عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Jan-2019

لا لتخویف موریس ونتنیاهو - میرون ربابورت
ھآرتس
 
الغد- المقابلة مع البروفیسور بیني موریس (عوفر ادیرت، ”ملحق ھآرتس“، 1/9 (ھي مقابلة مضللة.
من جھة، موریس یدعي أنھ لا یوجد احتمال للتوصل إلى اتفاق سیاسي مع الفلسطینیین لأن
ھدفھم ھو القضاء على الصھیونیة ومحو دولة إسرائیل. ومن جھة اخرى یزعم أنھ بالضبط لعدم
وجود احتمال لاتفاق مع الفلسطینیین، فإن دولة إسرائیل ستنھار، والیھود سیتحولون إلى اقلیة
مضطھدة.
والطریق الوحیدة لھم للھرب من الذبح سیكون الھرب إلى أمیركا أو اوروبا. حلقة مفرغة لا یمكن الخروج منھا: اذا توصلت إسرائیل إلى اتفاق مع الفلسطینیین، فھي ستمحى لأن ھذا ما
یتطلع الفلسطینیون الیھ. واذا لم تصنع اتفاقا أیضا ستمحى.
الفرضیة التي تقول بعدم وجود فرصة للتسویة مع الفلسطینیین لأنھم یریدون كل البلاد، ولیسوا
مستعدین للتسلیم بوجود دولة إسرائیل، ھي حجر الاساس في الفلسفة السیاسیة لنتنیاھو. صحیح
أن اھود باراك غرس بذور نظریة ”لا یوجد شریك“، لكن نتنیاھو حول ھذه الرؤیة إلى مسلّمة،
ومنھا یشتق سیاستھ العملیة. ولأن الفلسطینیین یریدون القضاء على إسرائیل، وھم لن یعترفوا
بوجودھا في أي یوم، فخسارة أن نبدد الوقت على المفاوضات. یجب العمل على أن تكون
إسرائیل أقوى من الفلسطینیین ومن اعدائھا المحتملین، وفي المقام الاول إیران. في ھذه الاثناء
یجب الحفاظ على الوضع الراھن.
نتنیاھو یستخف بجمیع النبوءات التي تقول إن غیاب العملیة السیاسیة ستؤدي إلى عزل إسرائیل
والمس بمكانتھا. حسب رأیھ، حقیقة أن إسرائیل توجد على خط الجبھة للغرب مع الاسلام
المتطرف، ھي الضمانة لنجاحھا. في نظره مقولة ”للأبد سنحمل السیف“ لیست نبوءة غضب،
بل وصف للوضع. رغم أن موریس یعتقد أن نتنیاھو ھو الزعیم الافضل الذي یمكن لإسرائیل
أن تضعھ الآن، إلا أنھ لا یوافق مع استنتاجاتھ.
یبدو أن موریس كمؤرخ یعرف أنھ في التاریخ لا یوجد فراغ، ولیس ھناك وضع قائم. لذلك ھو
یفھم أن التنازل عن فكرة الدولتین سیؤدي في نھایة الامر إلى دولة واحدة بحیث یكون الیھود
فیھا اقلیة أو اكثریة صغیرة جدا. أیضا من ھو مثلي، لا یعتقد أن الامر الاول الذي سیفعلھ
الفلسطینیون عندما یتحولون ھنا إلى اغلبیة ھو ذبح الیھود، مجبر على الاعتراف أن ھذه ستكون
دولة إسرائیل مختلفة تماما عن الموجودة الآن.
الكثیر من الیھود في إسرائیل ھم على الطیف الذي یقع بین نتنیاھو وموریس. من جھة، ھم
یعتقدون أنھ لا یمكن التوصل إلى تسویة مع الفلسطینیین، وفي كل الاحوال، الوضع الراھن
مفضل من ناحیتھم على التسویة. ومن جھة اخرى ھم یخشون من أن الوضع الراھن سیقود
إسرائیل إلى كارثة. الكثیر من الیھود في إسرائیل یكونون في یوم مع نتنیاھو وفي یوم آخر مع
موریس. في یوم یؤمنون بخلود الوضع الراھن وفي الغد یقتنعون بأن ھذا الوضع سیسقط على
رؤوسھم.
ھذا البندول العاطفي، ھكذا یبدو، ینعكس أیضا على الانتخابات. منذ فترة طویلة لم تكن ھناك
حملة انتخابات مشوشة بھذا القدر، عدیمة المحور الرئیسي. للاسف الشدید، الجمھور اعتاد على
أن الوسط – یسار غیر قادر على طرح أي أفق سیاسي. ولكن في ھذه المرة أیضا لا یوجد
للیمین حقا ما یطرحھ.
عندما یكون ترامب في البیت الابیض والعالم العربي في حالة انھیار، كانت لحكومة الیمین
فرصة لمرة واحدة لتغییر الواقع السیاسي باتجاه ضم جزئي أو كامل، وھذا لم یحدث. لیس عبثا
أن الشعار الرئیسي في تبریرات نفتالي بینیت وأییلیت شكید لاقامة حزب الیمین الجدید ھو أنھم
وصلوا إلى ذروة التأثیر. تزاید الاحزاب والانقسام في الیمین وفي الوسط – یسار ھو الدلیل
على اضاعة الطریق للنظام السیاسي في إسرائیل، وعلى الاعتراف بعدم قدرتھا على تغییر
الوضع والخروج من الحلقة المفرغة التي اشار الیھا موریس.
یمكن تفھم موریس ونتنیاھو ومعظم الجمھور أیضا. احد اسباب الشعور بعدم وجود حل للنزاع
ھو حقیقة أن الحلول الموضوعة على الطاولة لا تناسب الواقع على الارض. سواء حل الفصل،
في وضع فیھ المجموعتان السكانیتان الواحدة متداخلھ فیھ مع الاخرى، أو حل الدولة الواحدة
الذي یعتبر ملغیا لحق تقریر المصیر للشعبین، وأیضا لیس الوضع الراھن الذي یقود إلى
الابرتھاید، والذي حتى من یؤیدونھ للمدى القصیر یدركون أنھ غیر قابل للحیاة على المدى البعید.
لذلك، ھناك حاجة اخلاقیة لتقدیم حل جدید. حل من جھة یعترف بأنھ بین النھر والبحر یوجد
شعبان ولھما علاقة عمیقة بكل البلاد. ومن جھة اخرى یعترف بحاجة كل شعب من الشعبین إلى
تقریر المصیر. حل یكون قائم على الشراكة والمساواة والاحترام المتبادل.
باختصار، ھذه ھي فكرة ”بلاد للجمیع“: دولتان مستقلتان، إسرائیل وفلسطین، تعیشان معا في
اطار مشترك، مع مؤسسات مشتركة تحافظ على حقوق جمیع المواطنین في كل مكان یختارون
العیش فیھ. شعبان یعیشان إلى جانب بعضھما وداخل بعضھما البعض من خلال الاعتراف بأن
لھما حق في ھذه البلاد.
محظور الذھول من تخویفات موریس ونتنیاھو. ممنوع الوقوع في الیأس وكأنھ لا یوجد لنا نحن
المواطنین تأثیر على مستقبلنا. وكأننا لا نستطیع خلق واقع افضل. یجب طرح حلم ایجابي
للمستقبل، والدفع بھ قدما على الارض والایمان بأنھ ممكن. ازاء التشاؤم التفاؤلي لنتنیاھو
والتشاؤم التشاؤمي لموریس، نحن مجبرون على اعادة الاعتبار للتفاؤل