الأمن السيبراني في أفريقيا: 40 في المئة من مستخدمي الأجهزة الذكية ضحايا للاحتيال الإلكتروني
عبد الله مولود
نواكشوط ـ «القدس العربي»: كشف تقرير صادر عن منصة KnowBe4 للتوعية الأمنية ومحاكاة عمليات التصيد الإلكتروني، أن ما يناهز 40 في المئة من مستخدمي الأجهزة الذكية في أفريقيا قد تعرضوا لخسائر مالية نتيجة عمليات احتيال إلكتروني.
وأوضح التقرير، الذي نُشر مؤخرا تحت عنوان «تقرير KnowBe4 للتوعية والأمن السيبراني في أفريقيا 2025»، ضمن استخلاصاته «أن المجرمين الإلكترونيين يستغلون التطورات التكنولوجية، مثل المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي ومنصات الاحتيال كخدمة لتوسيع نطاق أنشطتهم الاحتيالية وجعلها أكثر تعقيدًا».
واستند التقرير إلى دراسة استقصائية أُجريت في ايلول/سبتمبر 2024، شملت عينة مكونة من 800 مستخدم للأجهزة الذكية تتراوح أعمارهم بين 30 و60 عامًا في سبع دول أفريقية هي المغرب، وجنوب أفريقيا، ونيجيريا، وغانا، ومصر، وكينيا، وبوتسوانا.
ورغم أن 83 في المئة من المشاركين أعربوا عن ثقتهم بقدرتهم على التعرف على تهديدات الأمن السيبراني، إلا أن هذه الثقة تبدو غير مؤكدة، حيث أظهر التقرير أن 53 في المئة من المستطلعين لا يعرفون ماهية «برمجيات الفدية» (Ransomware)، بينما وقع 37 في المئة ضحية لأخبار مزيفة أو حملات تضليل؛ كما أفاد 32 في المئة من المشاركين بأنهم نقروا على روابط تصيد إلكتروني واردة عبر البريد الإلكتروني، في حين تعرض 23 في المئة منهم للاحتيال عبر مكالمات هاتفية.
يسلط التقرير الضوء على ظاهرة «دونينغ-كروجر» أي التأثير النفسي وزيادة هشاشة المستخدمين، حيث يبالغ الأفراد في تقدير مهاراتهم في مجالات يفتقرون فيها إلى المعرفة الحقيقية.
وفي سياق الأمن السيبراني، يمكن أن يؤدي هذا الشعور الزائف بالثقة إلى تعريض المستخدمين والمؤسسات لمخاطر غير متوقعة، خاصة مع تطور أساليب الاحتيال واستخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي في تنفيذ الهجمات الإلكترونية.
وأعرب نصف المستخدمين 50 في المئة عن قلقهم البالغ بشأن الجرائم الإلكترونية، حيث أشار التقرير إلى أن التصيد الإلكتروني عبر البريد الإلكتروني والتصيد الصوتي عبر الهاتف «Vishing» لا يزالان من أكثر طرق الهجوم شيوعًا.
ويستغل مجرمو الإنترنت قنوات متعددة لتنفيذ عمليات الاحتيال، مستفيدين من تطورات الذكاء الاصطناعي في انتحال الهوية، والابتزاز، وسرقة البيانات.
كما أظهر التقرير تراجعًا في حرص المستخدمين على حماية بياناتهم الشخصية، حيث انخفضت نسبة الأشخاص «الأقل عرضة» لمشاركة معلوماتهم الشخصية من 29 في المئة في 2023 إلى 14 في المئة في 2025.
وفي المقابل، أفاد 14 في المئة من المشاركين بأنهم لا يمانعون مشاركة معلوماتهم، بينما أقر 8 في المئة بأنهم قد يفعلون ذلك مقابل عروض ترويجية أو تخفيضات، وأكد 6 في المئة أنهم يشاركون بياناتهم الشخصية في أي وقت.
كما كشف التقرير عن انخفاض مستوى الوعي بأهمية استخدام كلمات مرور قوية، حيث تراجع من 62 في المئة في 2023 إلى 58 في المئة في 2024. ورغم ذلك، بقيت نسبة الأشخاص الذين يفهمون دور التحقق الثنائي Multi-Factor Authentication، ثابتة عند 58 في المئة.
وأظهرت نتائج التقرير أن نسبة الأشخاص الذين يعبرون عن «قلق بالغ» إزاء الجرائم الإلكترونية قد تضاعفت، حيث ارتفعت من 29 في المئة في ايلول/سبتمبر 2023 إلى 58 في المئة في ايلول/سبتمبر 2024.
وعند الاستفسار عن مصادر قلقهم، أعرب 49 في المئة من المشاركين عن خشيتهم من التعرض للاحتيال المالي، في حين يخشى 26 في المئة من سرقة الهوية، و18 في المئة يقلقون بشأن سلامة أطفالهم وعائلاتهم، بينما أكد 7 في المئة أنهم لا يعرفون كيفية حماية أنفسهم من الجرائم الإلكترونية. ويؤكد التقرير أن التحديات المتزايدة في مجال الأمن السيبراني تتطلب مزيدًا من التوعية والتدريب، خاصة أن التهديدات الإلكترونية تزداد تعقيدًا مع تقدم التكنولوجيا؛ ولذا، يوصي الخبراء بضرورة تكثيف برامج التثقيف الرقمي وتعزيز ثقافة الأمن السيبراني لدى الأفراد والمؤسسات، لضمان حماية أفضل ضد الجرائم الإلكترونية المتنامية في القارة الأفريقية.