البصرة- انطلق في مدینة البصرة (جنوب العراق) مساء أول من أمس الأربعاء مھرجان المربد الشعري بنسختھ الثالثة والثلاثین بمشاركة عربیة وأجنبیة، وتستمر فعالیاتھ أربعة أیام تھدف في مضمونھا إلى فھم التحولات الشعریة في العالم العربي.
ویعد مھرجان المربد من أھم الفعالیات الثقافیة في العراق، وتحتضنھ محافظة البصرة سنویا إحیاء لسوق المربد التاریخي.
مجلس الشعر العربي
یقول رئیس اتحاد أدباء البصرة سلمان كاصد، إن ”المربد یعتبر مجسا للشعر العربي، یقام سنویا لأجل فھم التحولات الشعریة العربیة، وإن لم نجدھا كاملة فنجد ملامحھا وتغیراتھا وأفكارھا، فالجدید في الشعر العربي یظھر في المربد“.
ویتضمن المھرجان في دورتھ الجدیدة 7 جلسات شعریة وأربع جلسات نقدیة تتناول محاور كثیرة، منھا الثقافة والسلطة والھویة الثقافیة والشعر والروایة وارتحال الھویة الثقافیة، فضلا عن بحوث تتعلق بسوسیولوجیة الثقافة، لترصد وجود تحولات اجتماعیة ثقافیة كبرى أم لا، وھذا ما ستطرحھ المحاور النقاشیة.
ویشارك في فعالیات المھرجان نحو 60 شاعرا وأدیبا وناقدا عربیا وأجنبیا، فضلا عن الأدباء العراقیین.
وأوضح رئیس الاتحاد العام للأدباء العراقیین إبراھیم الخیاط أن الاتحاد اكتفى بحضور جلسات المھرجان دون المشاركة فیھا، وذلك لأسباب فنیة، وقال ”إن ھذا الموقف لا یحمل أي بعد آخرّ والمربد یحمل أكثر من رسالة وھو یمثل تجدیدا لمھرجان مر علیھ قرابة ألف عام“، معتبرا أن التجدید لا یتمثل في أن نعیش على مجد قدیم، ولكن فوز الشعراء العراقیین بجوائز عربیة وعالمیة مؤشر على أن النھضة الشعریة والأدبیة الثقافیة متواصلة ولم تتوقف.
في المقابل، أكد الكاتب حامد الظالمي أن عدم مشاركة الاتحاد العام للأدباء العراقیین یأتي بسبب
رغبتھ في تأجیل موعد المھرجان حتى إكمال انتخابات الاتحاد التي تقام بعد شھرین تقریبا، فیما تبنى اتحاد أدباء البصرة إقامة المھرجان في ھذا الموعد، وھذا كان مصدر الخلاف، ویعتقد أن ھذه التقاطعات لم تؤثر على إقامة المھرجان.
خلفیة تاریخیة
وانطلقت أولى دورات مھرجان المربد الشعري في الأول من نیسان(أبریل) 1971 ،قبل أن یتم نقلھ عام 1985 من مدینتھ الأم إلى بغداد بسبب ظروف الحرب العراقیة الإیرانیة، وفق ما ذكره الأدیب جاسم العایف.
وبلغت دورات المھرجان 18 دورة حتى عام 2002 ،ثم استؤنفت عام 2004 بجھود شخصیة من قبل أدباء بصریین، وكانت رسالة المنظمین حینھا ھي أن ”العراق لن یموت وثقافة العراق لن تندحر“.
ویرى جاسم العایف أن المربد سمة من سمات البصرة، ویضیف ”لن نتنازل عنھ لیكون خارج البصرة، كون المدینة تضم كل الثقافات العربیة، والبصرة من دون المربد لن تموت لكنھا ستخسر قیمتھا“.
ترى الشاعرة السوریة سمیة صالح أن المربد من أھم المھرجانات الشعریة التي تقام حالیا في الوطن العربي، وأن المشاركة فیھ قیمة مضافة لأي شاعر ویحملھ مسؤولیة أكبر.
وقالت صالح التي تشارك في فعالیات المھرجان إن ”ما یمیز ھذا النشاط الثقافي ھو الاستمراریة
والدورات المتلاحقة التي لم تتوقف عند حد معین، كما تمنح مشاركة الشعراء من مختلف البلدان العربیة فرصة للتنوع الثقافي العربي“.-(الجزیرة نت)