عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Apr-2024

هل ينقصنا الآن حرب مع إيران؟

 الغد-هآرتس

 جدعون ليفي
 14/4/2024
 
الجنرال محمد رضا زاهدي تمت تصفيته في 1 نيسان في السفارة الإيرانية في دمشق. بعد مرور أسبوعين فان إسرائيل تعيش وضعا من الخوف المرعب مما سيأتي. إذا كان يمكن الحكم حسب التحذيرات الأميركية فإن هجوم إيران في الطريق، وربما سيأتي حتى في الفترة بين كتابة هذه السطور ونشرها. بعد بضعة أيام من التأثر المثالي من قدرة التصفية المدهشة في دمشق، ما هذه العبقرية الاستخبارية والتسليح الدقيق، فان زمن دفع الثمن يقترب، هذه المرة يمكن أن يكون ثمنا يصعب تحمله. على أي حال هو لن يكون مساويا للتصفية التي ربما كانت مبررة، لكن مثل كل التصفيات التي نفذتها إسرائيل، هي تصفية زائدة ولا جدوى لها، وهذه المرة كما يبدو خطيرة.
 
 
 زاهدي كان عسكريا والمس به استهدف، مثل كل تصفيات إسرائيل، إرسال رسالة ردع والمس بالقدرة العسكرية للطرف الثاني، إيران في هذه الحالة. هل هناك في الجيش الإسرائيلي ضابط واحد ووحيد إذا تمت تصفيته فسيتم إضعاف القدرة العسكرية لإسرائيل بشكل كبير؟ لا يوجد ولن يكون مثل هذا الضابط. فلماذا في كل مرة نحن نميل إلى التصديق بأنه يوجد أشخاص كهؤلاء في حماس أو في حزب الله أو في إيران، الذين لو تم قتلهم فإن وضعنا الأمني سيتحسن؟ زاهدي تمت تصفيته لأن ذلك كان ممكنا وسنحت الفرصة. وعندما تسنح الفرصة فإن لا أحد في القيادة الأمنية العليا سيصمد في أي وقت أمام إغراء القيام بعملية جيمس بوند لامعة. وماذا سيحدث في اليوم التالي؟ تكفي حقيقة أنه حتى الآن لم يحدث أي شيء في أي يوم. نحن قمنا بالتصفية ولم ندفع الثمن. إسرائيل استفزت في السنوات الأخيرة إيران بدون توقف، في لبنان وفي سورية وعلى الاراضي الإيرانية، ولم تدفع أي ثمن. من الغباء الاعتقاد بأنه لا توجد مرحلة لن ينقطع فيها الحبل الذي شدته. هذه اللحظة ربما تكون قد حانت.
 حتى محلل عسكري رزين ومنضبط مثل عاموس هرئيل كتب قبل بضعة ايام في صحيفة "هآرتس" بأن قتل زاهدي وقتل أبناء إسماعيل هنية، تم دون التفكير مسبقا بالعواقب. وقال هرئيل بأنه من الواضح أنهم في إسرائيل لم يناقشوا عواقب التصفية. الامر يحتاج الى قدر كبير جدا من الغطرسة من أجل الاعتقاد بأن إيران لن ترد على هذه الاستفزازات.
 من يقوم بمقامرة خطيرة بهذا القدر، مثل تصفية قائد قوة القدس في سورية، دون مناقشة مسبقا التداعيات، هو شخص خطير وعديم المسؤولية، وثمن أفعاله سندفعها جميعنا. عاموس هرئيل قال إن التصفية في دمشق تم تنفيذها في أعقاب ضغط من المستوى العملياتي واستجابة للمستوى السياسي، الذي صادق وبالطبع هو الذي يتحمل كل المسؤولية والذنب عن النتائج، بنيامين نتنياهو إذا أردنا أن نكون صريحين.
يجب أن نكون واضحين. اذا اندلعت في هذا الأسبوع الحرب مع إيران أو إذا تمت مهاجمة إسرائيل بشكل شديد على يد إيران، فان المسؤولية ستقع على من صادق على عملية التصفية في دمشق. هذه هي التصفية الثانية لإيرانيين منذ اندلاع الحرب. فيما يتعلق بإيران لا توجد اسئلة بخصوص الاخلاق أو العدالة. توجد فقط أسئلة للتبصر. استفزاز إيران في هذا الوقت، الذي فيه الجيش الإسرائيلي يوجد في غزة وينزف والمنطقة الشمالية مشتعلة والضفة الغربية تهدد بالانضمام، فان هذه عملية خطيرة لا يمكن تجاوزها والمرور عليها مر الكرام. هذا كان واضحا في يوم عملية التصفية، في الوقت الذي غمز فيه الجميع بعضهم البعض ويعربون عن الإعجاب، وهو ما أصبح واضحا بشكل مضاعف الآن، وهم على شفا هجوم من إيران. حتى بعد ذلك يصعب التصديق بأن إسرائيل ستبدأ تتصرف بضبط للنفس وبعقلانية: الضربة المضادة ستأتي على الفور. وها نحن في خضم حرب مع أقوى وأخطر عدو ظهر ضدنا على الإطلاق. هل هذا ما أراده من خططوا لعملية الاغتيال في دمشق؟ من أصدروا التعليمات ونفذوها؟ هل هذا ما نريده نحن الإسرائيليين؟ هل هذا ما ينقصنا الآن؟ حرب مع إيران؟.
فقط لا تقولوا مرة أخرى بأنه لم يكن هناك أي خيار. هذا الخيار كان موجودا وهو عدم القيام بالتصفية. حتى لو كان يستحق التصفية، وحتى لو كان مسموحا فعل ذلك وممكنا، فإن من أرسل من نفذوا عملية التصفية أرسل إسرائيل إلى خطر الحرب مع إيران.