلى درجة القرف... ماذا بعد  ما يزيد ربع قرن على أوسلو؟ «لقد كان اتفاق أوسلو واحداً من أكبر الحسابات الخاطئة دبلوماسياً على مدار التاريخ»، هذا ما كتبه الأمريكي شارل كروتمر تعليقاً، واليوم  يرفض المعنيون دفنه رغم اعتراف الجميع، تلميحاً أو علناً، بموته باكراً، وباكراً جداً.
بدأ الأمر بسريّة شديدة عام 1992. حينها، كان كل من رون بونداك ويائير هيرشفيلد قد شرعا - بطلب من الحكومة الإسرائيلية - بسلسلة لقاءات مع ثلاثة أعضاء رفيعي المستوى من منظمة التحرير الفلسطينية. أما المكان فكان أوسلو النروجيّة، بعيداً عن أعين من قد يفضح اجتماعات مماثلة تضع الجانبين في خطر كبير لا سيما وأن الاتصال غير القانوني بينهما كان بمثابة كارثه كبرى.
شهد ذلك العام جولات عديدة من المحادثات والمفاوضات الأوليّة، وفي أوائل عام 1993 تلقى المحامي الإسرائيلي يوئيل سنغر - التي كانت تجمعه برئيس الوزراء حينها اسحاق رابين علاقة ثقة وطيدة - اتصالاً من وزارة الخارجية الإسرائيلية يدعوه للقدوم من الولايات المتحدة إلى إسرائيل على وجه السرعة.
كان الغرض من الزيارة الاطلاع على وثيقة سريّة. وفي فندق الهيلتون، التقى سنغر بهيرشفيلد الذي سلّمه الوثيقة كي يراجعها ويسجّل ملاحظاته عليها قبل الاجتماع بالوزيرين يوسي بيلين وشيمون بيريز في اليوم التالي. «كانت تبدو معقدة، لكن ثمة ما أعجبني فيها آنذاك. كانت مخططاً واضحاً للتنفيذ على مراحل»، يروي سنغر.
تلك كانت المسودة الأولى لاتفاقية أوسلو التي  ابصرت النور رسمياً في 13 سبتمبر 1993، بعدما جرى توقيعها في احتفال رسمي في البيت الأبيض بحضور ياسر عرفات ومحمود عباس عن منظمة التحرير الفلسطينية، وزير الخارجية شيمون بيريز عن إسرائيل والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون.
في الذكرى الـ 27  للتوقيع، يعيد كثر من المشاركين في الاتفاقية وممن عايشوا تبعاتها حساباتهم بشأنها، إلى درجة الاعتراف بفشلها الكبير في أحسن الأحوال، وبموتها التام في أسوئها، اكبر أخطاء أوسلو «الدمج بين منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية الناشئة، والمحكومة من الألف إلى الياء باتفاقية أوسلو، أدى إلى خلخلة الوحدة المتينة للشعب الفلسطيني، وأدت إلى نشوء فصل لأول مرة على أرض الواقع بين قيادة منظمة التحرير( التي غدت السلطة) والناس، إلى فصل الشعب الفلسطيني بين الداخل والخارج بعد تراجع مكانة منظمة التحرير، وساهمت فيما بعد للفصل الجغرافي بين الضفة الغربيه وقطاع غزه بخطة الفصل الاحادي الجانب لخطة شارون 2005 التي ساهمت بالاقتتال الفلسطيني بين فتح وحماس وادت الى ما نشهده اليوم من انقسام مازال مستمرار ومضى عليه ما يقارب ثلاثة عشر عاما دون بارقة امل في انهائه لغاية اليوم.
يبدو أن ثمة شبه إجماع على فشل أوسلو من الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، وصولاً إلى نسف الجانب الأمريكي (ممثلاً بالرئيس دونالد ترامب) معظم، إن لم يكن كل، بنود الاتفاقية. من إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، إلى قرار وقف أعمال «الأونروا» وصولاً إلى عدم الاعتراف بمنظمة التحرير والذي تُرجم بإغلاق مكاتبها في الولايات المتحدة. وصولا الى التوسع الاستيطاني وخطة الضم وفرض السيادة الاسرائيلية على اجزاء من الضفة الغربية.