عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Feb-2020

صفقة القرن.. معضلة نتنياهو - ايتمار آيخنر

 

يديعوت أحرونوت
 
بين المطرقة والسندان: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوجد تحت ضغط شديد من جانب وزراء من اليمين – بينهم وزير الدفاع نفتالي بينيت ووزير المواصلات بتسلئيل سموتريتش – ومن جانب رؤساء المستوطنين، كي يرفع فورا لاقرار الحكومة ضم غور الاردن، شمالي البحر الميت والمستوطنات. غير أنه بالمقابل، تعارض الادارة الامريكية الضم فقط – الامر الذي من شأنه ان يزيد المعارضة في العالم العربي وفي اوساط الفلسطينيين لصفقة القرن – وحسب التقديرات ستوافق فقط على اقرار الصفقة بكل عناصرها، والتي تتضمن دولة فلسطينية ايضا.
منذ الكشف عن صفقة القرن الاسبوع الماضي ومعها نية الحكومة بسط السيادة على مستوطنات يهودا، السامرة وغور الاردن، تبدأ محافل في المستوطنات الفهم بأن الضم يبتعد. في محادثات أجراها رؤساء المستوطنين مع نتنياهو أخذوا الانطباع بأن احتمالات تمرير خطوة بسط السيادة قبل الانتخابات صفرية. وفي محيط نتنياهو أوضحوا أمس ايضا بأن احتمالات تبادل الاراضي مع وادي عارة ليست واقعية.
ان الخوف الكبير لدى المستوطنين هو أن تصوت الحكومة في صالح الخطة بكاملها، بما فيها الدولة الفلسطينية. وفي اعقاب ذلك بدأ رؤساء مجالس في المناطق منذ أمس في احاديث مع وزراء في الليكود، بهدف اقناعهم عدم التصويت في صالح الخطة.
أجرى رئيس مجلس السامرة، يوسي داغان، جولة محادثات مع عدة وزراء في الحكومة وهو مقتنع بأن الوزراء سيعارضون اذا ما طرح مشروع القرار لاقامة دولة فلسطينية الى جانب بسط السيادة. “توجد معارضة كبيرة لدى العديد من الوزراء في الحكومة للفكرة الغريبة في أن تقرر حكومة يمين بشكل رسمي اقامة دولة على جبال يهودا والسامرة، المكان الذي يطل على كل وسط البلاد ومطار بن غوريون، وبالتأكيد بعد النتيجة الرهيبة للطرد من غوش قطيف وشمال السامرة”، قال داغان امس واضاف: “الكثير من الوزراء اعربوا عن تخوفهم ايضا من ألا ترفع السيادة للتصويت في جلسة الحكومة. يوجد هنا تخوف من تفويت فرصة تاريخية من شأنه ان يكون بكاء للاجيال: تفويت بسط السيادة على المستوطنات في يهودا والسامرة، والذي قد يؤدي الى خسارة اليمين في الانتخابات”.
كما بعث داغان امس برسالة لنتنياهو ناشده فيها العمل على بسط السيادة منذ هذا الاسبوع، دون ان يأبه للادارة الاميركية. وكتب يقول انه “في منتصف الاسبوع الماضي، أعلنت وانت الى جانب الرئيس الاميركي دونالد ترامب، في حدث احتفالي مثير للعواطف في البيت الابيض بأنك في هذا الاسبوع ستبسط السيادة على 30 في المائة من يهودا والسامرة وذلك في مظاهرة رائعة من دعم غير متحفظ من جانب رئيس الولايات المتحدة لدول اسرائيل والمصالح الاكثر حيوية لها وبالطبع كل هذا بفضل نشاطك المبارك في هذا المجال”. واضاف: “لاسفي نسمع انه بسبب طلب غريب من مستشار الرئيس الاميركي جارد كوشنر عدم بسط السيادة في حكومة تصريف أعمال – وكأنه لم يكن أقل من المستشار القانوني للحكومة، تفكر دولة اسرائيل بتأجيل بسط السيادة بقرار حكومي لموعد غير محدد. بودي أن اعرب باسمي، باسم سكاني وباسم المعسكر الوطني وكل الاستيطان عن قلقنا العميق من هذا التأجيل. كل تأجيل من شأنه ان يؤدي الى اضاعة المبادرة وبالتالي خسارة القوة الانتخابية لليمين وانتصار اليسار في الانتخابات القادمة. المشاعر القاسية وخيبة الامل في معسكر اليمين قد تؤدي الى ردود فعل قاسية”.
ما يعزز مخاوف المستوطنين هو المقابلة مع كوشنر الذي قال للصحفي عمرو أديب وبثت في التلفزيون السعودي متوجها مباشرة الى الفلسطينيين في محاولة لتسويق صفقة القرن لهم: “تعالوا الينا وقولوا ما تريدون ان تضيفوه أو تغيرونه. الخريطة في الوثائق الاميركية كفيلة بالتأكيد أن تتغير وهي قابلة للمفاوضات. ان النية الاميركية خلف الخريطة هي وقف وصد التوسع الاستيطاني. الخريطة التي عرضت في الخطة هي خريطة عمومية، وسيستغرق الامر ما لا يقل عن شهرين للانتقال من خريطة أفكار الى خريطة فنية تبحث في كل طريق، كل تلة وكل إنش”.
“هذه فرصتكم الاخيرة للوصول الى دولة”، اوضح كوشنر للفلسطينيين واطلق تلميحا شديد الوضوح لابو مازن دون أن يذكره بالاسم: “عندما يحاول أحد ما عقد صفقات لعشرين سنة ويفشل، فإن الناس تغيره بشخص آخر”.
أما من تطرق لابو مازن فقد كان رئيس الدولة روبين ريفلين. اول أمس في اجتماع الجامعة العربية في القاهرة قال ابو مازن ان اغلبية المهاجرين من الاتحاد السوفياتي واثيوبيا ليسوا يهودا. وأمس، في حدث الميثاق ضد العنصرية قال ريفلين: “أيها الرئيس عباس، دخيلك، أحد لن يغير طبيعة دولتنا كطبيعة يهودية وأحد لن يغيرها كطبيعة ديمقراطية. نحن دولة ديمقراطية يعيش فيها كل مواطنينا وطبيعتها هي يهودية للسبب البسيط: ليس لليهود دولة اخرى وقد عاد الى بلاده. أنا ولدت قبل 80 سنة. عندما ولدت كان في البلاد ربع مليون يهودي. اليوم انا رئيس دولة فيها 9 ملايين مواطن و7 ملايين يهودي، ممن يشعرون يهودا بكل معنى الكلمة. ممن ينطقون بالعبرية، ممن ينطقون بالعبرية وبالعربية ايضا، يعيشون هنا ويشعرون بأن هذه الدولة بطبيعتها يهودية، لأن الشعب اليهودي عاد الى وطنه الوحيد، لأن ليس له بلاد اخرى. وقد جاء هنا ليعيش بسلام مع كل من ولد ويعيش في هذه البلاد”.