عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Nov-2025

خطوط التوتر*أ. د. صلاح العبادي

 الراي

إنشاءُ قاعدةٍ أميريكية في مطار المزّة ليس مجرد خطوةٍ عسكريّة، بل هو إعادة تموضعٍ استراتيجي يهدف لتثبيت النفوذ الأمريكي في دمشق مع تقليص دور روسيا وإيران.
 
واشنطن تخطط لاستخدام القاعدة كخطوة لتأمين اتفاقٍ أمني بين دمشق وتل أبيب، وضمان مسارٍ تفاوضي بين سوريا وإسرائيل.
 
نجاحُ الخطوة يعتمد على قدرة واشنطن على تحويلها إلى منصّة للاستقرار لا بؤرة صراعٍ جديدة.
 
فهل يمنع الوجود الأمريكي دمشق الغارات والتدخلات الإسرائيلية المستمرة؟
 
القوات الأمريكية تجدُ في مطار المزّة نقطة تمركزٍ استراتيجي في سوريا.
 
إسرائيل تجوب سماء سوريا وتتوغل في جنوبها. فما سرُ التحشيد العسكري ودوافعه وما موقف دمشق من ذلك؟.
 
سوريا الجديدة تتحرك على خريطة السياسة بخطوات رشيقة وسريعة. الرئيس السوري أحمد الشرع يجوب الدول ويلقى ترحيب الدول والرؤساء واشاداتهم. لكنّ أرض الميدان السوري يبقى من بين الأصعب اليوم، وهذا ما تعكسه على الأقل الأحداث الأمنية والتوغلات الإسرائيلية، والطموح الجغرافي المجاور من كل حدبٍ وصوب.
 
القوات الأمريكية ستتخذ من مطار مزّة العسكري مقرًا لاقامة إحدى قواعدها العسكرية. القوات ستتمركز في تلك المنطقة والأبنية التي كانت تستخدمها إيران داخل حرم هذا المطار، الذي يشكّل منشأة عسكريّة بارزة في محيط العاصمة السوريّة دمشق.
 
إسرائيل في تلك الأثناء تصعّد باتجاه الميدان السوري وتتوغل بوتيرة أسرع، حتى أنّ الجيش الإسرائيلي أعلن مصادرته وتدميره لقطع صواريخ وقذائف وأسلحة نارية عثر عليها في جنوب سوريا.
 
الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الجنوب السوري أثارت ضجّة كبيرة ونددت بها حتى الخارجيّة السوريّة.
 
صحيفة معاريف نقلت عن نتنياهو أن من مصلحة سوريا الترتيب مع تل أبيب أمنيًا؛ فإسرائيل منعت دخول القوات التركيّة إلى جنوب سوريا ووسطها.
 
أيضّا هيئة البث الإسرائيليّة قالت نتنياهو غاضب من الشرع بعد زيارته الأخيرة إلى واشنطن، متهمًا إياه بأنّه يسعى إلى جلب قوات روسيّة إلى الحدود الإسرائيليّة السوريّة بحسب هيئة البث.
 
زيارة الشرع إلى واشنطن كانت قد أربكت حسابات إسرائيل التي تفاجأت بالحفاوة غير المتوقعة والتي استقبلت فيها واشنطن الرئيس السوري.
 
القلق اليوم يزداد داخل الحكومة الإسرائيليّة، خصوصًا وأنّ ذلك تزامن خلال الفترة الماضية مع المباحثات التي جرت بين واشنطن وتل أبيب، لصياغة اتفاق جديد لوقف اطلاق النار في سوريا.
 
المخاوف تتصاعد من احتمال تغيّر النهج الأمريكي، وصولًا إلى أكثر الملفات حساسيةً بالنسبة لإسرائيل، وهو المنطقة الأمنيّة خارج حدودها.
 
وزير الخارجيّة السوري أسعد الشيباني أكّد بأنّ دمشق لن توقع اتفاق مع إسرائيل دون الانسحاب إلى خط السابع من كانون الأول العام الماضي؛ أي قبل سقطوط نظام بشار الأسد. وبالتالي ما مصير هذا الاتفاق المنتظر؟ وهل تنجح دمشق في لعبة البقاء والمصالح؟
 
وكيف ستفرض سيادة كاملة وسط محيط من الأحداث الصعبة والمتلاحقة؟.
 
تصريحات وزير الخارجيّة الشيباني الذي أكّد بأن توقيع أي اتفاق إسرائيلي مع سوريا مرتبط بانسحاب تل أبيب من المواقع التي احتلتها بعد سقوط نظام الأسد؛ وهو ما يشير إلى العودة إلى فض الاشتباك في العام ألفٍ وتسعمائة وأربعة وسبعين. كما قد يشير إلى ثبات الموقف السوري على ما يفرضه القانون الدولي.
 
صراع النفوذ بين تل أبيت وأنقرة أصبح يتضح للعيان، ويبدو أن الوساطة الأميركية استطاعت إيجاد قاسم مشترك. فالقاعدة التي يمكن أن تتواجد فيها القوات الأميركية هي نوع من الخط الفاصل بين النفوذ التركي والنفوذ الإسرائيلي.
 
كما أنّ قاعدة المزّة قد تكون جزء من الجهد الأمريكي للتنسيق تجاه مكافحة الارهاب وتنظيم داعش الارهابي.
 
فهل سيغيّر التواجد الأمريكي في الأراضي السورية من هذهِ التوازنات ؟ أم أنّ سوريا ستبقى ساحة تنافس وتجاذب بين إسرائيل وتركيا؟
 
وما الذي سيضيفه تواجد عسكري أمريكي في المزّة؟.