قصتي مع أورنج من الابتكار إلى التأثير: رحلة ملهمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات الزراعية
صجفي –
في مواجهة تحديات التغير المناخي، حرصت رهف زوربا، طالبة السنة الرابعة في هندسة العمارة من الجامعة الأردنية، على أن تظهر نفسها كرمز للإلهام والابتكار. رهف لم تنظر إلى التكنولوجيا كمجرد أداة، بل رأت فيها الحل لمشكلات بيئية معقدة، حيث قررت استخدام الذكاء الاصطناعي والأتمتة لإحداث تأثير إيجابي في القطاع الزراعي.
كي تحول أفكارها إلى واقع ملموس بحثت رهف عن منصة تقدم الدعم لفكرتها وتمكنها من تحقيق التغيير الذي كانت تتطلع له. من هنا، أدركت رهف بأن جائزة “ملهمة التغيير” باستخدام العالم الرقمي التي أطلقتها جمعية إنتاج وأورنج الأردن لتعزيز مساهمة المرأة في الفضاء الإلكتروني هي الخطوة الأولى لبدء طريق طويل من التغيير المدعوم بالتكنولوجيا.
تقدمت رهف للجائزة في نسختها الثانية وحصلت على المركز الأول عن مشروعها “نلسا”، الذي يهدف إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والأتمتة في إصدار مجموعة من المنتجات الذكية التي تهدف إلى حل المشاكل البيئية وأثر التغير المناخي كما تقدم جانباً تفاعلياً شيقاً بين الإنسان والبيئة.
حول دور الجائزة في تمكينها من تحقيق أهدافها تقول زوربا: “تعرفت على هذه الجائزة التي تعتبر حافزاً مهماً للنساء والطالبات تحديداً من خلال حاضنات الأعمال، المنفذة تحت مظلة مراكز أورنج الرقمية(ODC)، التي انضممنا إليها، بالإضافة إلى إيماني بضرورة مضاعفة مشاركة الشابات في مجالات التكنولوجيا وإدراكي بأن ذلك يمكن أن يتحقق بإسهامنا جميعاً ليخلق كل ذلك لديّ نوعاً من التحدي كي أكون جزءاً من هذه الجهود، فقررت المشاركة في النسخة الثانية من الجائزة بعد أن تبلور المشروع في ذهني وبدأ يأخذ شكلاً عملياً يوماً بعد الآخر.”
تتابع رهف قائلة: “كان موضوع البيئة والمحافظة عليها وتأثيرات التغير المناخي من أكثر المواضيع أهمية، وأدركت أن ارتباطه الوثيق بالعديد من القطاعات يستدعي البحث عن طريق تسخير التكنولوجيا لمواجهة التغيرات البيئية والمناخية التي لا يمكن للبشر التحكم فيها. من هنا، جاء انطلاق مشروعي، الذي أطلقت عليه اسم ‘نلسا’. ”
توضح رهف أن هذه الجائزة كانت بمثابة نقطة تحول حقيقية في مسيرتها العلمية والعملية، حيث لم تكن فقط اعترافاً بجهودها، بل فتحت لها أبواباً جديدة للتطوير المهني والتواصل مع خبراء في مجالات متعددة، كما أسهمت في تعزيز مهاراتها التكنولوجية وتوسيع نطاق حضورها في الأسواق المجاورة، بما في ذلك سوق الإمارات العربية المتحدة، حيث تمكنت من عرض مشروعها ونشر فكرته على نطاقات أوسع.
يقوم مشروع “نلسا” على أساس استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والأتمتة لمواجهة التحديات البيئية وتعزيز التفاعل بين الإنسان والبيئة، حيث مكن المشروع رهف من الخروج بمنتج زراعي يُستخدم مع النباتات الداخلية أو في المزارع من خلال ميزات يقدمها المشروع للمهتمين والعاملين في القطاع الزراعي بهدف التعامل مع النباتات والمنتجات الزراعية على أساس أنها كائن حي له احتياجات ومتطلبات محددة في وقتها وكمياتها، كما يعمل المشروع على تجاوز تحديات التغير المناخي وأي تطورات تحدث بيئياً، من خلال توفير بعض الأجهزة الإلكترونية لهذه النباتات تعمل تلقائياً ودون تدخل بشري.
تهدف منتجات “نلسا” التقنية المدروسة بدقة إلى تقليص الخسائر الموسمية في القطاع الزراعي بسبب التغيرات المناخية، حيث إنها تساعد على التعامل مع تحديات مثل قلة هطول الأمطار، وعدم دقة توقعات الطقس، والأخطاء البشرية، وأية عوامل أخرى قد تؤثر على مواسم المحاصيل الزراعية أو تضر بالنباتات؛ واليوم كثمرة لكل هذه الجهود مشروع نلسا مرشح للحصول على عدد من الجوائز الإقليمية والعالمية.
قصة رهف زوربا تُبرز أهمية توفير الدعم والفرص للشباب والنساء في مجالات التكنولوجيا والابتكار، ويعكس نجاحها قوة الرؤية والإصرار على تحقيق الأهداف رغم التحديات، ويشجع المزيد من الفتيات والشابات على تبني النهج نفسه في مواجهة المشكلات البيئية والمجتمعية حيث أصبحت رمزاً للأمل والتغيير، ونجاحها هو بداية لطريق طويل من الابتكار والإبداع في خدمة المجتمع والبيئة.