عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Jul-2020

فــي مــواجـهــــة «زعــرنـــة نتنيـاهـــــو»

 

أسرة التحرير
فعلت المديرة العامة لوزارة المالية، كيرن تيرنر ايال ما كان يفترض لوزير المالية اسرائيل كاتس ان يفعله – لو كان لديه فقط حلقات في عموده الفقري. بخلاف كاتس، لم تصمت المديرة العامة حين هاجم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الشبكات الاجتماعية شاؤول مريدور، المسؤول عن الميزانيات في وزارة المالية وذلك فقط لأنه تجرأ على الإعراب عن رأيه ضد المنحة لكل مواطن. فقد جاء في صفحة نتنياهو على الفيسبوك يوم الجمعة انه «من غير المعقول ان يتحدث الموظفون ضد قرارات اتخذت في الحكومة ويعملون على احباطها. لن نقبل هذا». وكل ذلك الى جانب المشاركة في بوست للنائب شلومو كرعي من الليكود الذي هاجم اعتراض مريدور على المنحة واتهمه بـ «تآمر الموظفين».
بخلاف كاتس، لم ترتعد فرائص تيرنر ايال في الوقت الذي تهجم ابن رئيس الوزراء عديم الحدود على رجال وزارة المالية في الشبكات الاجتماعية بالكلمات التالية: «الحقيقة هي ان موظفي المالية «مخربون» ولا يحولون الاموال للمستقلين وللمواطنين كي يهيجوا الشعب». ليس مثل كاتس ضعيف القلب، نشرت تيرنر ايال تصريح تأييد لمريدور ورجال الوزارة. فقد كتبت على التويتر تقول: «صعب عليّ جدا ان ابقى غير مبالية تجاه النقد غير المسبوق على رجال الوزارة ولا سيما على المسؤول عن الميزانيات في المالية، شاؤول مريدور، وبشكل عام تجاه الخطاب العنيف حقا الذي ينشأ في الشبكات الاجتماعية». وعندها سعت لأن تذكر بما هو مفهوم من تلقاء ذاته في الدول التي لم تنزل عن الخطوط: «من وظيفة كل مستوى مهني في الحكومة المساعدة في تصميم وبلورة السياسة العامة... بعد ذلك تكون القرارات عن طريقة العمل هي للمستوى المنتخب».
صحيح أن كاتس يبدي ضعفا امام العائلة الحاكمة، ولكن يتبين أنه قوي على الموظفين. فبدلا من أن يشكر تيرنر ايال على دفاعها عن واجب رجال الوزارة للعمل وللاعراب عن رأيهم المهني، وبخها، وبدلا من ان يتعلم منها كيفية اسناد رجاله وكيفية الوقوف ضد الزعرنة والاتهامات العابثة بالتآمر، زاود عليها في أنه ليس من مهمتها أن ترد وان تتجادل وان تدافع عن الموظفين في وجه القيادة السياسية.
لقد فضل كاتس ترك مريدور لمصيره امام هجمات نتنياهو بل وهدد بأنه اذا ما تلقى أدلة على سلوك اشكالي من جانبه، فسيحيله الى عناية الانضباط في ديوان شؤون الموظفين. تيرنر ايال ليست وحيدة. فهي تنضم الى رئيسة لجنة الكورونا، قالت النائبة شاشا بيطون، التي لم تستسلم الاسبوع الماضي للضغوط السياسية التي مارسها عليها نتنياهو ان نوادي اللياقة البدنية لن تغلق. ومع أن نتنياهو يعمل على تنحيتها عن منصبها، الا انه في ضوء زعرنة رئيس الوزراء وعصبته عديمة القيود، فان تيرنر ايال وشاشا بيطون تمثلان موقفا مهما عند المبادئ في ساعات الازمة والضغط ايضا.
«هآرتس»