غزة تنزف.. والمتطرفون يقودون تحركا لإفشال التهدئة بغزة
الغد-نادية سعد الدين
بالتزامن مع زيارة رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" إلى واشنطن، يبذل الوسطاء جهوداً حثيثة لاستئناف المفاوضات قريباً للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بينما يقود المتطرفون تحركاً لإفشال "الصفقة" واستمرار حرب الإبادة الجماعية على حساب إراقة المزيد من الدم الفلسطيني.
وبينما غزة تنزف؛ في ظل استمرار العدوان الصهيوني الذي أدى لارتقاء أكثر من 108 شهداء يوم أمس، يدور المقترح المُحدث الذي سلمته قطر إلى حركة "حماس" والاحتلال، حول خطة لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً في قطاع غزة يتم خلالها إطلاق سراح عددا من الأسرى، كما يتم خلالها العمل على إنهاء الحرب.
ورغم ما اعتبره مراقبون أنها فرصة مهمة للتوصل إلى اتفاق، إلا أن خلافات ما تزال قائمة حول شروط إنهاء الحرب وحجم انسحاب جيش الاحتلال من القطاع، كما أن المقترح الجديد لم يوضح ما إذا كان يتضمن ضمانات كافية لإنهاء الحرب، وهو المطلب الذي تؤكد عليه الفصائل الفلسطينية.
ويدعو المقترح الجديد، والذي يأتي بناء على الإطار الأميركي مع تعديلات وإضافات طفيفة، إلى إطلاق سراح ثمانية أسرى أحياء للاحتلال في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، يليه الإفراج عن أسيرين اثنين مع اقتراب نهاية هدنة مدتها 60 يوماً، إلى جانب تسليم جثامين 18 من أسرى الاحتلال على ثلاث دفعات، وخلال تلك الفترة، من المتوقع إجراء مناقشات حول إنهاء الحرب.
كما ينص المقترح القطري على انسحاب جيش الاحتلال حتى محور "موراغ" بين خان يونس ورفح، جنوبي القطاع، وزيادة كميات المساعدات الإنسانية إلى داخل غزة.
وفي أعقاب حديث الرئيس الأميركي "دونالد ترامب"، في منشور له الليلة الماضية، عن موافقة الكيان المُحتل للخطة، وإنه يتوقع التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب على غزة خلال الأسبوع المقبل؛ فقد سارع الوزيران في حكومة الاحتلال المتطرفان "ايتمار بن غفير" و"بتسلئيل سموتريتش" إلى قيادة تحرك لمعارضة التوصل إلى اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وفق وسائل إعلام الاحتلال.
وعلى ما يبدو أنه خلاف يشتد داخل الأوساط الصهيونية حول "الصفقة"؛ فقد هاجم ما يسمى وزير خارجية الاحتلال "جدعون ساعر" كل من "سموتريتش" و"بن غفير"، بسبب تحركهما لإحباط اتفاق الأسرى ووقف إطلاق النار التي يروج لها الرئيس "ترامب"، بينما وجّه ما يسمى زعيم المعارضة الصهيونية "يائير لابيد" نداءً إلى "نتنياهو" للمضي في التوصل إلى التهدئة.
يأتي المقترح الجديد بعد أشهر من تقديم المقترح الأميركي الأولي لوقف إطلاق النار في غزة بعد انهيار وقف إطلاق النار السابق بسبب استئناف الاحتلال لعدوانه على غزة.
من جانبه، أكد القيادي في حركة "حماس"، طاهر النونو، بأن الحركة "جاهزة وجادة للوصول إلى اتفاق، ومستعدة للموافقة على أي مقترح يحقق متطلبات إنهاء الحرب بوضوح أو يقود إلى إنهائها بالكامل".
وكان الرئيس "ترامب" أعلن، في منشور على منصّته "تروث سوشال" للتواصل الاجتماعي، أنّ حكومة الاحتلال "وافقت على الشروط اللازمة لإبرام" هدنة مع حركة "حماس" في قطاع غزة لمدة 60 يوماً تمهيداً لإنهاء الحرب، مناشداً الحركة الموافقة على "المقترح النهائي" الذي تعمل القاهرة والدوحة حالياً على إنجازه.
وتتزامن هذه المباحثات مع إعلان جيش الاحتلال توسيع نطاق عملياته في غزة، وقبيل أيام من زيارة سيقوم بها "نتنياهو" إلى واشنطن.
بينما يواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، مما أدى إلى ارتقاء 142 شهيداً و487 إصابة، خلال الساعات الـ24 الماضية، وفق وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
وأفادت "الصحة الفلسطينية" إلى ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 57.012 شهيداً، و134.592 مصاباً، منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023.
وأشارت إلى ارتقاء 6,454 شهيداً، و22,551 مصاباً، منذ 18 آذار (مارس) الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار، فيما تجد طواقم الإسعاف والدفاع المدني صعوبة في الوصول إلى الضحايا حيث ما زال عدد كبير منهم تحت الأنقاض والركام وفي الطرقات.
وأشارت إلى أن حصيلة شهداء "المساعدات" الإنسانية الذين وصلوا للمستشفيات خلال 24 ساعة الماضية بلغت 39 شهيداً، وأكثر من 210 إصابات، ليرتفع إجمالي الشهداء ممن وصلوا المستشفيات إلى 640 شهيداً وأكثر من 4,488 إصابة.