عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Feb-2020

ميسون الصناع والزمن الجميل

 

عمان -  الدستور - نبيل عماري - من جنوب الأردن، ومن نسائم كركية، ولد النغم والجمال، وخرج هذا الصوت من حقول الشيح والدوم والبيلسان، من حندقوق الحارة من سهول وادعة وجبال رائعة، من جانب قلعة قدمت شهداء من خزائن التاريخ . خرج هذا الصوت الجميل مع بدايات التلفزيون الأردني ( الأبيض والأسود ) يشدو بصوت حنون وبتراث اردني أصيل؛ هجيني وشروقي، وجه قادم من الجنوب الكركي بنفحات جمالية . سمعتها اليوم بالصدفة أرجعتني لزمن مضى، لزمان المحبة والأصالة والالفة وبدع وبوح قلم لعود وأوتار نجيب القسوس.أيام كان التلفزيون الأردني ينشر التراث الأردني، أيام كانت الأغنية أردنية، لم تتغرب أغنية نابعة من تراث صاف مستمد من الطبيعة والناس الطيبين، صوت وصل لكل ارجاء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج العربي. عرفنا من صوتها دروب الكرك والثنية والسماكية وأدر وبتير. عرفنا سفوح شيحان وعطره الفواح. صارت تنقلنا بصوتها الحنون إلى كل بيت وكل يغني بلسانها
يا ربي سلط على النسوان حتى العجايز تجازيهن
ما جربن لوعه الهويان نسين عمير مضى بيهن
يا يمة شفت القمر بالبيت ومن السما مطرحه خالي
واستغفر الله انا زليت كثر العشق غير احوالي
طلعت انا من جبل عالي من ضيقة الصدر يا مفضي
وربي بلاني بعريض اكتاف والزين ما جربه حظي
علمتنا ان «كثر العشق غير حوالي» ذكرتنا بعشب الربيع والغور ( يا خي يلا انا وياك ع الغور نزرع بساتين ) وبالنجم الوضاح ( ويا هبوب الشمال استدر للجنوب رحت حبي معاك مرحبا هبوب ) أدخلتنا في جو درامي جميل في أغنية «سليمى يا سليمى» وبعثت الحب بين جنبات قلوبنا ( عذابي ) و(ريداها ريداها كيف ما ريداها طفلة يا هلي والعسل ريقها ) حتى وصلت تناجي والدها وتقول (يا عنيد يا يابا تسوى هلي وكل القرابة) . وتغني
يا نازل السيل و اسقيني وبحفناتك
و انا ما صيدي ضما صيدي ومحاكاتك
مريت عن دارهم بيدي قدح رايب
يا دمع عيني على حيطانهم ذايب
مريت عن دارهم لا أبغم ولا أتكلم
يا دمع عيني على حيطانهم علّم
والبيت ياللي ابتنى رنت فناجيله
شيخاً بلا عزوته قلت مراجيله
مديت حبلاً جديد وأصبح خلق بالِي
واوعى تتمرجح تقع بحبال الانذال.