ديمة محبوبة
عمان-الغد- “باستطاعته تسويق عمله جيدا.. مهاراته تجعل الشركات تبحث عنه.. طور شخصيته بما يتناسب مع سوق العمل.. سيرته الذاتية مناسبة لهذه الوظائف”.. عبارات تُسمع بشكل مستمر لأشخاص تميز اسمهم بالمجال الذي يعملون به.
و”التسويق الشخصي”، ذلك ما يطمح له كثير من الأشخاص، ويتوجب على الجميع فهمه وممارسته لتكون الحياة العملية أكثر مرونة وسلاسة، وبفرص أكبر.
وبحسب خبراء اقتصاديين، فإن التطورات التي حصلت، خصوصا مع سوء الحالة الاقتصادية العالمية بظل جائحة كورونا، جعلت “التسويق الشخصي” في عالم الأعمال أمرا مطلوبا مع وظائف أصبحت قليلة ومحددة.
الخبير الاقصادي حسام عايش، يبين أن قلة فرص العمل وزيادة التنافسية تفرضان على الشخص استغلال مهاراته ونقاط القوة لديه، للتألق والتميز على الصعيد المهني.
ولهذا السبب بالذات، يعد التسويق الشخصي إن كان على أرض الواقع أو على السوشال ميديا هو الدارج هذه الأيام وأكثر تأثيرا، ومسارا مهما في تسويق الخبرات ونقاط القوة، ما يجعل الشخص يحظى بفرص أكثر.
ويستذكر قديما كيف كانت المؤسسات والشركات تتساءل حول السيرة الذاتية لمن يطلب العمل، اليوم الشركات والمؤسسات هي التي تبحث عن موظفيها، وذلك من خلال تتبع وسائل التواصل الاجتماعي وما يقومون به وأين نقاط قوتهم وبماذا يتميزون.
ويفرق عايش في معنى التسويق الشخصي ومدح الذات؛ إذ إن الأول يقوم على فكر حقيقي والعمل على تسليط الضوء على ما هو موجود حقيقة، وبماذا تميز عن الآخرين في هذا العمل، وما أثره في سوق العمل.
ويذهب إلى أن تسويق الذات، خصوصا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كـ”فيسبوك” و”تويتر” و”انستغرام” و”لينكد ان” وترويج أعمال الفرد بطريقة احترافية وواضحة لم يعد رفاهية، أو من باب وجود وقت إضافي للشخص؛ إذ له كل الأهمية في مسيرة حياته العملية وبلا توقف، حتى إن التنافسية تكون بشكل عكسي. كما أن الشركات تتنافس للحصول على هذا الموظف المثالي، وهو الأمر الذي يجعلنا اليوم نشاهد أشخاصا على السوشال ميديا يعملون في أكثر من مجال ولهم عقود مع شركات عدة.
مدير شؤون الموظفين في إحدى الشركات عيسى خليل، يؤكد أن الحصول على الوظيفة لم يعد أمرا سهلا في ظل كورونا، جراء الأزمات الاقتصادية التي يعانيها العالم والأردن على شكل خاص، ما يجعل محددات لطرح وظيفة في أي شركة.
وجراء هذه الأزمة، فإن صاحب العمل غير قادر على تحمل مصاريف ليست في مكانها، ما جعل من شركته تبحث عن أشخاص محددين وإعطاء فرص عمل برواتب مجزية، لكن ذلك لمن لهم قدرات عملية مميزة وتفكير ريادي، وباستطاعتهم العمل تحت الضغط ولساعات طويلة.
ويؤكد أن هذه الطريقة قللت وجود الموظفين الذين لا يشكل وجودهم تطويرا للعمل، فكل شخص يعرف ما عمله واختصاصه ومسؤول عن إنجاز المترتب عليه.
كما يتم اختيار موظفي الشركة بعد بحث مطول عبر السوشال ميديا، ومعرفة مدى الأثر من وجودهم والتطوير الذي سيقومون به، وكيف يمكن أن يعالجوا الأضرار السابقة بأقل تكلفة وإظهار العمل بإتقان.
ويبين عيسى أن الأفراد اليوم يسعون لبناء علامة تجارية خاصة بهم، يقومون بتطوير مهاراتهم لتفتح الأبواب أمامهم بالكثير من الفرص المهنية ولمناصب أفضل في العمل، والتعرف على شبكة كبيرة في عالم الأعمال.
وينصح عايش من يريد أن يتبع هذا النظام في التسويق، وخصوصا على السوشال ميديا، بأن يتحدث عن ذاته حقا، من دون مبالغات، لأن كل شيء سيكشف لاحقا، وتكون الثقة قد انعدمت وظهرت للعلانية بشكل أكبر، وبالتالي تكون النتائج عكسية.
ويتوجب على الفرد، بحسب عايش، أن يخطط لأعماله بحرص، وأن ينتبه كثيرا إلى التفاصيل، في المحصلة؛ أي انحراف بسيط قد يؤثر سلبا على صورته الشخصية والمهنية.
كما على الشخص أن يحدد أهدافه ويوضحها؛ إذ إن هذا يساعده على تحديد الطريق الذي يريده، واختيار الوسيلة الصحيحة لتسويق ذاته، فأحيانا مدونة خاصة هي الأفضل، لذلك يجب دراسة الموضوع، والتخطيط للمحتوى بشكل جيد، ما يعطي الانطباع الجيد للشخص ويصل إلى هدفه بسرعة.
ويؤكد عايش أن الحياة تغيرت وأن تسويق الذات بات أكثر صعوبة، فالتميز هو العنوان، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بألوانه الجديدة وأشكاله وأدواته.
وينصح هنا بضرورة استشارة أهل الاختصاص بكيفية تطوير الذات بعالم الأعمال، لكي يكون مميزا في مجاله، ويكون مطلوبا لدى العديد من الشركات.