في مثل هذه الأيام .. تعينت في الرأي وغادرتها ورحل عميدها الكايد - سمير الحياري
الراي - في مثل هذا اليوم قبل ٣٦ عامًا وبعد اربع سنوات من التدريب الصحفي في الرأي دخلت الى مكتب الراحل الكبير محمود الكايد رئيس التحرير وقتذاك طالبًا تثبيتي محررًا في المؤسسة الصحفية الاردنية بعد ان انهيت دراستي الجامعية في الاعلام من الجامعة، فأبلغني موافقته على الفور ومباشرة الدوام غدًا (وكان الاول من حزيران عيد تأسيس الرأي)..
واليوم بعد اكثر من اربعين عامًا من معرفتي بالرجل احببت ان استذكر سيرته وذكراه الطيبة بمناسبة مرور عشر سنوات على رحيله في مثل هذا اليوم..
كان الفقيد مثالًا للخلق والجود والكرم والجرأة والحنكة السياسية، علمنا الصدق والمهنية وكفافة اليد والشجاعة في الاقدام وعلمنا اشياء كثيرة اقلها العصامية فقد قال لي حينما التقيته اول مرة: «ضع نصب عينيك ان تجلس هنا يومًا ما».. وتحقق الحلم فتسلمت رئاسة تحرير الرأي ورئاسة مجلس ادارتها كما كان بالضبط، وترحمت على روحه في اول جلسة كمؤسس للصحيفة بمعية اساتذة اجلاء نعتز بمعرفتهم فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ندعو االله ان يطيل في عمره وهم سليمان عرار وجمعة حماد ورجا العيسى ومحمد العمد ومحمود الكايد..
بعد الترحم على روح العزيز ابي عزمي نستذكر في الذكرى التي تحل اليوم ايضًا من اقصانا من الرأي ولم يحتمل سقفها وحرية شبابها في انتقاد حكومته ومناكفتها «طيب الذكر » دولة الدكتور عبداالله النسور الذي امر رئيس استثمار اموال الضمان ان يبلغني قراره اعفائي من مهمتي واستبدالي بنقيب الصحفيين آنذاك الاخ طارق المومني لرئاسة التحرير والاخ رمضان الرواشدة لرئاسة مجلس الادارة وانهاء فصل من فصول العمل بالصحافة الورقية التي بدأناها مع الكايد الذي نترحم اليوم على روحه العطرة وتبقى صفحات ذكرياته بيضاء مليئة بالسيرة الخالية من الغدر والباطنية والنفاق..
تعلمنا منك (أبي عزمي) الرجولة بكل معانيها والجرأة وعدم خشية الآخر والوطنية والولاء والكرم واحترام الناس ومساعدة المحتاجين والوقوف مع المكلومين فقد كنت مدرسة صحفية رفيعة محترمة بجانب من فقدناهم وقائمتهم تطول..
نستذكرك في ذكرى وفاتك لنترحم على روحك اولًا وندعو لصديقي عزمي وشقيقاته بطول العمر ونسأل االله ان يحفظ الرأي سيدة الصحافة الورقية، وزملائي الذين ادعو االله جلت قدرته ان يكلأهم بالصحة ويعافي مؤسستهم ويعيدها الى الصدارة المالية ويزيد اعلاناتها ويفرج كربهم ويحنن قلب الحكومة على مطالبهم ويبقي اعلامنا وطنيًا حرًا منيعًا في خدمة الاردن والاردنيين بقيادة ملك الكلمة والحرية جلالة سيدنا أطال االله في عمره وولي العهد الحبيب... في مثل ھذه الأیام