يديعوت أحرونوت
رجل الدبابة الذي يطلق النار سيتحدث مع قائد الحظيرة في غولاني بينما طائرة مسيرة تحوم فوقهما لتوجه نار سفن الصواريخ، كل هذا في الزمن الحقيقي وفي وقت القتال: هذه هي الرؤيا متعددة الاذرع المتطورة التي عرضها أمس رئيس الاركان افيف كوخافي في اطار خطته متعددة السنين “تنوفا” (زخم) التي تنطلق على الدرب.
صحيح أن الحكومة لم تقر الخطة الطموحة بعد بسبب الازمة السياسية، ولكن كوخافي لم ينتظر وبدأ في الاجراءات التنظيمية الداخلية لتنفيذها. وتستند خطته الى ساقين: الجاهزية من جهة، والتغير من جهة اخرى، مما من شأنه ان يحدث لا يقل عن ثورة في الجيش الإسرائيلي. بين التغييرات: اقامة هيئة اركان خاصة لمعالجة التهديد الايراني بقيادة لواء. وظيفتها: متابعة وبلورة رد لتوسع المحور الشيعي ايران – حزب الله – حماس.
من جهة تبرز صورة وضع مقلقة تفيد بان العدو يواصل التسلح بحجوم هائلة بصواريخ متطورة. وبالمقابل، فان الفرضية في الجيش هي ان حزب الله وحماس غير معنيين بحرب وبالتالي نشأت نافذة الفرص التي يجب استغلالها – من اجل تعاظم القوة. كلما مر الوقت، هكذا ايضا تآكل التفوق النسبي للجيش الاسرائيلي بسبب كثرة الصواريخ الموجهة نحو الجبهة الداخلية الإسرائيلية. والمعنى: في وقت الحرب ستكون هناك حاجة الى هزيمة سريعة للعدو من اجل إزالة هذا التهديد. وعليه، فيخطط رئيس الاركان بايقاع ضربة أولى وقوية، ضربة تجبي ثمنا باهظا وتمس بمراكز التحكم لدى العدو بينما تحيد أو تقلص قدرات النار الصاروخية لديه. وفي وجه التهديد الصاروخي، وضعت خطة تسلح تتضمن تغييرا فكريا: أولا شراء وسائل اعتراض لبطاريات القبة الحديدية، شراء عدد آخر من البطاريات لسبب غير واضح لم يتم حتى الآن، والانتقال إلى نشر ثابت للبطاريات في منظومة دفاع قطرية. وحسب هذا النموذج، تبقى البطاريات في ذات النقاط ومن خلال تحسين القدرة ستغطي مناطق أوسع. وفي الجيش الإسرائيلي يأملون انه بمعونة تطويرات جديدة سينجحون قريبا في أن يحسنوا ايضا قدرات اعتراض المقذوفات الصاروخية وقذائف الهاون قصيرة المدى التي تجد القبة الحديدية اليوم صعوبة ضدها. هذه كفيلة بان تكون بشرى لسكان الغلاف.
في مجال السايبر سيواصل الجيش التسلح، ولكن عليه أن يوازن الوسائل القتالية التكنولوجية لقدرات دفاعية: اذا كان مكشوفا لهجمة سايبر فان التفوق التكنولوجي الهجومي من شأنه ان يهتز.
في إطار التشديد الهجومي في الخطة – “70 في المئة هجوم، 30 في المئة دفاع” – يخطط الجيش الاسرائيلي لتشكيل سربين جديدين من الطائرات، للتزود بكمية كبيرة من الذخيرة المتطورة ولشراء الكثير من المسيرات، بما فيها “الحوامات الانتحارية” التي ستدخل في السنة القادمة الى الخدمة في وحدات المشاة. هذا ليس كل شيء: في الذراع البري ستتشكل فرقة اخرى – رقم 99 – يخضع اليها لواء كفير وألوية الاحتياط. وستنضم الى الفرق المناورة 98، 36 و 162. وينضم الى الذراع البري ثلاثة جنرالات برتبة لواء: تحت قيادة قائد الذراع، اللواء يوئيل ستريك، سيكون قائدا فيلق ورئيس شعبة النقليات. منصب جديد ينشأ: رئيس لواء الهجوم، عميد من سلاح الجو.
“تؤدي الخطة الى تعظيم قدرة الفتك في الجيش الإسرائيلي، سواء بالحجم ام بالدقة، وتخلق شروطا لتقصير مدة المعركة”، قال كوخافي. “التحديات حولنا لا تسمح بالانتظار – وعليه فرغم التعقيدات، فان الخطة متعددة السنين ستنطلق على الدرب”. سيكون لهذا ثمن ايضا: لواء دبابات في الاحتياط (مركفا رقم 2 ) وسرب اف 16 سيغلقان، تبعا لاقرار الحكومة. اضافة الى ذلك، سيحول نحو ألفي جندي من وظائف الادارة الى وظائف “اهم”. اما الفيل الذي في الغرفة فهو الميزانية: بدون حكومة ليس واضحا اذا ما وكم من المال سيكون لاستكمال الخطة. فمثلا، لدائرة الهجوم الثالث محتملة في ايران مطلوب ميزانية ليست جزءا من الخطة. لقد سبق للجيش أن اتخذ اجراءات نجاعة وتلقى علاوة للسنة الأولى للخطة. ولكن من اجل تنفيذ الثورة في العقد القريب القادم هناك حاجة الى علاوة ميزانية ثابتة. التغييرات بعيدة الاثر التي يخطط لها كوخافي تتم انطلاقا من فهم استراتيجي بان المال الذي يستثمر الآن سيمول مشاريع ستنضج فقط بعد ولايته. ولكن من اجل التفكير الى الامام لا يكفي الجيش. هناك حاجة الى حكومة ايضا. وفي داخل الفوضى السياسية، هذه لا تبدو في الافق.