عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Mar-2020

الديمقراطية تنتحر! - د.بكر ابو بكر

 

الدستور - كثيرًا ما تعمد دولة الكيان الصهيوني على وصف نفسها -مخادعة العالم- قائلة بأنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط! رغم التناقض الفاضح بين الديمقراطية والاحتلال، وبين الديمقراطية وتقنين ممارسة القتل والإرهاب والطرد والتهويد، وبين الديمقراطية والأبارتهايد الممارَس في الضفة الغربية المزروعة بالمستعمرات والمستعمرين الارهابيين، وبين الديمقراطية والعنصرية على أساس ديني موسوم أنه قومي، وبين الديمقراطية وقهر الشعوب المحتلة والأقليات الأصلانية، وهي الأركان الخمسة لـ «ديمقراطية» «اسرائيل» الوحيدة في الشرق الأوسط! 
 
لم يقبل «نتنياهو» أن تتخذ سلطته الصفات الخمس فقط لتصبح الديمقراطية الوحيدة الموسومة بما سبق، ليضيف عليها عملية استغلال صندوق الانتخابات ليعودوا لانتخابه مرة ومرتين وثلاثا وأربعا للتغطية على فضائحه المالية المختلفة وفساد حكمه، ووزرائه المكلّلين بغار العنصرية البغيضة، وعقلية الاحتلال والفكر الأسطوري التوراتي. النموذج الإسرائيلي الديمقراطي الفاسد واضح.
 
 أو نأمل أن يكون هكذا، ما يجعلنا غير متيقنين في زمن الرويبضة والحُمق وقصر النظر، ولكن إن نظرنا للديمقراطية بالعالم سنجد أن الديمقراطية تعاني، فالديمقراطية الألمانية كمثال ترصد نصف تريليون (50 مليارا) يورو لمحاربة اللامرئي أي فيروس كورونا! جيد وسيء! ونجد الرئيس الأمريكي -المشهور بعنصريته وعدائه لفلسطين، و بمئات الأكاذيب على تويتر كما رصدت له ذلك الصحف الأمريكية- يرصد هو أيضا 50 مليار دولار لذات الغرض،! جيد من جهة وسيء من جهة، ونقول يا للهول: إن هذه الأموال «الديمقراطية» الضخمة لا تظهر لإحقاق الحق أو تحقيق العدالة، وإنما فقط تظهر لحماية الجنس الأبيض، في عنصرية تفتك بالديمقراطية التي من المفترض أنها تعني بالضرورة انسجامها مع قيم الحرية والمساواة لشعوب العالم. 
 
وفي المقابل عندما تقوم روسيا بتصفير مدة رئاسة بوتين (أنهى  مدده الرئاسية) ما يتيح له أن يبقى رئيسا الى ما يشاء! فإن التساؤل يزداد وضوحا أين هي الديمقراطية التي تعني التداول بالسلطة؟ وأين هي الديمقراطية التي فهمناها التجدد؟ أو التي فهمناها التصاقا بقيم الحضارة من حق وعدالة وحرية ودعم الشعوب المقهورة لا غزوها او تدميرها كما هو حاصل؟ الدول الديمقراطية من المفترض أنها تقف متكاتفة معًا لدعم المظلوم من جهة، وأنها ترفض العنصرية والاحتلال والاستعمار من جهة ثانية، وأنها ترفض استغلال الثغرات بالنظام الديمقراطي لمصلحة الأفراد! الديمقراطية «الغربية» بهذا الشكل وهذه النماذج الفاقعة تظهر أنها فقاعة، وأنها بالحقيقة ليست سوى غطاء للكثير من المثالب والفساد والمصائب، وتظهر وكأنها إما خدعة أو أنها تنتحر.