عمان - الدستور -صدر في عمان مؤخرا كتاب جديد للأديب محمد غالب المدادحة بعنوان: «المسار إلى دنبسار»، ويجمع فيه بين الأدب الساخر، وأدب الرحلات، والسيرة الذاتية والغيرية، دون أن ينسى الاتكاء على التاريخ والجغرافيا، وإن كانت الأحداث التي عايشها الكاتب في دنبسار «عاصمة جزيرة مالي» قد شكلت جزءا من الصفحات الأولى للكتاب، فإن في المتن  حديثا عن صولات وجولات أتاحها له عمله في الطيران في عدد كبير من دول العالم، ورغم أن المدادحة يمتلك خيالا محلقا مجنحا، إلا أن الواقعية ظلت ترافقه، ولا سيما في هجائه السياسي، ونقده اللاذع لمن يستغلون الوظيفة للفساد والإفساد وقطع الأرزاق ووضع الرجل غير المناسب في المكان الذي يليق بشرفاء الوطن وأحراره.. في الكتاب حديث الروح للروح، وارتقاء باللغة العربية لتعبر بأسلوب سهل وجذاب ومشوق- لا يخلو من الصور البصرية، والمشاهد السينمائية- عن ردة فعل القاعدة الشعبية  تجاه الأحداث الكبرى التي يشهدها العالم.

وتتضح في هذا الكتاب حميمية العلاقة بين الأدب الساخر، وفن القصة، فكان المدادحة يشعل نار الحكاية، ويقوم بدور البطل الذي قد يتعرض للأذى النفسي أو المادي، لقاء تزويد قارئه اللمـّاح بالعبرة وخلاصة التجربة، بعد أن مرّ بمراحل كان فيها  تلميذا، ورحـّالة، ورياضيا، وإداريا، ومختصا بالطيران، وأديبا  يُشار له بالبنان، هذا عدا عما اورده من اقوال لغيره سبق أن ازدان بها التاريخ واكتحلت عيناه بما تضمنته من توصيف لا يخلو من النقد لسلبيات بعض أعلام حاضرنا وماضينا.

يذكر أن هذا الكتاب السادس للمدادحة بعد مؤلفاته:الجرابيع، الهجرة إلى جمهوريات الموز، نعيم العالم الرابع، إلى الأمازون عبر الأوزون، رجل من الماضي.