عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Dec-2019

بينيت يتباهى بقتل إيرانيين - بقلم: ينيف كوفوفيتش
 
هآرتس
 
سلسلة من التصريحات والبيانات والتوجيهات لوسائل الاعلام، التي لم تنسق مع الجيش الاسرائيلي، خلقت في الفترة الاخيرة توترا بين وزير الدفاع نفتالي بينيت وضباط كبار في الجيش وفي جهاز الامن بشكل عام. في عدد من الحالات سمعوا في جهاز الامن عن اقوال الوزير قبل فترة قصيرة من نشرها. وفي حالات اخرى فاجأت هذه البيانات هؤلاء الضباط دون استعداد مسبق. حسب تقديرات عدد منهم فإن هذه التصريحات يمكن أن تتسبب بضرر أمني. والتصريحات حول “تغيير قواعد اللعب” من قبل بينيت اعتبرت استخفاف بالجيش والشباك.
مؤخرا عقد في مقر وزارة الدفاع في تل ابيب لقاء ناقش فيه ضباط كبار في الجيش وفي جهاز الامن التصريحات العلنية للوزير التي شملت تهديدات لحياة زعماء ايران والدفع قدما بالبناء اليهودي في الخليل وتصريحات عن تغيير قواعد اللعب مع حماس والجهاد الاسلامي. في النقاش تم طرح سؤال كيف سيتم التعامل مع تصريحات بينيت التي عدد منها اعتبرها المشاركون عديمة المسؤولية من ناحية امنية. عدد من المشاركين في اللقاء اعتقدوا أن التصريحات استهدفت التقليل من أهمية العمل الامني لقادة كبار سابقين مثل رئيس الاركان السابق غادي آيزنكوت.
في مناسبات كثيرة في السابق انتقد بينيت السياسة تجاه غزة، التي لم تكن متشددة بما فيه الكفاية حسب رأيه. قادة كبار في جهاز الامن أرادوا وضع هذه الاقوال خلفهم من اجل ألا يتصادموا مع الوزير الجديد، وأملوا أنه مع مرور الوقت سيتوقف عن تصريحاته غير المنسقة معهم. ولكنهم واصلوا التفاجؤ تقريبا في كل يوم من اقواله وتصريحاته التي كانت احيانا متناقضة مع موقف جهاز الامن.
بينيت تولى منصبه منتصف الشهر الماضي، في اليوم الذي بدأت فيه عملية “الحزام الاسود” في قطاع غزة، عند تصفية بهاء أبو العطا. في اليوم الاول من جولة القتال في القطاع تم اطلاق مئات القذائف نحو اسرائيل. في الصباح اعلن بينيت لوسائل الاعلام بأن “بهاء أبو العطا الذي كان مهندس ارهاب الجهاد الاسلامي، والذي عمل ضد مواطني اسرائيل، تمت تصفيته. لقد فعلنا ذلك ولن نتردد في فعل ذلك ايضا في المستقبل”.
في نفس الصباح اضاف: “في هذا الصباح نحن نرسل رسالة واضحة لجميع أعدائنا، في جميع الساحات. فمن يخطط للمس بنا في وضح النهار لن يكون آمنا في أي وقت بأن يمر عليه الليل. لقد كنتم وستبقون في مرمى الهدف”. وبعد اربع ساعات، وبعد اقل من 24 ساعة لتولي منصبه الجديد نشر بينيت تصريحا آخر، هذه المرة قال بأنه بتوجيهاته “قوات الامن الاسرائيلية ستقوم باصطياد أي ارهابي الى أن يصبح أولادنا في أمان ومحميين”.
وبعد ثلاث ساعات نشر بينيت تصريح لوسائل الاعلام، هذه المرة ظهر في فيلم قصير الى جانب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، حيث خلفه قيادة فرقة غزة: “نحن نوجد في اليوم الثاني للمعركة في غزة”، قال بينيت واضاف، “الانجازات جيدة. لأن مهندس ارهاب الجهاد الاسلامي تمت تصفيته واصبح يوجد ردع”.
وبعد يوم من ذلك توجه بينيت الى تلخيص عملية “الحزام الاسود”. في نهاية تقدير الوضع مع كبار ضباط الجيش وجهاز الامن في مقر وزارة الدفاع اعلن الوزير لوسائل الاعلام بأن “نحو عشرين “مقاوما” تمت تصفيتهم في الـ 48 ساعة الاخيرة”. وقال ايضا إن “قواعد اللعب الجديدة واضحة”. وأعلن أنه خلافا للسابق، “هذه المرة الجيش سيعمل بكامل الحرية بدون أي قيود”.
بعد العملية، في احتفال انخاب توليه لمنصبه قال الوزير لاعضاء هيئة الاركان العامة: “أنا اعتمد عليك، يا رئيس الاركان، وعليكم، يا اعضاء هيئة قيادة الاركان وقادة الجيش الاسرائيلي، بصورة مطلقة. أنا اعتقد أن مستوى الجيش الاسرائيلي وهيئة قيادة الاركان عال جدا. الانطباع هو أنكم منتبهون. وأنا لم أر أي واحد حضر ولديه علامات تعجب”. رئيس الاركان، الجنرال افيف كوخافي رد بأدب: “نحن مسرورون باستقبالك في اجتماع هيئة الاركان. اعضاء هيئة الاركان هم اشخاص مهنيون من الدرجة الاولى ولديهم تجربة عملية كبيرة وأنا أعتمد عليهم بصورة مطلقة، وايضا على جميع قادة الجيش”.
وبعد يوم تم اطلاق قذائف نحو هضبة الجولان من الاراضي السورية. في الصباح الباكر أعلن بينيت أنه في اعقاب اطلاق النار “سيجري مشاورة امنية مع رئيس الاركان، الجنرال افيف كوخافي، ومع كبار قادة جهاز الامن في الكرياه في تل ابيب”. في نفس اليوم أنهى الوزير وظيفة زئيف تسوك – رام، رئيس سلطة الطوارئ الوطنية، وعين مكانه نائب مدير عام وزارة الدفاع، العميد احتياط روني مورنو.
أقوال متبجحة لا داعي لها
التوتر بين كبار القادة في جهاز الامن وبينيت بسبب سلوكه الاعلامي تفاقم في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) بعد موجة الهجمات ردا على اطلاق القذائف من سورية نحو اسرائيل. “القواعد تغيرت”، قال الوزير مرة اخرى، “من يطلق النار على دولة اسرائيل في وضح النهار لن ينام في الليل. هذا ما حدث في الاسبوع الماضي وايضا في هذا الاسبوع. الرسالة لزعماء ايران بسيطة: لم تعودوا محصنين”.
في جهاز الامن لم ترق لهم اقواله حول قواعد اللعب التي تغيرت. وأنه منذ الآن سيتم ضرب الايرانيين ايضا وستتم مهاجمة اهداف سورية. ولكن اللحظة المهمة التي اثارت الاستياء في قيادة جهاز الامن، كانت عند اجراء محادثة لشخصية أمنية كبيرة مع مراسلين، قيل فيها “لقد اعتدنا على أن اسرائيل لا ترد في المنطقة الشمالية في حالات معينة تمت مهاجمتها فيها”. هذا المصدر اضاف بأنه خلافا للسابق “هذه المرة قمنا بمهاجمة اهداف ايرانية”.
في وسائل الاعلام نسبوا لهذا المصدر ايضا اقتباس حول قتل ايرانيين في سورية. “لقد اوضحنا للايرانيين بأنه توجد لدينا القوة للرد بشدة”، قال واضاف “نحن نعرف أنه يوجد لديهم مصابين، ويبدو ايضا قتلى”. في جهاز الامن يعتقدون أن من يقف من وراء هذه الاقتباسات هو بينيت نفسه. اقوال الوزير اعتبرت في جهاز الامن اقوال متبجحة زائدة. “هم يعرفون من مات لديهم في كل مرة قمنا فيها بالمهاجمة. ولا يوجد سبب للتلويح بذلك”، قال مصدر مطلع للصحيفة. في نهاية الشهر الماضي تطرق الوزير لموضوع ايران مرة اخرى. هذه المرة في اعقاب المظاهرات التي جرت داخلها وقد طلب بينيت من خبراء تكنولوجيا للعمل معا من اجل ربط ايران مرة اخرى بشبكة الانترنت.
لقد عاد إلى سابق عهده
في بداية الشهر الحالي حدث توتر مرة اخرى عندما اعلن الوزير في بيان لوسائل الاعلام بأنه “صادق على بدء خطة لاقامة حي يهودي آخر في موقع سوق الجملة في الخليل”. في جهاز الامن قالوا إن الموضوع طرح في نقاش عادي قبل اسبوع، وكانت هناك معارضة لهذه الخطوة التي يمكن أن تشعل الارض.
في اليوم التالي اعلن بينيت عن سلاح جديد أدخله الى المعركة وهو “ملاحقة اقتصادية جديدة لنشطاء “المقاومة”. وحسب قوله “للمرة الاولى، وزير الدفاع نفتالي بينيت استخدم أمر تقييد اقتصادي ضدهم في البلاد وفي العالم. وللمرة الاولى دولة اسرائيل تستخدم ادوات اقتصادية شخصية ضد نشطاء “المقاومة” في العالم”. وذلك رغم أن ضباطا كبارا في الجيش قالوا إنه توجد لدى الاستخبارات العسكرية جهات تعمل على هذا الموضوع منذ سنوات، وأن هناك عقوبات تفرض بطرق مختلفة وبمساعدة جهات دولية.
يبدو أنه في الاسابيع الاخيرة وصلت ذروة التوتر الى وضع فهم فيه بينيت ايضا الاشارة وقلص بشكل كبير تصريحاته لوسائل الاعلام، حتى أول من أمس – عندما عاد لتهديد ايران واعلن بأن “سورية ستتحول الى فيتنام خاصتكم”. بالنسبة لقطاع غزة، حسب اقوال الوزير، هناك فهموا معادلته الجديدة التي تقول “أعداءنا سيفهمون ألا يطلقوا النار على اليهود”.