عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Jan-2020

الصراع السياسي داخل أفلام بوليوود - لحسن الشيخ

 

الجزيرة - تعد السينما إحدى وسائل خلق الوعي لدى الشعوب والإثراء الثقافي والمعرفي، وذلك في المجال الثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي وهذا نتيجة الصراع الموجود فيها، حيث أن هذا الصراع هو العامل الأساسي والرئيسي المساهم في شهرة الفيلم وسطوع ممثليه إلى النجومية من عدمها لدى المشاهد، وهذا لما يقدمه من متعة وفرجة وترفيه وحماس، إلا أن في الآونة الأخيرة وخاصة في السينما الهندية أو ما يعرف بعالم بوليوود، ظهرت العديد من الأفلام المنتمية إلى صنف الأفلام التاريخي والوطني التي تعتمد وبكثرة وبطريقة مبالغ فيها، على الصراع المقصود للجانب الآخر كالصراع السياسي والديني وبشكل خاص الصراع الثقافي، مبرزين تفوق دولة الهند في كل المجالات حتى وإن كان ذلك لا يتوافق مع المنطق.
 
حيث راح البعض من متتبعي السينما الهندية ومحللين ونقاد يشيدون ويهللون لهاته النوعية من الأفلام ويمدحونها، باعتبار أنها تساهم في التعريف والتثقيف بتاريخ دولة الهند وشجاعة أبطالها ورموزها وإسهاماتهم في بناء البلاد في جميع شتى المجالات، وخاصة في المجال السياسي والاجتماعي، بالإضافة إلى قيم وأخلاق الفرد الهندي ذي الديانات والثقافات السائدة في الهند على حساب ديانات أخرى، وهنا أخص بالذكر الديانة الإسلامية وهذا راجع إلى دولة باكستان الإسلامية المجاورة لدولة الهند، والتي تمثل الطرف الأول في الصراع في جميع المجالات، ولهذا دائما ما نجد دولة باكستان وثقافتها وسياستها حاضرة بقوة كطرف في الصراع مع دولة الهند في أفلام بوليوود.
 
من وجهة نظري السينما بصفة عامة ليست البروباغندا لخدمة المصالح الخاصة على حساب الآخر واستعمالها كإحدى الطرق للزيادة من تأزم الوضع إن كانت هناك مشاكل
في حين راح البعض الآخر من نفس الفئة ينتقدون هاته النوعية من الأفلام وسلخها على مستوى الإعلام من قنوات تلفزيونية وإذاعات وجرائد محلية وعالمية، وأيضا على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة على الشبكة العنكبوتية، معتبرين مثل هذه الممارسات والصراعات داخل الأفلام ما هو إلا عبارة عن رسائل مشفرة مقصودة للطرف الآخر ودس السم بين الشعوب ونشر البغضاء والكراهية، وهذا لعدة أسباب وقضايا وخلفيات تاريخية من صناع الفيلم في حد ذاتهم، مسلمين بأن لكل فرد وأسرة وجماعة ومجتمع عاداته وتقاليده وديانته وأيديولوجياته، التي يجب احترامها وعدم الخوض فيها باعتبارها من خصوصياتهم.
 
وعلى سبيل المثال لا على سبيل الحصر، في فيلم (Jab Tak Hai Jaan) الذي كان من إخراج الراحل "ياش شوبرا" وأداء الممثل "شاه روخ خان"، حيث أن في الفيلم يوجد صديق لـ "شاه روخ خان" من دولة باكستان، والذي كان من أداء الممثل "شاريب هاشمي" يعيش معه في نفس البيت، وهنا يعمل المخرج على تصوير نشاط وفعالية "شاه روخ خان" في شخصيته الهندية في مقابل خمول وتكاسل صديقه "شاريب هاشمي" الذي كان يمثل الشخصية الباكستانية، وعلى الرغم من استطاعة احتواء الموضوع بإقحام شخصية هندية عوض الشخصية الباكستانية، وهناك العديد من الأمثلة كفيلم (Tiger Zinda Hai) الذي يجسد القيادة الهنود للباكستانيين وفيلم (Veer-Zaara) الذي يجسد ظلم الباكستانيين للهنود وغيرها من الأفلام.
 
من وجهة نظري السينما بصفة عامة ليست البروباغندا لخدمة المصالح الخاصة على حساب الآخر واستعمالها كإحدى الطرق للزيادة من تأزم الوضع إن كانت هناك مشاكل وإنما هي وسيلة لنشر المحبة والمودة بين شعوب الدول وبناء علاقات بينهم، يميزها الإبداع والتميز والرقي ويسودها التضامن والتعاون ولو رمزيا، وذلك في مبدأ الاحترام المتبادل بينهم وعدم المساس بثقافة الغير وميولاتهم وسياسة الدول، وهذا يكون بعولمة الثقافة وخاصة في الأفلام البوليوودية لما أصبح لها من شهرة ومكانة لدى المتتبعين داخل الهند أو في جل أنحاء العالم باعتبارها ذلك الحيز، الذي يلم ويجمع بالعديد من العادات والتقاليد والقيم والتراث والأعراف والأديان المتنوعة والمتداخلة والمركبة فيما بينها، التي يجب الاهتمام بها والاكتراث لأمرها وإيصالها إلى ما نطمح أن نراها عليه.