عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Jul-2020

التفرد الأميركي يفقد البريق - ماركو كارنيلوس

 

- انفورميشن كليرنغ هاوس
على مرّ التاريخ، كانت هناك دول وشعب تميزت بسمات استثنائية، على سبيل المثال، لم تزعج سويسرا أبداً أي دولة أخرى، ولم تحاضر أي بلد عن السياسات التي ينبغي اتباعها؛ بل إن هذه الدولة المسالمة قد اكتفت دوماً بالاهتمام بشؤونها الخاصة؛ اذ سخرت كل إمكانياتها من أجل ايجاد مجتمع يحظى بإعجاب كبير ويكون أنموذجا للبلدان الاخرى.
وبالنظر إلى الكوارث التي ألحقتها بعض الدول الأخرى بالجنس البشري، فإن سويسرا تستحق تمامًا لقب دولة متفردة. لكن وفقًا للمنظور العالمي، فإن الدولة الاستثنائية حقًا على وجه الأرض ليست سويسرا، بل الولايات المتحدة الأمريكية.
خلال القرن العشرين، أصبحت الولايات المتحدة منارة للعالم الحر، حيث قدمت مساهمة بارزة في التغلب على الشمولية النازية الفاشية ومساهمة لا غنى عنها في انهيار النظام الشيوعي السوفيتي. لقد أنشأت وفرضت قواعد النظام العالمي الحالي، كما قدمت نموذجًا جذابا لمجتمع مفتوح وحرّ يقوم على اقتصاد السوق، بهدف تحقيق النمو والتقدم.
قبل ثلاثة عقود فقط، اي بعد سقوط جدار برلين والاتحاد السوفييتي، بدا النجاح الأمريكي واسع الانتشار لدرجة أن أحد المنظرين السياسيين اقترح أن «التاريخ قد انتهى». ولكن للأسف، منذ نهاية الحرب الباردة، فقدت القوة الناعمة الأمريكية – اي قدرة البلاد على الإلهام بالقدوة - الكثير من جاذبيتها الأصلية.