عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Feb-2019

لاغرفیلد قیصر الموضة الغزیر الإنتاج
 
باریس- نجح كارل لاغرفیلد الذي توفي الثلاثاء عن 85 عاما في تجدید دار شانیل العریقة للأزیاء بشكل باھر خلال أكثر من 30 عاما فارضا شخصیتھ مع مظھره الممیز وتصریحاتھ الصادمة والمثیرة للجدل أحیانا.
وكان لاغرفیلد یتمیز بشعره الأبیض المعقوص ویاقات قمصانھ البیضاء العالیة ویضع خواتم في كل أصابع یدیھ. فكان المصمم الألماني الملقب ”قیصر“ الموضة محط الأنظار أینما تواجد.
وكان لاغرفیلد یتمتع بنزعة نرجسیة فضلا عن القدرة على السخریة من نفسھ. فكان كثیر الكلام أحیانا وغامضا في أحیان أخرى. وھو لم یخش یوما من إثارة الجدل.
فعندما خسر 42 كیلوغراما من وزنھ في العام 2000 أكد أنھ یفعل ذلك لیكون ”علاقة ثیاب“ لیتمكن من ارتداء ملابس المصمم ھادي سلیمان المدیر الفني لدى دار ”دیور“.
وكان یختبئ وراء ھذا الرجل السلیط اللسان، شخص یتمتع بحدس قوي یعرف أكثر من أي شخص آخر كیف یتلقف الأجواء السائدة. ففي العام 2004 مثلا صمم مجموعة لمتاجر ”إتش اند ام“ السویدیة للملابس الجاھزة المیسورة الكلفة. وقد كرت السبحة من بعده مع إقدام مصممین بارزین على الخطوة نفسھا.
ولد كارل لاغرفیلد في ھامبورغ في ألمانیا لكنھ لا طالما أبقى الغموض حول تاریخ میلاده المحدد. وتفید وسائل إعلام ألمانیة عدة بالاستناد إلى وثائق رسمیة أن لاغرفیلد ولد في العاشر من أیلول/سبتمبر 1933 .لكنھ كان یؤكد شخصیا أنھ من موالید العام 1935 مشیرا في مقابلة مع مجلة ”باري ماتش“ إلى أن ”والدتھ غیرت تاریخ“ میلاده.
عاش طفولتھ في كنف عائلة میسورة في اجواء ریفیة في ظل حكم النازیین في ألمانیا. فكان والده صناعیا یجوب العالم فیما أخذ حب الموضة من والدتھ صاحبة الشخصیة القویة والنھم الكبیر على القراءة . وكان یرسم الفساتین حالما بالانتقال إلى باریس التي وصلھا في سن المراھقة.
في مطلع الستینیات، بدأ مسیرتھ كمصمم مستقل یعمل لعدة دور معا. وقد قال في أحد الأیام ”انا
أول مصمم من اشتھر باسم غیر اسمھ. ربما لدي عقلیة مرتزقة“.
لكن اسم لاغرفیلد یرتبط خصوصا بدار ”شانیل“ في ذھن الرأي العام. فعندما انضم إلى ھذه الدار العام 1983 كانت تفتقر إلى النضارة. لكنھ عكف على مدى أكثر من ثلاثین عاما على تجدیدھا موسما بعد آخر محافظا على أساسیات ھذه الماركة الشھیرة مع تعدیلات مبتكرة.
وكانت عروض أزیاء دار ”شانیل“ تحت إدارتھ، عروضا مسرحیة ملفتة فكان تارة یحول المنصة إلى سوبرماركت وتارة أخرى إلى غالیري فنیة أو إلى شارع. وكان صداھا یتردد عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد أطلق ماركتھ الخاصة العام 1984 وعرفت تقلبات كثیرة. وھي ازدھرت مجددا قبل سنوات قلیلة مع تسویقھا أكسسوارات وسلعا تحمل صورتھ فاستحال رمزا لھا. وتمیز لاغرفیلد أیضا بتعاونھ مع ماركات مختلفة مثل ولفورد ودیزل وفولكسفاغن وكوكا كولا وغیرھا.
كان یتمتع بشھیة جامحة على العمل. وھو قال في شباط/فبرایر ”لم أفكر یوما بالتقاعد“. فكان یصمم مجموعة بعد الأخرى.
وكان لاغرفیلد یعشق التصویر أیضا ویلتقط الصور لحملات شانیل الإعلانیة.
احتلت الكتب حیزا بارزا في حیاتھ. فكان یملك 250 إلى 350 ألف كتاب وفق تقدیرات نشرت في الصحف وھي موزعة على دارات عدة. وكان لاغرفیلد یعشق أدب القرن الثامن عشر ومطلع القرن العشرین، فیما كانت والدتھ ترغمھ على حفظ صفحة من القاموس یومیا.-(ا فب)