عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Sep-2020

من الخوف إلى الغضب*د.حازم قشوع

 الدستور

يتعرض الرئيس الامريكي لانتقاد غير مسبوق، من اكبر الشخصيات الصحفية والاعلامية، حيث تستند هذه الانتقادات في معظمها لآراء المقربين اليه وفي الدوائر المغلقة في صناعة القرار، حيث اكدت معظمها ابتعاد الرئيس ترامب عن المؤسسة في الطرح التي اعتاد عليها صناع القرار في البيت الابيض، اضافة الى حالة التردد التي تخيم على مناخات اتخاذ القرار في حال وجود تباينات حيث تتغير المسارات حسب قوة الحجة التي يتمتع بها أصحاب الراي في الطوق الاول في بيت القرار. 
 
ويضيف بوب وورد، الصحفي الامريكي الشهير، في كتابه الاول الخوف الذي تحدث فيه عن راي مساعدي الرئيس في ترامب، حيث كانوا في معظمهم لا يثقون بقدرة ترامب على ادارة شؤون الدولة، اما كتاب الغضب الذي جاء بعد 18 لقاء مطولا مع الرئيس ترامب، لكن النتيجة كانت ان الكتاب جاء بتقييم أسوأ من اول حيث قال فيه ان ترامب هو الرجل الخطأ لهذه الوظيفة، حيث وصف بوب وورد كيفية ادارة ترامب لازمة كوفيد 19. 
 
وبطريقة سطحية حيث ابتعد فيها عن سلامة الانسان لصالح سلامة الاقتصاد واستخدم فيها برنامج مناعة القطيع دونما سياسة احترازية كانت تستوجب الظرف الناشئ للحد من سرعة انتشار هذا الوباء الخطير على الرغم من معرفة ترامب بخطورة هذا الوباء منذ مدة ليست بسيطة وسرعة انتشاره كونه مميتا، الا ان ترامب اصر على استخدام رسالة طمأنة شعبية بدلا من اصدار رسائل تحذيرية ووعد بسرعة القضاء عليه  كما عكف على تصدير هذه الازمة للصين، للتقليل من مسؤولية ترامب عن حالة الوباء الحالية ونتائجها محملا الصين مسؤولية ذلك.
 
كما اضاف بوب وورد في كتابه ان ماتيس وزير الدفاع السابق وفوشي مسؤول ملف كورونا، كانا قد عبرا امامه عن رايهم في الرئيس ترامب حيث وصفوه بالسطحي وغير اللائق ليكون ترامب في سدة بيت القرار الامريكي، اما كوشنير فلقد وصف ترامب كانه شيج جاير في رواية اليس في بلاد العجائب، حيث اكدوا جمعيا ان ترامب لا يمتلك استراتيجية عمل او بوصلة اتجاه، فهو يتخذ قرارته بناء على اخر معلومة تصله كما ان الحقائق ليست مهمة لدى الرئيس ترامب بقدر ما بذهنه ان يكون، لذا اصبح بيت القرار لا يشكل سمة الدولة الامريكية بقدر ما يتكون من مجموعة اراء ليس مؤسسية يقوم على الدفع بها الى انتاج ناتج لا يخدم السمة العامة للدولة بقدر ما يقوم على اراء لا تستند الى الهيكلية العامة للدولة .
 
ولان كتاب الغضب ترك تاثيرا على مجريات الاجواء الانتخابية فلقد قام ترامب بايجاد حالة من الانتصارات الدبلوماسية الخارجية، كان جزء منها الاتفاقية التي جرت مؤخرا والتي كانت تهدف التخفيف من وطأة تاثير الكتاب على مسرح الاحداث في الولايات المتحدة، ولا يعتقد الكثير من المتابعين ان هذه الاتفاقيات قد نجحت في التغطية على كتاب الغضب نتيجة اهتمام الناخب الامريكي في الشان الداخلي والشان الداخلي فقط، وهذا ما يؤكد ان طوق النجاة الخارحي الذي يستخدمه ترامب في تحقيق انجاز انتخابي يضاف الى انجازاته، حيث مازال لا يحقق له الغاية ولا يقوده الى نقطة التحول في المعادلة الانتخابية الساخنة.