جنيف: أعربت عدة دول غربية، الأربعاء، عن قلقها إزاء أوضاع حقوق الإنسان في مصر، والإجراءات الصارمة التي تتخذها السلطات بحق المعارضة، في مقابل تأكيد مصري باحترامها للملف الحقوقي وأنه أحد أولوياتها الحكومية، وجزءا هاما من استراتيجيها للتنمية.
ودعت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا ودول أوروبية أخرى القاهرة للتحقيق في اتهامات بـ”التعذيب والاختفاء القسري”، وسط انتقادات لملف الحقوقي، وفق تصريحات خلال جلسة المراجعة الدورية الشاملة الثالثة بمجلس حقوق الإنسان في جنيف، حسب وكالة “أسو شيتدبرس” الأمريكية. وعادة ما نفت القاهرة وجود تعذيب أو اختفاء قسري بمقارها الأمنية، والسجون، مؤكدة أن ذلك ادعاءات، وأي حدوث لذلك يواجه بالقانون، في مقابل تقارير حقوقية محلية ودولية تنفي صحة ذلك وتؤكد انتشاره بصورة مقلقة.
ووفقا “أسو شيتدبرس” الأمريكية، أرجع تقرير صادر عن خبراء حقوق الإنسان بالأمم المتحدة نشر الأسبوع الماضي وفاة الرئيس السابق محمد مرسي إلى ظروف وصفها بالـ”وحشية” خلال سنواته الست في السجن.
وكان إعلاميون مؤيديون للنظام المصري، بينهم أحمد موسى، قد نفوا صحة التقرير الأممي، مؤكدين أن مرسي كان يلقى رعاية كاملة من السجون دون تمييز.
وذكرت الوكالة أن السلطات المصرية اعتقلت 3 آلاف شخص على الأقل منذ سبتمبر/أيلول وسط حملة قمع ضد المعارضين بعد احتجاجات نادرة مناهضة للحكومة.
وشهدت 20 سبتمبر/ أيلول الماضي، احتجاجات محدودة في 5 محافظات، وقالت النيابة العامة المصرية، إنه تم توقيف ألف شخص جراء ذلك وتم إطلاق سراح أعداد منهم بينهم أجانب.
وفي السياق ذاته، قالت الخارجية المصرية، الأربعاء، إن بلادها “تقدّمت مصر بخمسة تقارير للّجان التعاهدية للعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، ولاتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، واتفاقية مناهضة التمييز ضد المرأة، واتفاقية حقوق الطفل، واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة”.وأوضحت أن هذه التقارير “تبرهن بصورة عملية احترام الدولة المصرية لالتزاماتها الدولية، وجدية التناول المصري لملف حقوق الإنسان، وذلك عن اقتناع ذاتي بأهمية حقوق الإنسان، باعتبارها إحدى أولويات الحكومة المصرية وجزءاً هاماً من استراتيجية التنمية الشاملة”.
وعادة ما شكك حقوقيون محليون ودوليون في صحة تلك التقارير، بينما يصفها معارضون بالخارج عادة بأنها غير صحيحة، في مقابل تأكيد مصري رسمي بشكل معتاد على أن أجهزته تدعم الحقوق والحريات في البلاد، وأنها تواجه “شائعات وأكاذيب”.
الأناضول