عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Jul-2024

انقلاب الاساطير في الشرق الاوسط ! أحمد سلامة

عمون

 

بلاد البخور والمن والسلوى والمناسف والمسخن.. بلاد الانبياء والاولياء !!
 
وطن التكايا والزوايا .. وطن الاسماعيلية والماسونية واخوان الصفا وخلان الوفا !!
 
وطن ( الكرماني ، وابن سينا والغزالي ) ..وطن الفلاسفة وتهافتها !!
 
ووطن الاحتلالات الممتدة من سقوط القدس حتى مذبحة معرة النعمان ومن مذبحة غزة حتى ثراء النفط غير المسبوق في التاريخ البشري !!
 
وطن العز (وها خوتي النشامى ، صدام حسين باب المعالي بابه، ووطن المباهاة بصور الامامين الخميني والخامنئي واعلان الحداد لسقوط طائرة الرئيس الايراني.
 
واخيرا وطن الاستباحة من كيان لا منطق لبقاءه سوى تفوقه في نسج علاقات مع الغرب الاستعماري بشقيه القبيحين (الاوروبي والامريكي ، وطن اوى يهودا كانوا لاجئين متعتسين مشردين فتعلموا كيف يذبحون ويسرقون ويشردون ) … ووطن الانتخابات والاحزاب التي تركب الباص تمثلا بحملة كلينتون لاننا مسكونون بهواجس الانتماء لبوءس الحضارة الغربية .. والتشبث بميثاقنا معها.. ووطن الحاج ابراهيم العرجان فخر السيناوية الدي يبشر به نتنياهو ليكون الحاكم في غزة !!
 
كل ذلك وغيره اكثر واكثر يقع في نطاق وحدود الشرق الاوسط !!
 
ثمة صور في الشرق الاوسط لاساطيره لا تخطءها عين منصف ، ولا تنساها ذاكرة صادقة، اول الصور: الاسطورة في ذاكرتي غير المحزونة كانت على ارض العراق في شباط عام ١٩٨٦ م كان طه النعمان صحفي سوداني مثقف، ويوسف العلان، مصور عينه تلتقط كل جميل، وعبدالله العتوم رفيق رحلة العمر الابدي وكاتب هذه الحروف.. نتحرك في احدى ليالي شباط من ذلك العام صوب جنوب العراق الذي استبيح فجاة بهجمة ايرانية ساحقة ماحقة احتلو ا جزيرة الفاو لكن ليس كلها ووصلوا لابواب ( شلهة الاغوات ) على ابواب البصرة، كانت رائحة اطباق الكماشة الايرانية على بغداد قاب قوسين او ادنى .. امريكا كانت بروائح رامسفيلد موجودة مع الايراني وكيان يهود انجز صفقة اعادة تسليح الايراني فيما اصطلح على تسميته ( ايران غيت ) وبدت بغداد تترنح تحت صواريخ طهران التي دكت بغداد بحقد ومرارة !!!
 
ومن اساطير الشرق الاوسط التي تم اخفاوءها ان الراحل الطاهر قلبه بعروبة لم تتكرر في عالم العرب سيدنا الحسين طيب الله ثراه بعطر روحه ، قد اعاد مصر - مبارك
الحائر المرتبك بين رصاصات خالد الاسلامبولي الذي مغط السادات في عرينه فلم يتجرا على زيارة كيان يهود وبين عدم ايمانه بالعروبة كانت عين الحسين على مصانع الذخيرة المصرية وخبرة جيش مصر وثقل مصر المعنوي بغية تصويب معادلة الحرب، كانت مصر تلملم خيباتها على استحياء وتعود لعروبتها قلقة حائرة، واصطحب الحسين مبارك الى بغداد ليعمد اعادته عبر الشراكة في الوقوف مع بغداد، كان ذلك من الافعال العبقرية القومية للحسين.
 
وافيت (الفاو) في قارب مموه انطلق بنا من ميناء خور عبدالله، يا لتلك الايام المجيدة واستقبلنا ببطولة حد الهذيان، بالعروبة وبالعراق الفريق (هشام صباح الفخري) قائد الفيلق السابع) الذي زج به صدام حسين من منطقة حاج عمران ليوقف الجنون الايراني، كان هشام الفخري مثل خالد بن الوليد شاعرا وكييفا ووسيما جدا وطويلا دون افراط
كان عربيا حد الجنون الذي تذعن له بالولاء، قال وهو يقصف الايرانيين بكل شيء حتى بتربة الفاو الرملية التي يفركها بين يديه ردا على سوال مندوب النيوز ويك ماذا بعد ؟!
 
هذي ارض عراقية اما ان تعود على اشلاءهم او يبقون فيها بعد ان يفنى كل العراق !! كان حميما ومصمما ومريدا ايضا، ولقد دحرت ايران بالفعل فيما عرف بحملة صدام التاريخية (توكلنا على الله) في ٨/ ٨ / ١٩٨٨م ، كان مذبع بغداد الرخيم صوته، يعلن ان اليوم هو يوم الايام وبيان البيانات وروائح الشهداء ووافقت طهران (بتجرع الخميني رحمه الله السم الزعاف كما اعلن وقف اطلاق النار )، وامتطى صدام حسين حصانه الابيض وتبختر في شوارع بغداد وكانت ملايين العراقين بانتظار طلته الاسطورية لاعلان النصر من ساحة الاحتفالات الكبرى !!
 
ولقد ولدت لمشارق العرب اسطورتهم الكبرى واضحى لديهم سيفهم وترسهم في رد اطماع الاتراك والايرانيين، لقد انكمشت كل المشاريع المهددة، وبدا ان سطوة مجلس التعاون العربي كاسطورة لاحقة قد باشرت مراقصة الذئاب بعد عام من تاريخ رقصة حصان صدام !!
 
كيف ذوى هذا المشروع الاسطوري !؟
 
لقد خلع الكتف الاردني الذي كان ياوي قلب صدام حسين في لحظات الشدة مباشرة بعد توقيع ميثاق مجلس التعاون العربي ( الاردن العراق مصر واليمن )، وفي اقل من شهرين استيقظ الاردنيون على (دينارهم / ذات الثلاثة دولارات ونيف) وقد صار على حواف الدولار ، واندلعت احتجاجات لم تزل دوافعها من الغاز الشرق الاوسط وتم تسميتها (بالهبة).
 
من الطرائف ان هواة الكتابة الذين باشروا صناعة ذاكرة وطنية محدثة لنا وكانوا على يمين اليمين او يسار اليسار ينسبون كل ذلك الى الفساد الاداري والنهب والسرقة!!
لانهم لم يدركوا الربط بين شماغ الحسين الاحتفالي عام ١٩٨٩ م وسط بغداد وتدهور حالنا.
 
كان فعل التامر على النظام والدولة والسلالة في الاردن اول الانقضاض على اسطورة سيف العرب واستبدال اسماء الصواريخ التي اسقطها صدام فوق رؤوس يهود وصواريخ طهران التي (كسدرت في اجواء الشرق الاوسط) في زيارتها المحتشمة للكيان اليهودي (هنغر الاسرائيلين البغيض)، لقد بدأ مشوار تدين الاسطورة الشرق اوسطية، لحظة الانقضاض على الدينار الاردني !!!
 
 
الاساطير كلها مربطها عندنا
ان حملة الدعوة التحريضية لتازيم الدولة والمحتمع وتوزيعه على محاور (فتنوية) من ساسة مرتبطين وكتاب جهلة، واتهامات موصولة للدولة واطاراتها في التفريط بقضية فلسطين وقابلها حملة مجنونة تقسيمية، ان هذي الاجواء التي تبدي براءة في ادائها (ان الاردن متامر على فلسطين) يقابله نغمات بائنة لتقسيم الناس، لا استطيع ان اطمئن الى بواعثها !!
 
والسوال الاسطوري
هل نحن على باب محنة كبرى لا تبقي ولا تذر !!!؟
 
ما ساقوله ساقوله وتوكلي على الله وهو حسبي، ان كل الموامرات مهما علا شانها لن تفت من عضد مدماك واحد من مداميك صرحنا الوطني، وان حملة التحريض بوجهيها
ستخيب كما خابت كل ما سبق وان حاول معنا.. الاردن غير.. نعم نحن غير، وطن (همزته مضمومة) ولا يحتمل القسمة ويرفض الكسر حتى في اللغة، والاردن بناء متلاحم متداخلة اطيافه حد اليقين المقدس بوحدته !!!
 
والاردن ليس وطن هويات (سايكس وبيكو)، الاردن وطن احفاد الرسل والرسالات، نحن وطن الرسالة، ونحن وحدنا دون العرب ليس ذلك في باب العنطزة او العزة بل المباهاة بالدور من ترك لفلسطين هويتها وناسها وعنوانها السلمي المجيد.
 
اعرف ان العراق قد فقد دوره وان رواتب موظفيه تجيزها امريكا عبر الفصل السابع العقابي للان، واعرف ان سوريا حادث تدهور سيارة في مستشارة يصير الوطن كله بحجم مركبة، واعرف ان حماس مارست فعلا بطوليا مهولا اول كف للاسرائيلين البغيضة بيد فلسطينية حرة، لكن حماس اسطرت التدين وتدينت السياسة لديها واني لناصح اردني صادق امين لـ حماس: انه ان الاوان الاحتفاظ بطهارتكم وان تتركوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله، دعوها لهم، اتركوا اثام التفاوض لغيركم الذي قبل على نفسه ان يكون سادنا لفكرة التفاهم عبر التفاوض، ان نجاة الاردن (ونحن سرة المنطقة، والحبل السري لفلسطين) يجب ان يكون على راس اولويات كل عربي حر شريف، واخص اكثر كل اردني يحب الاردن وكل فلسطيني يحب فلسطين ويعادي الاسرائيلية !!
 
اساطير الشرق الاوسط عادة تهب فجاة
وتحدث دويها المرعب مثل شنق صدام بايد يهودية ماكرة جعلت لفة المشنقة بعدد صواريخ العراق ضد يهود، ومثل استباحة حماس لاكاذيب يهود، ومثل كل الصمود الاسطوري للاردن ريغان حاول وخاب، وكيسنجر لعب وردع، وكلينتون اخلص للسلام ولم ينجح، ورابين قتله تحريض نتنياهو، وابو مازن لديه وجهة نظر حقه على حماس ان تمنحه الفرصة، وترامب جربنا، ومن يروج لعودته ونحن نخشاه، فهو مخطئ، الاردن له مكانته وله دوره ويحتفظ بقيمته المنبثقة من توحد الاردنيين من خلف العرش الهاشمي الاسلامي العربي الاردني النبيل والتليد.
 
فقط علينا الانتباه، فلا الانتخابات ولا الاخزاب ولا البرلمان مع كل التقدير يفيدنا، ما يفيد دعمنا لموسسات الدولة واجهزتها الوطنية المحترمة ووقف التشكيك في كل شيء
والولاء الصادق الطاهر للعرش.
 
وكفى بالله شهيدا..
 
الاردن
كما كتب المفكر الفلسطيني الشجاع والعميق الدكتور مازن مصطفى
(الاردن يقول اطول نعم لتكون في النتيجة لا)..