عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Jun-2019

ستکون دول کثیرة للاجئین الفلسطینیین - بقلم: تسفي برئیل
ھآرتس
 
دیفید سترفیلد الدبلوماسي الأمیركي. مرتان خلال أسبوعین قام مساعد وزیر الخارجیة الأمیركي
لشؤون الشرق الأوسط بزیارة بیروت من أجل القیام بمھمة وساطة بین لبنان وإسرائیل في
موضوع ترسیم الحدود البحریة والبریة بینھما. سترفیلد الذي یتحدث العربیة بطلاقة والذي خدم
تقریبا أربعین سنة في الشرق الأوسط، منھا كسفیر لأمیركا في لبنان في 1998 ،ھو شخصیة
معروفة جیدا في الحكومة اللبنانیة ولیس بالضرورة شخصیة محبوبة. الآن وھو یمثل إدارة ترامب
في ھذه المفاوضات الحساسة ینظر الیھ كمن یخدم بالأساس مصالح إسرائیل – من ھذا بالضبط
یخافون في لبنان.
حسب محللین في لبنان فان ترسیم الحدود بین اسرائیل ولبنان یحتل بجدیة مركز المحادثات، لكن
”من الواضح أنھ یوجد ھنا ایضا اجندة مخفیة“. صحیفة ”الأخبار“ مثلا كتبت بأنھ في لقاء جرى قبل
أسبوعین عرض سترفیلد شروطا متشددة لمواصلة المفاوضات والتي تعكس الموقف الإسرائیلي.
طبقا للشروط التي عرضھا سیكون ھناك فصل بین المفاوضات على الحدود البحریة والمفاوضات
على الحدود البریة. الولایات المتحدة ستكون الوسیط الوحید وصاحب الرعایة على المفاوضات.
ومدتھا ستستمر نصف سنة على الأكثر.
لبنان رفض معظم ھذه المطالب، ھو یرید مفاوضات بدون تقیید زمني لحل كل الموضوع، ویطلب
بأن تمنح الأمم المتحدة الرعایة، ویصر على أن المسارین البري والبحري سیتم بحثھما كرزمة
واحدة. لبنان یعتقد أن اسرائیل ترید تسریع المفاوضات من اجل أن تستطیع البدء في التوقیع على
اتفاقات تنقیب مع شركات اجنبیة في البحر المتوسط. وبدون اتفاق على ترسیم الحدود لن توافق أي
شركة على بدء الحفر. ولكن في ھذا الأسبوع وحسب ھذه التقاریر، أحضر سترفیلد معھ اجابات
مشجعة بناء علیھا الولایات المتحدة (أي إسرائیل) مستعدة لمناقشة الحدود البحریة والبریة معا، وأن
الأمم المتحدة ستكون صاحبة الرعایة، لكن في النقاشات سیشارك ممثلون أمیركیون. إضافة إلى
ذلك تم طرح اقتراح لتبادل أراض بین لبنان وإسرائیل بحیث یكون بالامكان اجمال نقاط الحدود
المختلف علیھا بسرعة، باستثناء سیطرة إسرائیل على مزارع شبعا التي لن یتم بحثھا في ھذه
المفاوضات.
ما الذي جعل الأمیركیین والإسرائیلیین الذین بشكل عام یشددون على كل فاصلة یتراجعون عن
مواقفھم. في لبنان یعزون ھذه المرونة المدھشة إلى صفقة القرن.
التحلیل المقبول الآن ھو أن الولایات المتحدة تدفع إلى تجنید لبنان لصفقة القرن، حیث أن الدور
المخصص للبنان ھو توطین اللاجئین الفلسطینیین الذین یعیشون فیھ. وبذلك محاولة إزالة مسألة
حق العودة للاجئین الذي یشكل عقبة كبیرة أمام حل النزاع بین إسرائیل والفلسطینیین.
حسب معطیات وكالة غوث وتشغیل اللاجئین ”الأونروا“ یعیش في لبنان 450 ألف لاجئ تقریبا.
”امنستي“ تقدر بأن الحدیث یدور فقط عن 300 ألف لاجئ. ولكن قبل سنتین حددت لجنة لبنانیة أن
عددھم لا یزید على 174 ألف شخص. وذلك بعد اجراء احصاء للمرة الأولى في مخیمات اللاجئین
وفي التجمعات الفلسطینیة التي تقع خارج الـ 13 مخیم رسمي للفلسطینیین. ھذا العدد یثیر خلافات شدیدة في لبنان، حیث أن حزب الله وشركائھ السیاسیین قالوا إن الاحصاء الذي أجري تحت ضغط أمیركي ھدفھ التقلیص بصورة مصطنعة عدد اللاجئین بحیث یكون بالامكان مطالبة لبنان باستیعابھم دون صعوبات خاصة.