عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Nov-2021

مقاطعة المنسف !*احمد ذيبان

 الراي 

منذ قرابة عام بدأت مقاطعة المنسف تدريجيا، وتناولته خلال هذه الفترة ربما مرتين فقط، وقبل ذلك كنت مثل بقية الأردنيين أتناوله، على الأقل مرة كل أسبوع في المنزل، بالإضافة إلى بعض المناسبات التي يقدم فيها المنسف مثل بيوت العزاء أو الأفراح، لكنني من بداية 2021 فقدت الشهية لهذه الوجبة، التي تعتبر جزءاً من «الشخصية الأردنية».
 
حتى عندما يهاجر الأردنيون أو يسافرون للإقامة في بلدان أجنبية لا يستغنون عن وجبة المنسف، وفي عام 2004 زرت لندن والتقيت الصديق والزميل الإعلامي الأردني سالم العبادي في محطة ال «بي بي سي»، واصطحبني إلى منزله وفاجأني بتقديم وجبة غذاء «منسف» فاخر.
 
أصبحت من المؤيدين لنظرية الدكتور كامل العجلوني رئيس المركز الوطني للسكري، الذي يصف المنسف ب"سلاح دمار شامل للصحة العربية»، ويعتبره أحد الأسباب الرئيسية للاصابة بمرض السكري، حيث يزيد عدد المصابين بهذا المرض في المجتمع الاردني عن مليوني شخص! وسبب عزوفي عن المنسف اكتشفت من خلال فحوصات مخبرية، ارتفاع نسبة اليوريك أسيد في الجسم، ولذلك مضاعفات صحية عديدة بينها الإصابة بداء النقرس، ومن أسباب ذلك تناول اللحوم وفي طليعتها المنسف! ويسجل لجائحة كورونا أنها خففت من التجمعات في المناسبات التي يقدم فيها المناسف، وبذلك ساهمت الجائحة إلى حد كبير في توفير النفقات، التي كانت تثقل كاهل الكثير من العائلات التي تفقد أحد أفرادها، أو تلك التي تحتفل بزواج أبنائها ومناسبات فرح أخرى مثل الصلحات العشائرية، لكن بعد تراجع الإصابات «عادة حليمة لعادتها القديمة».
 
والمؤسف أن المطاعم والمحلات المتخصصة في إعداد وجبات المنسف في المناسبات، تكبدت خسائر كبيرة خلال جائحة كورونا، بسبب الإغلاقات والشروط المتعلقة بالبرتوكول الذي فرضته الحكومة.
 
ومن السلبيات التي تسجل على المنسف، طريقة تناوله حيث يصطف عدة أشخاص على سدر منسف، قد يصل عددهم إلى ستة أو سبعة، وهؤلاء يتحدثون خلال الأكل ويتطاير الرذاذ من أفواههم الذي قد ينقل الفيروسات، وأحيانا يتطوع أحدهم بتقطيع اللحم لتكريم من يقف بجانبه!، فضلا عما يحدث في المناسبات من تزاحم وربما تسابق على «سدور» المناسف! ليس من المنطق المطالبة بإلغاء المنسف من موائد الأردنيين، فهذا أمر مستحيل لكن الصحيح هو ترشيد استهلاكه، وعدم تقديمه في المناسبات العامة والاحتفالات والأعياد قدر المستطاع، واقتصار تقديمه في الأجواء العائلية على أن يتم تناوله بطريقة أكثر حضارية، بحيث يوضع في صحون بكمية تكفي الشخص دون هدر كما يحدث عند تقديم الكنافة، وأن يتم ما أمكن وقف طريقة الاصطفاف الجماعي على سدور المناسف، سواء في الاجواء العائلية أو المناسبات العامة، ويتم رمي ما يتبقى من المناسف في حاويات