عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Jan-2020

سيدة الشاشة «نجوى قاسم».. - سمارا المعايطة

الراي - ضجت مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام بخبر وفاة الإعلامية نجوى قاسم التي وافتها المنية يوم الخميس في الثاني من يناير لعام 2020 إثر تعرضِها لسكتة قلبية أودت بحياتها.

هذا الخبر كان صدمة قاسية للمشاهد العربي بشكل عام ولجمهورها الذي أحبها وعشقها بشكل خاص، حيث إستطاعت أن تقدم لنا سنة 2020 في ثاني أيامها وجبة من الحُزن أعتقد أنها قد تكفي الوطن العربي بأكمله، فأنا مازلت إلى اليوم أرفضُ تصديق الخبر وأنتظرُ أن يقول لي أحدهم أنها «مجرد إشاعة» بالرغمِ من أن الموت حقيقة لا يمكن تجاهلها، لكنه شيء مؤلم وقاسي جدا أن نرضخَ للأمر الواقع مُجبرين لا مُخيرين، نجوى قاسم لن تكون إعلامية عابرة في حياة الصحافة العربية والعالمية، إنما هي شخصية إستثنائية ليس لها مثيل، حيثُ لم نُشاهد مذيعة أو ص?افية من قبل بهذا الحس الإعلامي الذي تمتلكهُ فهي حالة إعلامية فريدة في وطننا العربي، استطاعت أن تكون صوت المظلوم في كل أرجاء الوطن العربي حيث تمكنت من أن تحمل جميع الهويات كافة، العراقية والفلسطينية،
السودانية، والمصرية، الأردنية، والسورية ليس اللبنانية فحسب، إستطاعت أن تتحدث عن أوجاع شعوب بأكملها حتى «سالت» دمائِها في العراق عندما كانت مُراسلة حربية، اليوم الصحفي يُساعد على تحسين العالم الذي نعيش فيِه فعندما تكون شغوفاً بالمساواة والإنصاف والأمانة تكون مهنة الصحافة هي الأنسب لك...
تمتلك نجوى قاسم أفضل أنواع التحدي فالتحدي الأكبر في إنتاج مقابلة جيدة هو تعلم الإصغاء، تشعرك أنها في موقع الحدث وليس في الإستديو، تعرف جميع الملفات، سوريا، اليمن، لبنان، العراق، فلسطين.
كان لدى الراحلة أهم ركائز العمل الصحفي وهي ثقافة الحوار، كانت تطرح أصعب وأعقد الأسئلة بأبسط أسلُوب. كانت تُنظم الحلقة والأسئلة بشكل لائق و إيصالها الى المشاهد بطريقة جذابة ومُمتعة، ينتهي برنامج «حدث اليوم» دون أن تَشعُر بالوقت وكأنك داخل الإستديو تحتسي كأساً من الشاي...
منذُ أنّ عشقتُ الصحافة إتخذتُ نجوى قاسم قدوةً لي ومثلي الأعلى في هذا المجال العميق، حيث إختارت الإنسانية قبل المهنية، كيف لي أن أجد مُلهِماً جديداً لأحلامي وطموحاتي يا نجوى !!!
حيث أذهلت العالم بإحترافها للصحافة وسميت «بقطعة الكريستال». وأطلق عليها لقب «المراسلة الحربية» من قِبل إحدى الصُحف حيث نهضت من بين الحُطام حاملة المايكرفون، ليس هذا فحسب فقبل عام من اليوم دخلت الى إستديوهات قناة العربية بعكازين في حادثة غريبة من نوعها عبرت من خلالها عن حُبها وعِشقها للمهنة، لم يمنع العُكازَ نجوى قاسم من أداءِ عملها وقالت على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مُعبرة عن حبها لعملها مُعلقة: «وهذه هي المعاناة اليومية التي يتغلب عليها عشق المهنة».
نجوى قاسم كانت أملاً في الإعلام العربي جريئة، مُلهمة، ذات فِراسة عالية وأُسلوب راقٍ مُتقدم، كانت مدرسة عريقة دُرِسَت إلى كادر قناة الحدث، لأنها إستحقت أن تكون رُكنا من أركان الصحافة والإعلام، هي نافذة العفوية ذات مهنية رهيبة وصاحبة أجملُ إبتسامة، رحمة االله عليها، وسيكون ختام المقال بجملتها الشهيرة» إلى اللقاء ولكُلِ حَدثٍ حَديث».