الدستور
ستة أشهر في مواجهة جائحة كورونا وما تبعها من اغلاقات وحظر وحجر، كان لها اثر كارثي على اقتصادات العالم بشكل عام وعلى الاقتصاد الأردني أكثر ضرراً.
كان اقتصادنا يُعاني قبل الجائحة وزادت معاناته بسبب اجراءات الاغلاق والحظر خلال الشهور الماضية، فلا نحن حمينا انفسنا من الفيروس وفق السياسة التي اتُبعت، ولا طبقنا خطة تخدم كل القطاعات وتقلل من الأضرار.
اكدنا منذ البداية، أن البقاء للأوعى وليس للأقوى مع هذه الجائحة، لأن الوباء يصل الى القوي والضعيف على حد سواء، فمن كان اوعى في اتباع اساليب الوقاية بالشكل المطلوب واحسن ادارة الازمة، سيختصر حجم الضرر الصحي والاقتصادي والاجتماعي الى حده الأدنى.
الانفتاح اصبح على مصراعيه وبدون ضوابط، حتى ان الأخطاء بدأت تزداد بشكل متصاعد وملحوظ، لنجد ان القطاع الطبي الذي نُعول عليه ان يكون القدوة ونسمع منه النُصح ازدادت الاصابة بين طواقمه ولا نعرف السبب .
هذا ليس جديدا، فمنذ اكثر من شهرين كانت الاصابات من بينهم وفي اماكن مختلفة وكانوا مصدر عدوى للآخرين.
هل من المقبول عدم معالجة هذه الثغرة الجديدة والأخطر لغاية هذا اليوم؟ حتى تزايدت اعداد الاصابات وتسع الضرر؟
وما هو مُلفت اكثر، طريقة وصف الحالات الموجودة تحت العلاج من قبل مدير مستشفى مهم، حيث ذكر ان 95 % من الاصابات بين متوسطة وخطيرة، مع العلم ان عدد الحالات الخطيرة اقل من خمس حالات.
بات على المواطن ان يكون على درجة عالية من الوعي والحذر، فعليه أن يبدأ بنفسه والحفاظ على أسرته ومكان عمله، واذا توسع أكثر، عليه تنبيه زملائه وأصدقائه ومن هم حوله الالتزام بقواعد السلامة في كل الظروف في المناطق المزدحمة والتجمعات والحفاظ على التباعد الجسدي، وعدم الاحتكاك بالاشياء والاسطح في الاماكن التي يزورها، وغسل اليدين واستخدام المطهرات عند ملامسة أي شيئ خارج المنزل . والأهم في ذلك ،المحافظة على التباعد الجسدي خارج المنزل، وجعل الكمامة جزء من حياتك وارتدائها بتغطية الفم والأنف على الأقل ولا تتخلى عنها ابداً.
و من يملك منشأة او يدير شركة او مؤسسة حكومية، فعليه ان يتشدد في تطبيق الإجراءات الوقائية ويُحسن تدريب العاملين فيها، فأي ثغرة ستكلفنا الكثير كما حصل في ثغرة مستشفى البشير ومن قبلها حدود جابر والعمري.
ما هو مطلوب اليوم ان نحافظ على صحة ابداننا، ونتعايش مع وجود الوباء بطريقة سليمة، كي نصل الى حياة مريحة مُطمئنة، تتحرك فيها عجلة الاقتصاد بكفاءة، وننظر الى المستقبل بتفاؤل واستعداد تام، فلم يعُد بمقدورنا العودة الى الخلف، فلا يوجد خلفنا الا التعاسة وقلة الحيلة والموت المؤكد ليس من الوباء، بل من الجوع والأمراض النفسية وضنك العيش . في الختام فإن التزامنا هو اساس مصلحتنا والسير الواثق نحو المستقبل.