عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Nov-2021

الملف النووي الإيراني: الجولة السابعة هل تكبح خيار «الحرب»؟*محمد خرّوب

 الراي 

غداً... إذا لم تحدث مفاجأة في اللحظة الأخيرة، تلتئم الجولة السابعة في فيينا بعد طول انقطاع (منذ 20 حزيران الماضي).
 
ولا تختلف الأجواء التي تسبِق الجولة الجديدة عن تلك التي سادت طوال ست جولات حفِلت بكثير من التصريحات المتضاربة, سواء تلك المفرطة في تفاؤلها ام التي ذهبت بعيداً في التشاؤم وتبادل الاتهامات بالمسؤولية عن فشل مباحثات 4+1/وفي شكل غير مباشر بمشاركة وفد أميركي, ترفض طهران جلوسه على طاولة المفاوضات بعد أن حمّلت واشنطن مسؤولية الانسحاب من اتفاق/14 تموز2014 الموصوفة «خطة العمل الشاملة المشتركة» في 8 أيار2018.
 
وإذا يستأنف المتفاضون جولة أخرى بهدف التوصل الى ضوابط ومحددات وأجندة زمنية, تسمح بعودة العمل بالاتفاق النووي الذي عطّلت مفاعليه إدارة أميركية متهوّرة، إرضاءً لإسرائيل ورغبة في تمرير «صفقة القرن«, وفرض أجواء من التوتر والتحالفات المريبة في منطقة لديها الكثير من المعاناة التي سببتها الإدارات الأميركية المتعاقبة, أرادت وقف مسلسل الهزائم التي لحقت بها أو تلك التي كانت نُذرها تلوح في الأفق/أفغانستان والعراق, ناهيك عن الآثار السلبية بل وربما المدمرة التي أحدثها تحالف «أوكوس», المحمول على نكهة نووية بين بريطانيا واستراليا والولايات المتحدة, خاصة على تماسك واستمرارية حلف شمال الأطلسي/الناتو, بعد ارتفاع الدعوات الى «استقلالية ما» لأوروبا في الدفاع عن نفسها, بعيداً عن الهيمنة الأميركية, التي انكشفت في الانسحاب الأميركي المُذّل والأحادي من أفغانستان.
 
نقول: في إطار مُعقد كهذا.. يرتفع منسوب التصريحات المتشدّدة التي تطلق من طهران, كما من لندن وباريس وبرلين وخصوصاً حلف الناتو/رغم ان الأخير ليس طرفاً مباشراً في الاتفاق النووي المُعطّل حتى الآن. إذ يقول حسين أمير عبداللهيان, رئيس الدبلوماسية الإيرانية الذي حلّ محل جواد ظريف: إن زمن الإلتزام أحادي الجانب بالتعهدات قد..ولّىّ، فيما ألمح - هو نفسه = في الوقت ذاته, ان التوصل لاتفاق «جيّد وفوريّ » مُتاح، حال عودة الأطراف الأخرى لكامل تعهداتها. أما واشنطن فتواصِل هي الأخرى, اطلاق المزيد من التصريحات التي تبث أجواء متشائمة, مع التلويح بصرامة في التعاطي مع طهران, وتقول: انها مستعدّة لبدائل أخرى. ما يعني ليس فقط فرض المزيد من العقوبات التي تجاوزت حتى الآن «العقوبات الأقسى» على الإطلاق ضد اي دولة في العالم، بل وأيضاً اللجوء للخيار العسكري.
 
هل قلنا الخيار العسكري؟
 
هذا ما يتمسّك قادة العدو الصهيوني بل ويُبدّون نوعاً من «التمرّد» على إدارة بايدن، رغم التسريبات التي ترتقي الى كونها معلومات, أن تل أبيب غير قادرة – وحدها – على تدمير البرنامج النووي الإيراني. فضلاً عن استحالة خروجها على قرار واشنطن في أي خيار تريده، لأن الأخيرة/واشنطن قادرة على كبحها بل ومعاقبتها عند الضرورة القصوى. خاصة إذا ما وعندما تعرّضت مصالحها وأمنها القومي للخطر, رغم ضجيج التصريحات المتغطرسة والمتعجرفة التي يطلقها الصهاينة. وهو ما تبدى بوضوح على سبيل المثال في مؤتمر «حوار المنامة» الذي انتهى للتو في العاصمة البحرينية, بين بريت ماكغورك مستشار بايدن الذي قال: ان حملة الضغوط التي مارسها الرئيس السابق ترمب ضد ايران قد فشلت, وإن الإدارة الحالية «لا تعيش في وهم» بأن المزيد من الضغوط سيُغيّر السلوك الإيراني. فيما اعتبر رئيس مجلس الأمن القومي في الكيان الصهيوني أيال حولتا/ردّاً على المستشار الأميركي: ان مَن يدّعي ان الضغوط على ايران لن تنجح، عليه ان ينظر الى جولات الضغوط السابقة على ايران من جانب ادارتين اميركيتين، وهذه الضغوط - والقول للإسرائيلي– هي التي جعلت ايران تُغيّر سياستها.
 
صحيح ان هناك تضارباً في المواقف بين المسؤولين في الكيان الصهيوني, وخاصّة أولئك الذين تسلمّوا مواقع أمنية في جهاز الموساد وسلاح الجو, الذي يعّول عليه قادة العدوّ حيث مدير عام وزراة الدفاع أمير إيشيل/قائد سلاح الجو الأسبق, ادّعى قبل أيام أن الجيش الإسرائيلي جاهز حاليّاً لشن هجوم في ايران. فيما رئيس الكيان اسحق هيرتسوغ الموصوف زوراً بالمعتدل, والذي يُضيء اليوم/الأحد شمعة عيد «الحانوكا» (عيد الأنوار لدى اليهود) في الحرم الإبراهيمي استفزازاً وتحدياً لمشاعر المسلمين والفلسطينيين, يتبجّح قائلاً: ان اسرائيل لا يمكنها السماح لإيران بحيازة سلاح نووي. يقابله تصعيد آخر لدى قادة جهاز الموساد, إذ فيما يقول يوسي كوهين الرئيس السابق للموساد: ان على اسرائيل ان تُبقي الخيار العسكري على الطاولة، فيما لا يتردّد رئيس الموساد الأسبق تمير باردوا في دعوة اسرائيل «الى الإمتناع عن شن هجوم عسكري ضد المنشآت النووية الإيراني، إذ لم تكن لديها القدرة على تدميرها بالكامل».
 
في الخلاصة:استئناف المباحثات لا يعني ان الطريق سالكة لعبور العوائق والفخاخ المنصوبة, رغم ما يبديه قادة العدوّ الصهيوني من «قناعة» بأن المفاوضات الجديدة سائرة الى الفشل, دون ان يظهر في الأفق ما يوحي بأن أطراف مباحثات فيينا يستعدون لوضع «الخطة ب» موضع التنفيذ.