عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Nov-2024

ليس لدى الرئيس «من يُهاتِفه».. هل يستقيل «بايدن»؟*محمد خروب

 الراي 

فيما «تنهال» المكالمات الهاتفية على الرئيس الأميركي المُنتخب دونالد ترمب, من قادة دول العالم, ومنهم مجرم الحرب الفاشي الصهيوني نتنياهو, الذي تفاخر أنه هاتف ترمب ثلاث مرات خلال يومين. وفيما يباشِر ترمب نفسه مهاتفة قادة وزعماء في العالم, وأبرزهم على نحو لافت, الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. (نفى الكرملين بشدة حدوث اتصال كهذا واعتبره ضرباً من الخيال) في خِضم ذلك كله, يسود الصمت أروقة البيت الأبيض وبخاصة هاتف المكتب البيضاوي الذي يجلس عليه الرئيس الـ«46» للولايات المتحدة جوزيف بايدن.
 
وإذ برزت في الأثناء دعوة غير مسبوقة, طغت «الجِدية» على صاحب هذه الدعوة, التي يمكن وصفها بـ«الثأرية» وتصفية الحسابات او «التنغيص» على ترمب, مع ان هناك من اعتبرها مجرد طرفة. فإن «جمال سايمونز» مدير الاتصالات السابق, لنائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، «دعا» الرئيس جو بايدن إلى «تقديم استقالته», و«تنصيب» هاريس رئيسة للولايات المتحدة الأميركية خلال الشهر المقبل. مضيفاً خلال مداخلته ضمن برنامج حواري على شبكة CNN أن «بايدن رئيس (استثنائي) وأن هناك وعداً واحداً مُتبقياً يمكنه الوفاء به، هو «الاستقالة من الرئاسة في غضون 30 يوماً, وجعل كامالا هاريس رئيسة للبلاد».
 
لم يكتفِ سايمونز بمداخلته هذه, بل غرّد في حسابه على منصة (X) مُفسراً دعوته: «يجب على بايدن أن يستقيل ويجعل كامالا هاريس أول رئيسة للولايات المتحدة. هذا من شأنه ــ أردفَ ــ أن يقلب الطاولة على ترمب، ويمنع كامالا من رئاسة انتخابات السادس من يناير، مما يُسّهِّل على المرأة التالية الترشّح». ولم ينسَ سايمونز تذكير بايدن, كما مَن لفتَتْ دعوته أنظارهم تفسير «الحرَج» الذي ستشعر به هاريس «المهزومة», عندما تترأس بصفتها نائبة للرئيس، جلسة الإجراءات الخاصة بالكونغرس في 6 كانون الثاني/ 2025، لـ«التصديق» على نتائج انتخابات 2024. حيث «أكدَ» سيمونز أنه «من خلال التنحّي»، سيضمن بايدن «عدم اضطرار هاريس إلى المرور بذلك».
 
سيناريو غريب, طريف وإن غابت عنه البراءة, إلا ان «التاريخ» الأميركي قديمه والحديث, حافل بالمفاجآت والغرائب, وخصوصا الدسائس والمؤمرات وألاعيب الحواة, مكر الساسة ودموية الجنرالات وجشع الأثرياء ورعونة الكاوبوي. لهذا لم يكن مفاجئا خروج مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان على العالم يوم أمس, بتصريح يُحمِّل حركة حماس مسؤولية فشل الاقتراح (إقرأ الفخّ), الذي ينص على تبادل اربع رهائن صهاينة, مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين, دون ان يأتي سوليفان على ذكر وقف للنار وانسحاب جيش الفاشية الصهيونية, كما نص على ذلك اتفاق 2 تموز الماضي, وخصوصا قرار مجلس الأمن الدولي 2735 الذي هو مشروع أميركي من ألِفه الى يائِه, أيده 14 عضوا من أصل 15, فيما امتنعت بريطانيا عن التصويت.
 
هنا أيضا تحضر مزاعم واكاذيب بائع الأوهام, وزير الخارجية الأميركية المُتفاخِر بـ«يهوديته».. أنتوني بلينكن, عندما قال في كلمة له بشأن مُستقبل الدبلوماسية الأميركية، ألقاها في معهد الخدمة الخارجية (FSI) بمدينة أرلينغتون. إن (قوة ونجاح «حلفاء الولايات المتحدة» يعتمِد على «نجاحها» بالدرجة الأولى). مُشيراً (بلينكن) إلى «إعادة تنظيم» وزارة الخارجية، والاستثمار في «تعزيز دور القيادة الأميركية»، في الوقت ذاته الذي لم ينسَ فيه لفت أنظار مُستمعيه الى أن واشنطن تُواجِه (شراكات قد «تُؤثر على النظام العالمي وتُهدده» كشراكة روسيا والصين).
 
كان لافتا ايضا ان بايدن لم يأتِ بذِكر ولو في كلمة واحدة, عن «مُستقبل الدبلوماسية الأميركية», الى ملفات «الشرق الوسط الساخنة», وأبرزها حرب الإبادة والتطهير العِرقي والتجويع والتهجير, الصهيو أميركية في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان, رغم جولاته الـ«11» الفاشلة, (ناهيك عن زياراته لنحو 30 دولة في العالم), ورغم ما قيل عن «وساطة» أميركية مزعومة, وعن جِدية بايدن في وضع حد لهذه الحرب الكارثية, قبل مُغادرته البيت الأبيض. فأي «إرث» يمكن ان يتبجّحَ عنه بلينكن وسوليفان وخصوصا هاريس وبايدن؟.
 
* استدراك:
 
اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الخميس الماضي في العاصمة الهنغارية /بودابست, أن «الأوروبيين يجب ألا يُفوضوا للأبد أمنهم للأميركيين»، وعليهم الدفاع على نطاق أوسع عن «مصالحهم» في مواجهة الولايات المتحدة والصين. وقال ماكرون في مستهل قمة المجموعة السياسية الأوروبية: هذه «لحظة تاريخية حاسمة بالنسبة إلينا نحن الأوروبيين». مضيفاً: السؤال المطروح علينا في الأساس هو: «هل نريد أن نقرأ التاريخ كما يكتبه الآخرون، الحروب التي شنها فلاديمير بوتين، الانتخابات الأميركية، الخيارات التي يتخذها الصينيون على الصُعد التكنولوجية والتجارية؟ أم أننا نريد أن نكتب التاريخ؟. أعتقد شخصيا ــ أجاب على تساؤله ــ أن «لدينا القُدرة على كتابته». في حين أكد أن أوروبا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لـ«تعزيز النمو الاقتصادي والابتكار وتقليص البيروقراطية، مُختتما بالقول: «لا يُمكننا الاستمرار في الاستعانة بمصادر خارجية لأمن أوروبا».