الفعاليات الثقافية.. تكرار للمضامين في ظل غياب الجمهور
الزرقاء - الراي - ريم العفيف - رغم تعدد الفعاليات الثقافية وتكرار العديد منها واستنساخ البعض لنفس الفكرة والحدث، تشهد هذه الفعاليات عزوفاً عن الحضور والتفاعل من قبل المثقفين والجمهور، حيث يقتصر الحضور في أغلب هذه الفعاليات على جمهور لا يتعدى عدد أصابع اليد.
أوضح الناقد محمد المشايخ (أمين سر رابطة الكتاب الأردنيين) أن معاناة المؤسسات الثقافية من قلة الحضور والمتابعة بدأت بعد هبوب رياح الديمقراطية عام 1989 ،التي أدت ظهور حوالي 700هيئة ثقافية، وعدد كبير من الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني، والصحف اليومية والأسبوعية، الورقية والالكترونية التي تحتاج الى كادر معظم المشاركين فيه ممن كانوا يحضرون الندوات والفعاليات الثقافية.
وأكد المشايخ أن معظم الهيئات تقيم أنشطتها في نفس اليوم، وفي نفس التوقيتة، وعليه فإن المهتم أو المتابع لا يستطيع (تقطيع) نفسه لحضور هذه المناسبات جميعها.
في ظل الظروف الاقتصادية والأوضاع المعيشية الصعبة. مضيفا «لأن الثقافة لا تطعم خبزا، فإن الجمهور المثقف الذي كان يحضر الندوات، صار يبحث عن رزقه، بدل الإصغاء إلى كلام يرى أنه غير مجدي. يضاف إلى ذلك أن وسائل الاعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة توصل لمشاهديها المعلومات ومضمون معظم الفعاليات الثقافية والمثقف في منزله. كما أدت أزمة المواصلات المستجدة بعد ا?باص السريع، إلى صعوبة وصول المثقف للهيئات الثقافية المتباعدة». وختم المشايخ بالقول «إن بعض المتحدثين في الندوات يـُطفشون الحضور، ويحولون بينهم وبين تكرار العودة لحضور أي أنشطة ثقافية مستقبلية».
من جانبه اعتبر الدكتورمحمود عليمات رئيس الجمعية الأردنية للتوعية والتنمية السياسية أن غياب استراتيجية ثقافية تهتم وتعنى بالمثقفين من ناحية الدعم والتحفيز، هي أحد أبرز أسباب غياب المثقف الحقيقي والمبدع عن حضور الفعاليات الثقافية، بالإضافة الى عامل ضعف الدعاية الإعلامية والإعلانية من قبل الجهة الداعية.
مضيفا الى ذلك العامل الإقتصادي وبطالة الشباب التي تحول بينهم وبين المشاركة والحضور.
فيما أرجع الفنان خالد المسلماني رئيس فرقة الزرقاء للفنون المسرحية غياب الجمهور لنوعية النشاط المقدم. لافتا الى أن بعض الفعاليات والمحاضرات والندوات التي يقدمها النخبة تلقى حضور عدد من المهتمين والكتاب والإعلاميين. موضحا أن عامل المكان والوقت الذي تقام فيه الفعالية قد يكون عائقا أمام حضور الجمهور، بالإضافة الى وجود بعض الفعاليات المجانية التي قد تلقى حضور من الناس العاديين.
أما المدون عمر شاهين فبين أن حضور الأنشطة الثقافية بشكل عام شحيح منذ الجمھور
متابعتها قبل نحو عشرين عاماً. مضيغا أنه حتى على مستوى المثقفين فالحاضر منهم نادر جدا وفي أغلب الأحيان مكرر.
وأشار شاهين الى أن البعض منهم لا يكلف نفسه عناء حضور فعالية أو المشاركة بها إلا إذا كان هو المحاضر، الأمر الذي يدلل على أنانية بعض ممن يديرون العمل الثقافي واستهانتهم بالآخرين. وأضاف الى ذلك غياب المثقفين والادباء النوعيين الذين يستحقون التفرغ والتوجه من مدينة لمدينة لمتابعتهم، عدا عما تقدمه التكنولوجيا من وفرة في المحاضرات القيمة على اليوتيوب والحوارات المشبعة على صفحات التواصل المجتمعي، والتي اضحى المثقفون يعتبرونها وسائل اسهل لحضور الندوات.