عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Mar-2020

في الأردن الآن: تاريخ إضافيّ من الحكمة! - ماجد شاهين

 

الدستور- لم يَخُض ْ الوطن الأردني ّ ، بمكوّناته كلّها وعلى تنوّعها ، معركة  داخلية بيئية بمثل هذه الشراسة من قبل ، و كل المعارك والتحديّات التي خيضت كانت واضحة المقدمات وواضحة العناوين و كانت أدوات خوضها المادية متوافرة و حتى أدوات ومعدّات النزال كانت ربّما حاضرة .
 
أمّا معركة اليوم ، فتلك معركة فرضها عدوّ مجهول أو كائن يوجعنا ولا نراه ، ولا تتوافر أدوات تكفي للنزال معه وللتغلّب عليه وهزيمته سوى ما يتعلّق بالجانبين المعنويّ والاجتماعي ّ ، وهما الأبرز والأهم ّ في مثل هذه النزالات .
 
الفيروس لئيم وموجع إن ْ تغلغل .
 
و في القراءة الأولى  : لا يزال الوعي الجمعيّ الأردني يستند إلى موروثنا التكافليّ في صدّ الفيروس و هزيمته أو في الأقل ّ الخروج من النزال بأقل ّ الخسائر .
 
و هذا يعني أن سلاح التكافل الاجتماعي لا يزال نافعا ً ومؤثرا ً و يقاوم كلّ أشكال الخمول والكسل والتراجع .
 
فيما لم ينفد  مخزون « الصبر « الاستراتيجي وقوّة التحمّل التي نتمتع بهما ، و هما عنوانا ذراع ٍ أساسيّة في الصراع مع الفيروس ، ونريد لكي ننتصر أن يتعزّز مفهوم الصبر وتتعمّق قيمُه و تجليّاته .
 
أمّا العامل الثالث أو ما يشكل ساق المثلث الثالثة ، أو الضلع الثالث  ، فيختص ّ بــ ِ  « الحرص على نظافة البدن واليدين وأدوات الاستعمال اليوميّ» والابتعاد بمسافة آمنة عن الآخرين ليكون الجميع بمنأى عن التعرّض لخطر الإصابة بالفيروس أو مداهمته أو حتى التدخل في نقلِه للآخرين .
 
..
 
ثمّة ملاحظات في السلوك الفرديّ الذي راقبناه في الأيام السابقة ، تنطوي على كميّة من اللامبالاة أو الإهمال أو القلق غير المشروع ، ولا نريدها أن تفتّ في عضد « جسارتنا الوطنية « في مواجهة الفيروس .
 
نريد أن ننقض ّ على وهمنا وقلّة حيلتنا و نرفع من شأن الجهد العظيم الذي يبذله الرسميّون و تصنع به الدولة تاريخا ً  إضافيّا ً  من الحكمة .