المغتربون.. وحلم العودة - بسام ابو النصر
الدستور- بقي آلاف المغتربين عالقين في بلاد الاغتراب دون ان يتمكنوا من العودة الى وطنهم وينتظرهم عام اخر لان العطلة الصيفية شارفت على الانتهاء، فليس هناك ضمانات بالعودة، وتقف الحدود حائلا دون عودتنا ما يشكل حائلا اخر للعودة، وان تمكنوا من العودة فامامهم الحظر الفندقي وما فيه من خسائر مادية وخسائر نفسية وايضا يتطلعون ان يلتقوا بعائلاتهم واهلهم وربما كان منهم من لم يلتق بزوجته واولاده وامهاتهم وابائهم واشقائهم وشقيقاتهم ويتطلعون الى السبل التي فُتحت الى اجانب بحجة السياحة العلاجية وانهم يستطيعون الدخول عبر هذه المنصة كمرضى يلتقون باهلهم في غرف المستشفيات التي يمكن ان تمنع لقاءهم باحبتهم عبر حجر صحي في هذه المستشفيات.
لم يتمكن معظم الاردنيين المغتربين ان يعودوا تحت وطأة قوانين الوافدين في بلاد الاغتراب وقوانين المغتربين في الوطن ولم يكن في بال أحد همومهم ورغبتهم الجامحة ان يقضوا عطلتهم بين اهلهم واقاربهم وفي حاراتهم وقراهم ومدنهم ويتنعموا برؤية الغروب من تلال عجلون واربد والكرك والسلط ومادبا وبقي لديهم حبا بحجم السماء لوطن ما فطن لمشاعرهم وحتى ان ما لديهم ليقدموه كان كثيرا وربما اكثر مما يمكن ان تقدمه السياحة العلاجية، بقي الصغار في بلاد الاغتراب يتمنون ان يعبروا الحدود ليلتقوا الصحب والخلان ويتمتعوا باجواء وطنهم ويأخذوا جرعة من وطنية نضعها في قلوبهم وارواحهم ثم لا نستطيع ان نجيب على اسئلتهم كيف يمكن لاي مواطن غير اردني ان يذهب الى الاماكن التي ننتمي اليها ونحن محرومون حتى من طلب العودة بطرق لا تجعل ما تبقى من اجازتنا في مناطق الحجر.
نعلم ان الجائحة والوباء يستوجب اجراءات كثيرة لنذهب هناك وكان لدينا امل كبير في الاسوارة الالكترونية ان تكون حلا لحجر منزلي لا يكلفنا الا ثمنها ولدينا استعداد ان نقدم رسوم عبور تكون مساهمة منا لمساعدة من تأثر كثيرا بالجائحة وكان ايضا على الدولة ان تتواصل مع الجهات الرسمية في دول الاغتراب لضمان العودة ويدعم هذا اعتبار الاردن من الدول الخضراء ودوليا من الدول التي يمكن لشركات الطيران ان تذهب اليها وسيكون بامكانية السياح من جميع انحاء العالم ان تذهب اليها ونبقى نحن المغتربين ممنوعون من السفر الى وطننا، اعملوا مع الدول التي تستضيفنا ان تضمن لنا العودة الامنة دون منعنا من الرجوع بسبب الجائحة بضمانات صحية وفحوص نتحمل تبعاتها المالية عند الدخول لبلدنا وعند العودة الى بلداننا الثانية التي نعمل فيها.
نناشد المسؤولين ان يجدوا لنا سبيلا لزيارة وطننا والعودة الى البلدان التي تستضيفنا فنحن جزء من مواطني الدولة قدمنا وما قصرت هممنا ان نضع نسبة عالية من اموالنا في خزينة الدولة، واستثمار جزء منا في البلد الذي ننتمي اليه وكنا دائما نحمل الهم الوطني وحتى ونحن بعيدون، لا نريد ان نعود بمنصات وضعت لمن ليس اردني نريد ان نعود لبيوتنا ولدى اهلنا وعائلاتنا، ولا نريد ان نشعر اننا مبعدون ولا نريد ان ننتظر على منصات العودة بحيث اشرفت العطلة المخصصة لاجازاتنا على النفاد.
عاش وطني الاردن عزيزا وامنا ومستقرا