- أنتي وور

بعد ثمانية عشر عامًا من الحرب في أفغانستان – مدة الحرب الأطول في تاريخ أمريكا - يقال إن مفاوضي الولايات المتحدة وحركة طالبان على وشك التوصل إلى اتفاق قد يشهد انسحاب العديد من الجنود الأمريكيين البالغ عددهم اربعة عشر الف جندي في تلك الدولة النائية.

هذه هي الرواية الرسمية. يواصل الرئيس دونالد ترامب تغيير رأيه بشأن عدد القوات الأمريكية التي سيتم سحبها. أحدث رواية من البيت الأبيض تقول ان خمسة آلاف جندي أمريكي سيبقون في أفغانستان كحامية دائمة لحراسة القواعد الجوية الرئيسية في باغرام وقندهار وحماية الحكومة الأفغانية التي وضعتها الولايات المتحدة في كابول.

في غياب القوات الأمريكية التي تدافع عنه، فإن نظام أشرف غني الأفغاني سوف يتعرض للاكتساح في غضون أيام. حتى ترامب اعترف بهذا. إن الإبقاء على نظام غني آمنًا في كابول سيحفظ على الأقل ماء الوجه عند الزعم بأن الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة لا تزال مسيطرة على مجريات الأمور.

من جهة أخرى، يصل صراخ اليمين المؤيد للحرب في واشنطن عنان السماء عند سرد هذا الاحتمال. فأعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء الكونجرس الذين لم يسمعوا قط إطلاق نار في حالة غضب مستعدون للقتال حتى آخر جندي أمريكي يبلغ من العمر 18 عامًا ومواصلة الحرب التي تكلف تريليون دولار.

حتى الآن ، قُتل 2426 جنديًا أمريكيًا في معارك أفغانستان ، وجُرح نحو 20 ألفًا ، كثير منهم مشوهون بشكل دائم. لقد قُتل وجُرح الآلاف من المرتزقة الذين زجت بهم الولايات المتحدة والقوات الأجنبية المتورطة في هذا الصراع. تقوم قوات الاحتلال الأمريكية بحجب الخسائر الفادحة بين المدنيين الأفغان ، ومعظمها بسبب الغارات الجوية. بدون دعم جوي أمريكي على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع ، كانت القوات الأمريكية ستُطرد منذ فترة طويلة من أفغانستان ، كما حصل مع سابقاتها البريطانية والسوفياتية.