الدستور - لا أحب ّ التظاهرات بالعصي ّ أو الهراوات الغليظة أو بالطناجر ، فأقصى ما أتحمّله وأحتمله : تظاهرة أرفع فيها الورد أو رغيف الخبز !
أسمّيها : التظاهرات الأنيقة .
نريد ويلائمنا تظاهرات « مظاهرات « ناعمة أنيقة يفوح فيها العطر و تنثال من أطرافها رائحة الورد .
نريد تظاهرة يتبادل فيها المتظاهرون الورد َ والابتسامات والقُبل و يوقعون فيها دفاتر الذكريات لغايات الاسترجاع بعد زمن طويل .
نريد تظاهرة يخرج فيها المتظاهرون بأزيائهم الملوّنة و أرديتهم الرقيقة و يصدحون بالغناء الجميل و تتقدمهم عربات الحلوى والفاكهة .
نريد تظاهرة تسير بانتظام وأناقة ، تماما ً كما يفعل عازفو القرب والموسيقى في الاحتفالات الكبرى .
نريد تظاهرة يخرج فيها أصحاب الدكاكين ويبدون في حالة فرح و يظهرون وهم يتناولون الفستق أو القضامة أو العصائر .
نريد تظاهرة مغايرة ،
يخرج فيها المتظاهرون وهم يحملون صور جدّاتهم حين كنّ يخبزن في البيوت وفي الطوابين .
نريد تظاهرات أنيقة ، لا شروط محددة للخروج فيها سوى أن يدرك المتظاهرون « اللون العتيق والطعم العتيق « لرغيف الخبز .
..
نريد تظاهرة تعتني بالورد والكلمة الطيبة والوجه الحسن والرائحة النقيّة .