عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Jul-2024

في السؤال، متى سوف تقف حرب نتنياهو على غزة، ابحثوا عن «صفقة القرن» ؟!*فارس الحباشنة

 الدستور

في المناظرة الاخيرة بين المرشحين لانتخابات الرئاسة الامريكية اتفق الرئيس بايدن والمرشح الرئاسي ترامب على انهما يدعمان بالمطلق اسرائيل، وليسوا مع انهاء الحرب على غزة، واتفقا على ابادة الشعب الفلسطيني والقضاء على حماس والمقاومة.
و من وحي المناظرة الرئاسية التي سبقت حادثة محاولة اغتيال ترامب بحوالي اسبوعين، واطلالات الرئيسين الامريكيين، فانهما تبارزا على دعم اسرائيل العسكري والامني والسياسي. وفي كلامهما تنافس في الانحياز اكثر الى اسرائيل، ومن يملك قرارا اقوى في توفير الدعم العسكري الى اسرائيل وتوفير اسلحة لقتل وابادة الشعب الفلسطيني.
و هذا هو الموقف الحقيقي لمرشحي الرئاسة الامريكية، وهو موقف لادارة والقيادة السياسية الامريكية. وموضوع وقف الحرب ليس واردا في
حسابات الرئاسة الامريكية، والرئيسين بايدن وترامب يذرفان من مرجعية صهيونية و»وعاء واحد»، ويتفقان مع سياسة نتنياهو في انهاء الحرب وفقا لاهداف اسرائيل العسكرية والسياسية الكبرى في القضاء على المقاومة واقامة حكم لادارة دولية في غزة، عدم السماح الى المسلحين بالعودة الى شمال القطاع، والسيطرة الاسرائيلية على محور فلادليفيا ونتسيريم، وادارة المعابر الحدودية.
الحرب دخلت شهرها العاشر، ونتنياهو لم يحقق هدفا استراتيجة وعسكريا واحدا لانهاء الحرب.. حماس والمقاومة صامدون في غزة، وجيش الاحتلال عجز امنيا واستخباراتيا رغم التفوق العسكري بالقضاء على المقاومة وردعها.
و في غزة، صمود المقاومة اسطوري، وتعجز كل نظريات الحروب عن تفسيره. والمقاومة رغم حروب التجويع والحصار المطبق المفروض على القطاع، وعملية الابادة الا انها مازالت تحافظ في قوة صمود وتماسك على حواضنها الشعبية والاجتماعية.
«حاخامات اورشليم»، عبدة التوارة والهيكل يدركون ان نظرية «امن اسرائيل الوجودية» في خطر. اسرائيل اليوم مردوعة في 3 جبهات، الجنوب مع المقاومة في قطاع غزة وفي جبهة الشمال مع حزب الله، وفي جبهة البحر الاحمر مع الحوثيين.
و النظرية الامنية الاسرائيلية تقوم على : الحرب الاستباقية، والقتال على ارض العدو، والتنبؤ الاستراتيجي، والقبة الحديدية، والردع.
و ما بعد 7 اكتوبر، حالة الارباك التي اصابت المؤسسة العسكرية والسياسية ادت الى تعميق حالة الهشاشة والفوضى في المجتمع الاسرائيلي.
ماذا يريد نتنياهو من استمرار الحرب على غزة؟
نتياهو يترجم حرفيا وواقعيا خطة السلام الامريكية، والمعروفة باسم صفقة القرن.
و برزت صفقة القرن كمشروع للسلام الامريكي في الاقليم ولتصفية القضية الفلسطينية في عهد الرئيس الامريكي السابق ترامب، وابرمت تحت الرعاية الامريكية اتفاقات سلام اسرائيلية مع دول عربية، وذلك تحت عنوان السلام الجديد.
و «صفقة القرن» تقوم على عشرة بنود.
1- منح السيادة الاسرائيلية بالكامل على جميع انحاء القدس.
2- السماح لـ»اسرائيل « بضم جميع مستوطنات الضفة الغربية التي يزيد عددها على 100 مستوطنة.
3- رفض أي عودة للاجئين الفلسطينيين إلى «إسرائيل»، وإسقاط أي مطالب مستقبلية بالتعويض.
4- إقامة «دولة فلسطينية رمزية» لا تمتلك مواصفات الدولة.
5- إذا قبلت «إسرائيل» الصفقة، ورفضها الفلسطينيون، فإن «إسرائيل» ستحصل على دعم الولايات المتحدة للبدء في ضم المستوطنات بإجراء أحادي.
6- الحد من النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية لمدة أربع سنوات.
7- ضرورة تجريد قطاع غزة من السلاح وتخلي حركة حماس عن ذراعها العسكري.
8- اعتراف الفلسطينيين بـ»إسرائيل» كدولة يهودية عاصمتها القدس.
9- تجريد الفلسطينيين من مراقبة الحدود والسيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على وادي الأردن مع بسط النفوذ الإسرائيلي على جميع «الأراضي المفتوحة» في منطقة الضفة الغربية، وهذا ما يمثل نحو 30 في المئة من الضفة الغربية.
10- قبول جميع المطالب الأمنية الإسرائيلية.
***
و اليوم، ما يفعله تننياهو هو السعي نحو تحقيق «بنود صفة القرن» وتفعيل بنودها على الارض، واستهداف عسكري وسياسي لتصفية وانهاء القضية الفلسطينية.
و في الاقليم من بعد 7 اكتوبر تخربطت الاوراق والادوار. امريكا تدفع باتجاه صياغة سلام جديد في الشرق الاوسط مع اسرائيل، وجر دول عربية، ودمج اسرائيل في الاقليم العربي، وصناعة محور عربي / اسرائيلي.
و صفقة القرن كتبت وتم صياغة بنودها بـ»اصابع الشيطان». وما وراء الصفقة تفاصيل غريبة. لربما من بداية الخليقة لاول مرة صفة تحمل استفزازا وتصفية للتاريخ والجغرافيا معا، وعلى نحو ما يجري في شكل مروع.
لا مكان للفلسطيني على جغرافيته، وان الانسان الفلسطيني فكرة عدمية من الماضي، ولا مكان للانسان العربي. نحن كائنات زائدة على الخريطة، وكائنات عدمية، وشطبنا من الوجود قرار توراتي امريكي واسرائيلي.
الشرق الاوسط من منظور صفقة القرن مقبرة اسرائيلية. وما يجري في غزة اليوم، هو تغيير لشكل المقبرة. ومن لا يدركون ويتجاهلون حقيقة الصراع العربي مع اسرائيل، هم مجرد حراس للمقبرة الاسرائيلية.
و اما، المقاومة في غزة ومحور المقاومات العربية في الاقليم يواجهون اليوم المشروع الامريكي / الاسرائيلي، ويقاومون ويعطلون نفاذ مشروع و بنود صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية.
نتنياهو سوف يزور امريكا في نهاية الشهر الجاري. وسيلقي كلمة في الكونغرس. وسنسمع من نتنياهو امام ممثلي الحزبين الديمقراطي والجمهوري كيف ان اسرائيل حريصة على تنفيذ بنود صفقة القرن التي سطرها ترامب؟!
و بلا شك ان نتنياهو سيبحث عن مزيد من الدعم العسكري والاقتصادي. وهو يستغل الزيارة، وكلمته امام الكونغرس لايصال رسالة الى « لوبيات صناعة القرار الامريكي، وخصوصا الانجليين والمسيحيين الجدد، وتيارات مسيحية / صهيونية ضاغطة اقتصاديا وسياسيا في مراكز القرار الامريكي ومؤسسات الرأي العام والاعلام.
ومن بعد زيارة نتنياهو الى واشنطن سنرى انفراجا في ملف التطبيع الجديد في الشرق الاوسط. وضغوط امريكية على دول عربية لفتح ابواب التطبيع مع اسرائيل.
و التطبيع والسلام الجديد نبوءة اسرائيلية للنجاة من ورطة ومأزق غزة، ولانقاذ نتنياهو من وحل ومستنقع حرب غزة. وصناعة محور وحلف عربي / اسرائيلي / امريكي يضع صيغا وتصورات لليوم التالي للحرب وتصفية حركة حماس والمقاومة.