الراي
عرفته في سبعينيات القرن الماضي من خلال كتاباته وقصصه القصيرة ومقالاته، كاتبا ساخرا ومتهكما ومعارضا، وشاءت الظروف أن التقيه عام 1979عندما عملنا سويا في جريد الأخبار الأردنية مع قامات وطنية وفكرية وصحفية بارزة في تلك الفترة أمثال راكان المجالي ومحمد كعوش وفواز كلالده وفخري النمري وعبد الرحيم عمر ومحمد داودية وعبد الحميد المجالي وعبد الحافظ مبيضين وعوني بدر وابراهيم نصرالله وغيرهم، رحم الله من انتقل منهم إلى رحمته تعالى وأطال الله عمر الذي مازال حيا.
وكنت وقتها مسؤولا عن تحرير أربع صفحات محلية يومية في الجريدة بالإضافة إلى عملي الرئيسي في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، وكان هو مسؤولا عن الثوابت فيها، أي يراقب ما يكتب فيها من مقالات قبل أن تنشر، وكان له مقال يومي فيها...وكنا نلتقي بعد ظهر كل يوم، ونستمر في العمل أحيانا إلى ما بعد منتصف الليل حتى نطمئن على صدور العدد الجديد.. ولكونه كان كاتبا ناقدا ويسعى إلى تحقيق حياة كريمة للمواطنين من خلال ما يكتبه في مقالاته..كان يطرح علي السؤال اليومي المعهود..."على مين بدنا نكب شرنا اليوم »...؟؟ بمعنى ماذا نكتب....؟
وامتد التواصل بيننا عندما التقينا في العمل الإذاعي ما بين 1980-2000م)، إذ قدم العديد من البرامج وكتب العديد من المسلسلات عبر أثير إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية، كان لفخري قعوارجمهور واسع من المتابعين وهو اسم أدبي وفكري وسياسي وإعلامي كبير، وكان له نصيب وافر في الحياة الأدبية والإعلامية والنقابية، كما كان برلمانيا متميزا ونائبا معارضا في تسعينيات القرن الماضي، اجتمعت على محبته النخبة والعامة، وامتازات كتاباته (في القصة القصيرة والمقال الصحفي وحتى في برامجه ومسلسلاته) باسلوب واضح وبسيط ومشوق وجذاب يغلفه بشيء من السخرية يستمتع بقرائتها الصغير والكبير الرجل والمرأة والمثقف وباقي أطياف المجتمع.
فخري قعوار أحد رموز رابطة الكتاب الأردنيين، وقد أسهم في تأسيسها منذ عام 1974، وترأسها لعدة دورات، وامتد نشاطه وانتاجه الفكري والأدبي إلى خارج الأردن، نشر الكثير من أعماله في مجلة الأفق الجديد المقدسية خلال الفترة ما بين عامي 1961-1966م، ومجلة القصة المصرية، ومجلة الأديب اللبنانية، كما أنه الأديب الأردني الوحيد الذي انتخب رئيسا للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.
ونذكر من انتاجه الأدبي مجموعات قصصيةمنها: البرميل، وثلاثة أصوات، وحكاية ابريق الزيت، ولماذا بكت سوزي كثيرا، والحب أزرق، وممنوع لعب الشطرنج، وأنا البطريرك وغيرها من المجموعات، وتناولت كلها قضايا التحرر والعدالة والمرأة والمشكلات التي يواجهها المجتمع...ولم تتوقف كتاباتفخري قعوار إلا عندما أصابه المرض.
رحل الزميل والصديق فخري قعوار (أبو الأنيس)...نعزي انفسنا ونعزي أهله وذويه فقد ترك ارثا ادبيا وفكريا كبيرا سيبقى خالدا على مدى الدهر...رحمه الله.