عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Jul-2022

سمير جعجع «رئيساً» للبنان: إرث «الحرب الأهلية»؟*محمد خرّوب

 الراي 

فيما يقترب ماراثون الإستحقاق الرئاسي اللبناني (يبدأ نهاية آب الوشيك, ويصل خاتمته نهاية تشرين الأول المقبل), عندما يُغادر الجنرال ميشال عون قصر بعبدا. وفيما يغرق لبنان في أزماته الاقتصادية/المالية/والنقدية, وانهيار الخدمات والمرافق العامة والبنى التحتية, فضلاً عن تدهور الأحوال المعيشية والإجتماعية لشعبه وارتفاع نِسب الفقر والبطالة والجريمة, كذلك ارتفاع منسوب التوتر واعدام الثقة بين «شعوبه», على خلفيات طائفية/ومذهبية بمشاركة وتشجيع/بل تحريض من قيادات روحية. زد على ذلك الخصومات المحتدمة والتنافس المحموم بين ا?طبقة السياسية/والحزبية, خدمة لمصالح خارجية وخضوعا لأجندات دول إقليمية وأخرى عبر البحار, على النحو الذي نجده في المواقف المتضاربة لرموز هذه الطبقة, من ملف ترسيم الحدود البحرية مع العدو الصهيوني, حيث لا يتورّع بعض المسؤولين (في مواقع رسمية رفيعة), من العمل بالضد من مصالح بلدهم و«شعوبه».
 
نقول: في خضم ذلك كله وبخاصة في ظل الخلافات المتصاعدة حول تشكيل الحكومة الجديدة التي كُلّف تشكيلها رئيس حكومة تصريف الأعمال/نجيب ميقاتي.. تبرز تصريحات لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع, لمحطة إذاعية محلية قال فيها منذ «سطوع» نجمه كأحد أبرز المُنفذين/ومرتكبي المجازر في الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت في 13 نيسان 1975, حيث أوصلته ارتكاباته الدموية إلى السجن عام/1994 بعد إدانته بأربع تهم خلال قيادته الميليشيا الانعزالية المعروفة بـ«القوات اللبنانية» من بينها اغتيال رئيس الوزراء «السُنّي»/رشيد كرامي والز?يم المسيحي الماروني/داني شمعون، لكنه خرج من السجن عام 2005 بعد أحد عشر عاماً في السجن غبر صفقة/عفو صدر عن مجلس النواب, وليس عن أي جهة قضائية مُختصة.
 
«أنا المرشح الطبيعي للرئاسة» قال جعجع بكل صلف, في رهان خاسر يلف على قِصر ذاكرة اللبنانيين, ومحاولة فاشلة للطمس على تاريخه/ومسيرته الدموية, التي لا تؤهله لشغل موقع الرئاسة الأولى في بلد التوازنات الطائفية/والمذهبية. بل رغم كل الخسائر والصفعات التي تلقاها مؤخراً هو شخصياً/وحزبه، بعدما استبد به الغرور وخذلته معادلة الأوزان والأحجام التي عكستها نتائج الانتخابات البرلمانية 15 أيار الماضي, وخروجه المُتسرِّع لإعلان أنّه الفائز الأول في المعسكر المسيحي, وأنّ «المعارضة» (التي يزعم قيادتها) قد أطاحت الأغلبية التي كا? يتمتع بها تحالف حزب الله/التيار الوطني الحر وقوى 8 آذار في البرلمان السابق. فإذ بالنتائج النهائية تكشف أن «لا» الأغلبية «عددية» لأي من المُعسكرين وأنّ بمقدور معسكر 8 آذار الفوز برئاسة مجلس النواب، كذلك بموقع نائب رئيس المجلس وأمانة السِر, كذلك نجاح تحالف/8 آذار بتسمية المرشح السُنِيّ/ميقاتي لتشكيل حكومة جديدة, رغم أنّ الأخير بدا وكأنه يقود معركة تصفية حسابات مع رئيس الجمهورية الذي تنتهي ولايته أواخر تشرين الأول المقبل, خصوصاً مع صِهره جبران باسيل/رئيس التيار الوطني الحر، إضافة إلى التوتر الذي برز مؤخراً ب?د «تبرّع» ميقاتي بانتقاد خطوة حزب الله إرسال ثلاث مُسيّرات/غير مُسلحة باتجاه حقل «كاريش», المُتنازع عليه بين لبنان والعدو الصهيوني.
 
جعجع الذي يدعو وأنصاره إلى فدرَلَة لبنان بل وتقسيمه طائفياً/ومذهبياً، إضافة إلى الدور المشبوه الذي يقوم به المعسكر الانعزالي الرامي إلى تقسيم «بلدية» العاصمة بيروت إلى بلديتين.. شرقية/مسيحية وغربية/إسلامية، يبدو أنّه راق له أو هو يسير مَفتوناً بالوصف الذي خلعته عليه زوجته/النائبة ستريدا, التي قالت أنّ موقف الرئيس الأوكراني/المُعجبة به/زيلينسكي «ذكّرها» بموقف زوجها/الحكيم، وكيف كان «رئيسنا/تقصد زوجها, أيام الحرب الأهلية أمام الشباب على الجبهات وفي ساحات المعارك، ليس في الخلفية مُختبئاً في غرف العمليات، وأصي? مرات عدة إلى جانبهم في الخطوط الأمامية, وفي كل مرة يعود ليكون حيث يعتقد أنّه يجب أن يكون إلى جانب الشباب في الخطوط الأمامية».
 
هذا إذاً هو إرث سمير جعجع.. جبهات الحرب الأهلية وخطوطها الأمامية، وليس جبهات الجنوب اللبناني المُحتل وخطوطه الأمامية، وبالتأكيد ليس خطوط التماس مع جيش العدو الصهيوني الذي احتلّ العاصمة بيروت عام 1982واستقبلته بيروت الشرقية التي كانت تحت سيطرته الميليشيا الانعزالية/الكتائبية وذراعها العسكرية/القوات اللبنانية بقيادة بشير الجميل وسمير جعجع وإيلي حبيقة وأقرانهم المُتأسرِلين.
 
لافت أنّ جعجع وفي معرض اعتبار نفسه «مُرشّحاً طبيعياً لرئاسة لبنان», لم يأتِ بذكر على سيرته ومسيرته السابقة، بل زعم أنّ هناك «سبباً بسيطاً يدعوه لهذا الترشح, وهو نتائج الانتخابات الأخيرة التي منحتنا النسبة الأكبر من الأصوات».. فهل «كان» للجنرال السابق الذي خدمته الصدفة وحدها ليكون رئيساً للجمهورية/ميشال سليمان.. أصوات كبيرة وكتلة برلمانية, وهوحال الرؤساء الياس سركيس/سليمان فرنجية وإميل لحود، أم أن أصحاب القرار لهذا الموقع هم كل أعضاء المجلس النيابي؟.
 
سؤال يتجاهله عن قصد.. «أمير» الحرب الأهلية.