عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Jul-2020

دعاية الغرب ورأسمالية الصين - أندريه فلتشيك

 

- انفورميشن كليرنغ هاوس
 
فلنبدأ بالنتيجة النهائية: «وسائل الإعلام في الولايات المتحدة وأوروبا وكندا وأستراليا تصور جمهورية الصين الشعبية على أنها» رأسمالية «لأن» الرأسمالية «أصبحت الآن كلمة قذرة. حتى الناس في الغرب يرون «اقتصاد السوق» كنوع من القذارة «. إن تسمية الصين بـ «الرأسمالية» يعني تشويه سمعة الصين. يبدو الأمر اشبه بمقولة: «الشعب الصيني مثلنا بالضبط. إن الصين تمارس نفس الظلم للعالم، وترتكب نفس الجرائم التي ارتكبناها منذ أكثر من 500 عام «.
 
تمكن الديماغوجية الغربية، لاسيما البريطانية والأمريكية، من الوصول إلى «ارتفاعات» لا تقل عن الكمال المميت. لقد قاموا بالفعل بغسل مليارات العقول، في جميع أنحاء العالم، وأجبروهم على التفكير بطريقة موحدة ومستكينة. كل هذا لم يعد مجرد دعاية ؛ إنه الفن الحقيقي للتلقين. وهو بالكاد يخطئ هدفه. وحتى إذا فشل في إقناع بعض الأفراد الأقوياء تمامًا، فإنه يترك دائمًا علامة على نفسية حتى أولئك الذين يكافحون من أجل أن يكونوا مختلفين و»مستقلين».باختصار: الدعاية الغربية مثالية. إنها قاتلة. حتى الآن، هي مضاد للصدمات. كل هذه المصطلحات مثل «الصين الرأسمالية» و «رأسمالية الدولة الصينية» تجافي الحقيقة، وتتردد مرارًا وتكرارًا حتى لا يجرؤ أحد على التناقض معها بعد الآن. وينطبق الشيء نفسه على الأكاذيب حول الأويغور وهونغ كونغ والحدود الصينية الهندية، وكذلك الأحداث التاريخية المختلفة. ولكن لماذا الكذب حقاً بشأن أن الصين «ليست اشتراكية»؟
 
الإجابة بسيطة: لأن معظم الناس يربطون كلمات مثل «الاشتراكية» و»الشيوعية» بالأمل. نعم، إنهم يفعلون! لا شعوريا على الأقل. حتى بعد عقود من حملات غسيل المخ والتشويه! «الصين الاشتراكية» تعني «الصين التي تجلب التفاؤل لشعبها وإنسانيتها». من ناحية أخرى، يربط الناس في جميع القارات «الرأسمالية» بشيء محبط وقديم و رجعي. لذلك، يجب تسمية الصين «رأسمالية»، لكي تثير مشاعر الكآبة والركود.
 
لم يعد باستطاعة الغرب الإمبريالي والرأسمالي التنافس مع الاشتراكية بعد الآن. لذلك، يحاول سحبها الى مستنقع القذارة، ويحاول تدميرها. إما بشكل غير مباشر، من خلال العقوبات ومحاولات تنظيم الانقلابات في أماكن مثل إيران وكوريا الشمالية وبوليفيا وكوبا وفنزويلا، أو بشكل مباشر، مثل الشرق الأوسط. إن الصين تتعرض للهجوم على «جميع الجبهات»، من الاقتصادية إلى الإيديولوجية، وإن لم تكن عسكرية بعد. كان أقوى سلاح حتى الآن هو البث المستمر للأكاذيب والتناقضات والعدمية. ليس عليكم سوى إلقاء نظرة على هونغ كونغ!
 
العدمية مميتة. إنها تدمر الحماس وتسلب الدول الثقة والشجاعة. وهذا هو بالضبط ما يحاول الغرب تحقيقه: منع الدول الاشتراكية التقدمية من التقدم إلى الأمام ومنع الدول المضطهدة من قبل الاستعمار الجديد من الحلم والأمل والمقاومة. (لقد وصفت هذه العملية المدمرة في كتابي «التفاؤل الثوري، العدمية الغربية»). الديماغوجيون الغربيون يعرفون أنه في حال فقدت الصين جوهرها - والجوهر هو «الاشتراكية ذات الخصائص الصينية» – فلسوف تغدو دولة لا يمكنها أن تقدم الالهام لبقية البلدان، ولا يمكنها أن تقدم بدائل للعالم. وبناء على سبق، تتمثل الطريقة الأكثر فاعلية لتلطيخ سمعة الصين وإسكاتها بالتحديد في إقناع العالم بأنها «رأسمالية».