عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Nov-2020

لماذا لا تجيزون هذه التقنية الطبية للأردنيين؟!.*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور

في الاشهر الأولى من مواجهتنا للجائحة، كان لدى الدولة من خلال الحكومة السابقة، استراتيجية لمواجهة الجائحة، وعلى الرغم من أنها استراتيجية أصبحت اليوم بحكم الفاشلة، إلا أنه كان هناك التزام كامل من الجميع، وقد تقيدوا بها لأن كل القلوب كانت على الناس والوطن، وحين قامت إحدى شركات الأدوية المحلية بتصنيع (كت) لاختبار الاصابة بكورونا، ورغم نجاحة مخبريا، إلا أن وزارة الصحة ومن خلال لجنة الاوبئة، لم تسمح بتصنيعه وبيعه في السوق المحلية، ليتمكن المواطنون من شرائه واجراء الاختبار ذاتيا، وقد تعاونت تلك الشركة مع الحكومة ووزارة الصحة ولجنة الاوبئة، التزاما منها أيضا، بعدم ارباك الحكومة في تعاملها مع احتمال انتشار الوباء، حيث تعاقدت الحكومة آنذاك لاستيراد (كتّات) عالمية معينة لإجراء الاختبار من خلال لجان التقصي الوبائي، وكانت الاصابات آنذاك قليلة جدا ووصلت الى الصفر، بينما تم السماح للشركة المشار إليها وعلى مسؤوليتها، أن تروج لذلك (الكت) خارج البلاد لأنه مأمون، ففعلت الشركة، وتعاقدت مع عدة جهات، وتم ترويجه وأثبت فاعلية خارج الاردن، لكن إحدى الجهات في إحدى الدول، وبعد ان قررت ان تستورد مليوني قطعة من هذا المنتج، توقفت، حيث وجهت للشركة الاردنية سؤالا: لماذا ليس مسموحا لكم بترويجه للمواطنين الاردنيين؟!.. سؤال وجيه بالطبع، وهو ما يجب ان تجيب عليه الحكومة ولجنة الأوبئة، وليس المطلوب الإجابة ردا على تلك الجهة، بل ردا على كل مواطن يمكنه ان يطمئن ذاتيا على نفسه من هذا الوباء لو اتيح له مثل هذا الكت، لأنه سيوجه السؤال نفسه للحكومة عندئذ.
 
راجعت الاستاذ الدكتور نزار مهيدات، مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء، وهو استاذ دكتور معروف في الصيدلة، ويمكنه وفريقه في هذه المؤسسة العريقة الإجابة عن هذا السؤال، وفهمت بأن لا موانع او خطر من هذا المنتج، لكن الأمر يعود للجنة الأوبئة..الخ التعليمات.
 
هذه هي البيروقراطية التي تقف بوجه الانتظام والسلاسة والإنتاج والإنجاز، ولا أقول بأنها بيروقراطية تدعو إليها الحكومة أو حتى لجنة الأوبئة، بل أقول انها بيروقراطية من نوع آخر، أوجدته حساسية وحرج ودقة التعامل مع الجائحة قبل هذا التفشي المؤلم، لكن حان الوقت كي نتعامل مع هذا الإنجاز الأردني كما يجب، ولا أقول هذا من باب اقتصادي ولا حتى علمي، بل من جانب صحي وإداري لتخفيف العبء عن الدولة وعن المواطن، وتقليل الضغط المتمثل بالاختبارات والمتابعات والحجر، وأيضا إزالة حالة الهلع والرعب عن الناس، علاوة على أن هذا منتج صناعي اردني تكلفته بسيطة للغاية، ويمكن للمواطن ان يشتري كل يوم (كت) من هذه الصناعة، فهو لن يكلفه اكثر مما يكلفه ما ينفقه على التدخين مثلا، فيتأكد من إصابته او عدمها خلال دقائق.
 
«الكت» المذكور، جربته شخصيا، وهو يتكون من(الإبرة والشريحة وانبوب لسائل ما)؛ بسيط الاستخدام، ويمكنه خلال دقائق الكشف عن حالة الشخص، إن كان مصابا بكوفيد19، أو إن كان قد أصيب سابقا ويحمل جسده أجساما مضادة للكوفيد19 أو إن كان جسده نظيفا من الفيروس ولم يسبق له الإصابة به، يتم ذلك من خلال نقطة دم واحدة، يضعها الشخص في مكان مخصص على الشريحة، ويستخلصها من جسده كما يفعل مرضى السكري، الذين يجرون اختبار السكر على أنفسهم بلا مساعدة او زيارة اي جهة.. الأمر سهل، وكما تقول الشركة والاختبارات بأن نسبة الدقة في النتيجة 98 %، علما أن الشركة ذاتها طوّرت على شرائح او كتات لفحص ال PCR وتعطي دقة 100 % يعني أفضل من التي تعطيها الكتات المستوردة التي تستخدمها وزارة الصحة، لكن الفرق مهول في السعر، ويمكن للدولة ان توفر كثيرا على نفسها لو استخدمتها.
 
جهاز الفحص البسيط الذي انتجته الشركة الأردنية، يجب اتاحته للسوق الأردنية فهو ناجح، وفي حال وجوده بين الناس وتحت الطلب فهو سيقلص العبء على الدولة والناس إلى أقل من النصف، وهذا يتيح مجالا للحكومة ان تلتفت الى ملفات أخرى غير الكورونا.
 
فهل تجد هذه الملاحظة طريقها لإدارة الأزمة؟!.. 
 
شوفوا الموضوع يا جماعة.