عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Sep-2023

"شومان" تستذكر إنجازات العالم الراحل مخلوف حدادين

 الغد

استذكرت فعالية نظمها منتدى شومان الثقافي، مساء أول من أمس، مسيرة العالم الأردني الراحل الدكتور مخلوف حدادين، الأكاديمية والعلمية الحافلة بالكثير من الإنجازات، وذلك بمناسبة الذكرى الأولى لرحيله.
 
 
وتحدث في الفعالية كل من: رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عدنان بدران، ورئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري، ورئيس جامعة البلمند اللبنانية الدكتور إيلي أديب سالم، والدكتور بلال راضي القعفراني من الجامعة الأميركية ببيروت، والوزير الأسبق الدكتور منذر حدادين، وأدار الحوار الدكتور مروان المعشر.
 
وأشار المتحدثون في كلماتهم؛ إلى أن الراحل حدادين حصل بفضل جهوده العلمية، على العديد من التكريمات والعضويات والمناصب، وكان له إسهامات علمية ألهمت أجيالا من العلماء العرب والأجانب، إضافة إلى أنه كان محبا للشعر منذ الصغر، فقد قرأ الشعر والأدب، وبدأ بنظمه خلال دراسته.
الدكتور عدنان بدران، أشار إلى أن الدكتور مخلوف خدم الجامعة الأميركية بكل تفان وإخلاص على مدى 57 عاما، الأطول خدمة في الجامعة، درس الكيمياء العضوية لأجيال من رواد الكيمياء في الوطن العربي والعالم، وخدم في مراكز إدارة منها: نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية والصحية، وقائم بأعمال عميد كلية العلوم، ورئيس الجامعة بالوكالة، وعميد كلية الآداب والعلوم بالوكالة، ونشر المئات من البحوث العلمية المحكمة وبراءات اختراع أحدثت تغييرا في الكيمياء وخاصة الحقول الصيدلانية والطبية.
وقال: "عرف عن الدكتور مخلوف كيف يستثمر إجازات تفرغه العلمي من الجامعة في قضائها بإجراء بحوثه العلمية في أعرق الجامعات الأميركية في حقل تخصصه، مثل هارفارد، جامعة كاليفورنيا ببيركلي، كاليفورنيا – ديفيس، ونوتردام، وكولورادو، وشمال تكساس".
وأوضح أن "مخلوف"، أنجز 135 بحثا منشورا في مجلات محكمة وسجلت له 45 براءة اختراع في 25 بلدا، وسجل وفق غوغل سكولر؛ 3252 استشهادا علميا لبحوثه منذ العام 2018 وحتى 2022، مبينا أن الجامعة الأميركية كرمته بإقامة مؤتمر كيميائي باسمه ومنحته ميداليتها العام 2016 تقديرا لخدمته المتميزة، وحضر المؤتمر علماء بارزون تكريما له في إطار احتفالات الجامعة الأميركية ببيروت بالعام الـ150 لتأسيسها، إذ نظمت الجامعة مؤتمر "مخلوف حدادين للكيمياء للعام 2016".   
وقال الدكتور إيلي أديب سالم: " إنني هنا لأشهد لمخلوف كصديق، كزميل، كمحب له ولكل ما يمثل في شخصه، وكل ما يتخذه من مواقف". 
وأضاف، "أن مخلوف كان أستاذا في الجامعة الأميركية في بيروت، وكان باحثا محلقا فيها، كان مبدعا في حقل الكيمياء، كان هناك في عالم الكيمياء، مع كبار علماء العرب في الطلة العربية الكبرى على التاريخ، كان مع جابر بن حيان، وأبو بكر الرازي، وخالد بن يزيد، ورغم تحليقه في حقله، إلا أن مخلوف لم يكن يوما أستاذا في جامعة فحسب، بل كان جامعة في شخصه، كان الجامعة في كليتها، في دورها العلمي، وفي وضعها الخلقي، وفي المسؤولية الأكاديمية الكبرى، عندما يتكلم مخلوف يتكلم بالمسؤولية الجامعية المثلى". 
وقال: "إن الدكتور مخلوف كان "رجل الموقف" "الأصيل"، حامل راية الحق والعدل، "ليس ثانيا لأحد"، نتذكره اليوم فنكبر بالذكرى".
وأكد الدكتور خوري، حضور الدكتور مخلوف المميز في كل مكان داخل الجامعة الأميركية في بيروت طوال 57 عاما وما يزال كذلك، وقال: "نتذكر الدكتور مخلوف اليوم؛ ونتألم لفقده، ولكننا أيضا نحتفي بحياة رجل عظيم وبإسهاماته في الجامعة وفي حقل الكيمياء والإنسانية".
وأضاف، "أن الراحل الكبير تربطه بالجامعة الأميركية علاقة خاصة، وكان يعدها بمثابة منزله، مشيرا إلى أن الكثير من الجامعات المرموقة حاولت دعوته وجذبه، ولكنه كان يذهب إليها في إجازات بحثية ويعود لجامعته ولم يفكر يوما بمغادرتها".  
ولفت الدكتور خوري، إلى أهم الإنجازات العلمية للدكتور حدادين والتي منها إنجازه في اختراع " تفاعل بيروت، "في إنتاج مركبات عضوية كربونية حلقية (كيمياء الحلقات) غير تجانسية، الذي تم تطويره مع البروفيسور سي إتش إيسيدوريدس، كذلك "تفاعل ديفيس – بيروت" بالتعاون مع العالم مارك كورث بجامعة كاليفورنيا في ديفيس.
وبين، أن الدكتور مخلوف كان سابقا لعصره في دعمه للمرأة ومسيرتها العلمية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وكان يقدر التنوع الجندري في العلوم الكيميائية. 
الدكتور بلال القعفراني، أشار إلى حجم الدور الذي لعبه البروفسور حدادين في الجامعة الأميركية، والتي خدمها على مدى 57 عاما، إذ إن حياته كانت حافلة بالأبحاث المتميزة، والخدمات الاستثنائية، والتوجيه، والإلهام لأجيال كثيرة من الطلاب، مبينا أن الدكتور حدادين خدم في الجامعة الأميركية لأكثر من ثلث عمر الجامعة.  
وقال:" إن الجامعة قامت بتكريم الراحل الكبير للمرة الأولى في شباط(فبراير) من العام 2011، وأسست "وقفة مخلوف حدادين"، وبدأت بإعطاء جوائز باسمه لطلاب الكيمياء المتميزين في أبحاثهم، ثم تمت إقامة محاضرة مخلوف حدادين السنوية، حيث إن 20 عالما من أشهر الجامعات العالمية، ومن ضمنهم حائزون على جائزة نوبل للكيمياء، ألقوا محاضرة مخلوف حدادين.
وكان الدكتور المعشر أشار في بداية الفعالية، إلى ارتباط الدكتور مخلوف بالجامعة الأميركية مذ قدم إليها، ووهبها كل ما لديه من عطاء، منوها إلى أنه لم يسع لمنصب، ولم يأبه بجاه، وسعادته كانت نابعة من تدريس أفواج بعد أفواج من الطلاب الذين تعلموا في الجامعة قيم التفكير النقدي والتعددية وقبول الآخر ومهارات البحث العلمي والتواصل، "وهذا أنبل وأرقى ما يمكن أن يقدمه إنسان، أن ينذر حياته للعلم ولتربية الأجيال، والدكتور مخلوف قدم الكثير في هذا المجال". 
وقال: "إن الدكتور مخلوف كان محبا لوطنه وأمته ولغته، وكان شغوفا بالشعر، فجادت قريحة عالم الكيمياء الذي نكرمه اليوم بتجليات عدة مما قدمه الشعر العربي، بعض الشعر من تأليفه والبعض الآخر مما حفظه.
كلمة أهل الراحل مخلوف، ألقاها الدكتور منذر حدادين ثمن فيها لمؤسسة شومان والمتحدثين مبادرتهم في إحياء ذكرى فقيد الوطن والعديد من الجهات العربية والأجنبية.
وأشار إلى أنه اعتاد التواصل مع الفقيد في حقل الشعر، منذ أن غادر عمان إلى الجامعة الأميركية في بيروت تلميذا واستمرت هذه العادة ولم تنقطع. 
واستذكر الدكتور منذر شقيقه الدكتور مخلوف بقصيدة رثائية قال في مطلعها: 
ماذا لو إنك قلت بعض رثائي..           لتركت سكان القبور ورائي
فعلام شعرُكَ لا يجيب قصائدي..        ولقد عهدتك مصغياً لندائي 
كم ذا مرة عليل جسميَ هاتفاً..        انهض، فكان الأمر سرَّ شفائي
ونهضتُ، كم أنهضتَني من مأزقٍ..     صعبٍ وكنت العون في الأنواءِ  
العالم الأردني الراحل الدكتور مخلوف حدادين، ولد في قرية ماعين العام 1935، لينطلق بعدها في رحلته مع العلم، فدرس الثانوية في كلية الحسين في العاصمة عمان، ثم تحول بعدها لدراسة بكالوريوس العلوم في الجامعة الأميركية في بيروت، ثم الماجستير في الجامعة نفسها، ليقوده طموحه بعدها إلى جامعة كولورادو الأميركية، ويحصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء العضوية في العام 1962.
رحلة حدادين المشرقة، أخذت خطواته إلى العديد من الأماكن، فقد عمل في العديد من الجامعات المرموقة على مستوى العالم، من بينها جامعة هارفارد، وجامعة كولورادو، وجامعة نوتردام، وجامعة شمال تكساس، وجامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى الجامعة الأميركية في بيروت.