عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Apr-2020

"أهازيج النسيان".. قصص كثيرة وإبداعات متنوعة

 عمّان- الرأي - صدرت عن «الآن ناشرون وموزعون» في عمّان مجموعة قصصية تحمل اسم «أهازيج النسيان» لمجموعة من الكتاب التونسيين، ويقع العمل في مئة وإحدى عشرة صفحة من القطع المتوسط.

جاءت فكرة هذه المجموعة تتويجا لمرحلة من مراحل مشروع كبير يرمي إلى تكوين وتطوير المنتج القصصي في الجمهورية التونسية، وغيرها من البلدان العربية. وقد عُقدت الورشة المستدامة الأولى في مدينة جبنيانة التونسية بالتعاون مع جمعية آفاق التعاونية، وتحت إشراف وتنسيق الكاتبة دلندة الزغيدي، فأنتجت الورشة هذه المجموعة التي ضمت ثلاث عشرة قصة قصيرة لتسعة من الكتاب والكاتبات، وأعدَّ المجموعة وقدّم لها الأديب نصر سامي.
في المجموعة التي صمم غلافها الفنان بسام حمدان بلوحة للفنانة التونسية هاجر ريدان تنوعت مساهمات الكتاب من حيث عدد القصص وأسلوب القص، فقدم سمير السايح قصتين هما "المخاض" و"المبتور"، ودلندة الزغيدي قصة واحدة هي "تغريدة أكولا"، وفيروز العباس قصتين هما "سيلفيا" و"أغاريد الموت"، وقمرة النايلي قصة واحدة هي "سوار"، ونعيم درويش قصتين "موت عربة" و"نصيحة"، وعبد الباسط نعمان قصتين "التذكرة" و"تجاعيد"، وصباح بن حسونة قصة واحدة "الحوش"، ومي عياشي قدمت قصة "بلا جذور"، وسحر الشطّي قدمت "حرقة مضاعفة".
وتراوح الأسلوب بين الرمز والمباشرة، فحضرت قضايا كثيرة. يصف سمير السايح لذة الكتابة في "المخاض" بقوله: "... شعر بوكز الكلمات، وغمره الإلهام، نزع عنه أدران التردد والقلق، وكتب قصيدته الثانية والثالثة، لم يحس بآلام الولادة، كان فرحا، بل قرر أن يفرح كلما ازدان ديوانه بمولود جديد".
ووصفت دلندة الزغيدي صبراء بطلة قصتها "تغريدة أكولا" التي واجهت قسوة الذكور وتحرشهم وخداعهم: "أرادوا أن يجعلوا من جسدها ميناء ترسو فيه سفن البحارة... لكن صبراء الخضراء المباركة قد مددت عروقها فتشابكت مع الصخور المدفونة، والكنوز التالفة، ستظل صبراء جاثمة على صدورهم".
وحضر الإرهاب الذي تعوّد أن يضرب أوطاننا فيكتوي بناره في كل مرة أولئك البسطاء الذين لا حول لهم ولا قوة. تقول فيروز العباس على لسان قمر التي فقدت عائلتها كلها في حادث إرهابي: "بعد ذلك اندثرت كل أشيائي الجميلة، وانمحت من ذاكرتي صوري وأشعاري، وأصبحت امرأة هرمة بعمر يقل عن العشرين".
أما سوار بطلة قمرة النايلي فحققت ذاتها وأثبتت قدرة المرأة في بلادنا على تحقيق الإنجاز "تبدلت حياتها، وصار لها معنى، أصبحت سوار مصدر فخر لفتيات القرية، وعنوانا للنجاح".
قصص كثيرة وإبداعات متنوعة ضمتها هذه المجموعة، ولا شك أنها قدمت مجموعة من الكتاب والكاتبات الذين أتقنوا فن القصة القصيرة، فجاءت إبداعاتهم مكتملة ومبشرة بمستقبل واعد لكل واحد منهم