كلام عن الإخوان والفرقاء.. الأزمات والفرص*ابراهيم عبدالمجيد القيسي
الدستور
في غزة؛ كانت وما زالت الفرصة متاحة لحماس، ومن أي باب تختاره، حتى المزايدة على النظام العربي، بإمكانها أن تتنازل عن التفاوض بحسم الحرب، وتضع المسؤولية في عهدة النظام العربي، مهما كانت النتائج، فالتاريخ يشهد ويسجّل.. وكان وما زال صالحا للاستخدام والتوظيف، اعني ذلك المبدأ (إذا كانت سخرة فخليها معونة)..
ونفس الكلام يقال عن جمعية وجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، إن كان للسياسة والحكمة من مكان في سلوكهم وتفكيرهم.. فحل الجمعية والجماعة في مثل هذه الظروف الأردنية، قد يكون فرصة وليس نذيرا لأزمة، بل إن كل الأزمات وليس أقلها تعكير المزاج العام وإشغال الناس والدولة.. كلها ستغدو بسيطة.
منذ زمن بعيد ونحن نعيش الأزمة نفسها، التي يتعالى فيها الجدل ويهبط سقف التفكير، ويتشنج الحوار، وما زال الخطاب خشبيا تقليدا أكل عليه الدهر وشرب، ولا يفضي إلا لمزيد من الاحتقان، وتتسع دائرة الفراغ وعدم الثقة، ولا أقول بأن الإخوان ومن يؤيدهم، هم فقط الذين يستخدمون خطابا خشبيا يكمم الأفواه، ويمنع التفكير خشية التخوين والتكفير.. بل ايضا ثمة خطاب تقليدي آخر، حتى وإن اتصف بالعاطفة الوطنية الصادقة، فهو ما زال مرهونا لألسنة ووجوه «نمطية»، لم تسأل نفسها في أي وقت، رغم تقادم وتكرار الأزمات، سؤالا متعلقا بمنجزات هذا الخطاب!!.. شو غيرتوا من هذا الواقع يعني؟.. في كل مرة ينتهي الموقف والأزمة والكلام، ويعود الجميع لفعل ما كانوا يفعلون قبل الأزمة، لكنكم في كل مرة تتحدثون بحديث نعرفه، لكن لم ينجح حتى الآن في بناء ثقافة وطنية، تسود، وتزاحم الثقافة الأخرى، والمخاضات السياسية الشعبية تثبت ذلك، سواء في الشارع، او في صناديق الاقتراع.
لماذا لم تنجحوا بعد في تحييد ثقافة وخطاب وأدوات الإخوان، رغم اتفاقنا جميعا بأنها ثقافة وخطاب وادوات عقيمة، لم نحصد لا نحن في الأردن ولا في أي مكان، مكاسب فعلية، سوى بأنهم وخطابهم وأداءهم، يحظى بنقمة بل نقمات محلية ودولية، فتبوء البلدان والشعوب بمزيد من أزمات.. والتجارب كثيرة ولا تحتاج مني ولا من غيري ذكرها.
القرار الوطني الذكي، الذي لم يفكر به الإخوان ولا «الوسطاء والحكماء»، هو أن تقزم الجماعة نفسها بحل نفسها وجمعيتها، كمبادرة وطنية تعبر عن التزام وطني، يتعدى الانتماء والانتساب لكيان جدلي او غير نافع، ويخفق دوما في الوصول لمستوى مقبول من بناء الثقة..
على الجماعة ان تلجأ للمبدأ نفسه (إن كانت سخرة خليها معونة).
نقول هذا وبهذه اللغة، التزاما منا بعدم صب الزيت على النار، وتفويت الفرصة على من يعتبرون أن التناحر بين الأردنيين، هدف مطلوب تحقيقه الآن لمصلحة جهة لا نعلمها، لكننا متأكدون بأنها ليست الأردن، ولا شعبها، ولا تاريخها ومستقبلها.