الراي
الباحث الأميركي آرون ديفيد ميللر يخرج عن المألوف هذه المرة فيما يخصِ الصراع العربي الإسرائيلي..
فهو يرى أن الحقيقة في الشرق الأوسط قد تاهت في دروب الليل والتدليل للصديق الاستراتيجي (إسرائيل) الذي لم تمارس الولايات المتحدة ضده القسوة التي تليق بعلاقة يخشى منها طرف على مصالح طرف آخر أو بمعنى آخر علاقة (الحب التي يقسو فيها المحب على الحبيبة).
ويعلن ميللر في كتابه الأرض الأكثر وعداً–البحث الأميركي المراوغ عن سلام عربي إسرائيلي، (لقد تبنى كثير من المسؤولين الأميركيين للمواقف الإسرائيلية وقوفهم في خانة (محامي إسرائيل)، دون أن يدركوا أن المصلحة الخاصة التي تربط بين الولايات المتحدة وإسرائيل يمكن أن تستمر في الاتجاه الصحيح وليس لممارسة التعنت ضد طرف لحساب آخر).
ويدعو ميللر قيادة بلاده (إلى ممارسة قدر من الشدة الحاسمة مع مختلف أطراف الصراع عندما يكون الأمر في حاجة إلى حسم وعند مفترق طرق والسعي إلى كسب مصداقية من طرفي التفاوض حتى في الأوقات التي كانت المفاوضات تمر بأزمة ثقة بين أطرافها والمثابرة على إنجاز طرف واحد محدد سلفاً باعتباره هدفاً وطنياً خالصاً يخدم المصلحة الأميركية والجدية التامة في التعامل مع عنصر الزمن وتحديد أطر زمنية واضحة لإنجاز الهدف سلفاً).
ويُمضي ميللر المفاوض الأميركي المخضرم بين الفلسطينيين والإسرائيليين ليقدم وصفاً للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل فيقول: (إن إسرائيل حصلت على اربعة وعود في أرض فلسطين) وهي:
• الأول الوعد التوراتي
• والثاني وعد بلفور البريطاني
• والثالث من الأمم المتحدة بقرار التقسيم
• والوعد الرابع من أميركا حيث وصلت الحال إلى خلاصة مفادها لا يمكنك أن تكون اليوم ناجحاً ما لم تكن تحمل وجهات إيجابية إزاء إسرائيل ولكن ميللر يؤكد أن الولايات المتحدة ما زالت قادرة على صياغة لغة وسياسة جديدة لدورها كوسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين ليس من موقع الحياد ولكن من نفس الموقف الراهن الذي يشدد على العلاقة الخاصة بين واشنطن وتل أبيب وذلك باستغلال العلاقة الخاصة في الضغط الذي يصل إلى مرحلة القسوة لدفع إسرائيل إلى مسارات جديدة.
ويرى ميللر أن التاريخ التليد للأماكن المقدسة يقف حجر عثرة أمام دور أميركي حقيقي في التسوية فمن يجرؤ على تقسيم القدس التي حملت كل نبوءات الأديان السماوية بين جدرانها وشوارعها.
إنها حرب ليس مع الحاضر وحده ولكنها حرب ضد التاريخ أيضاً مثلما قال الكاتب الأميركي وليام فوكنر: الماضي لم يمت ليس لأنه حتى ماضٍ، إن الصراعات يقودها الميراث التاريخي والذاكرة والهوية والخوف الوجودي من التدمير.