عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Apr-2025

في وجه العاصفة الرقمية: اللغة العربية والثقافة البيئية في صدارة "أفكار"

 الغد-عزيزة علي

 احتفى ملف العدد (435) من مجلة "أفكار" الشهرية، التي تصدر عن وزارة الثقافة الأردنية، بموضوع "تعزيز الثقافة البيئية"، إلى جانب العديد من الموضوعات والدراسات والإبداعات، بمشاركة نخبة من الكتاب من داخل الأردن وخارجه.
 
 
كتب د. راشد عيسى مفتتحا العدد بعنوان "اللغة العربية وشخصيتها"، وجاء فيها: "اللغة العربية تتعرض اليوم، في عصر الذكاء الاصطناعي والهيمنة الغربية الطاغية، إلى محاولات مؤلمة ومستمرة لتغييبها، ومحو قدراتها الحضارية، واقتلاع تاريخها من مسار الوعي العربي على جميع المستويات".
 
ويرى عيسى أن الذكاء الاصطناعي، بحجة استخدامه لتيسير العمل اللغوي والمعجمي والبرمجي، بدأ يتجه بقوة نحو تمييع جماليات الشعر العربي، وتغييب خصوصيته الشعورية والتعبيرية، من خلال هدم نباهته العاطفية، وتوهجاته الإيحائية، وقيمه البلاغية من مجاز وكناية واستعارة وتورية، وغيرها من أدوات البلاغة التي تشكل وسيطًا إبداعيًا رئيسًا في الأدب.
ويشير عيسى إلى أن تحمس بعض "أرباع" الشعراء لذلك، وبدأوا بإنتاج مجموعات شعرية عبر الذكاء الاصطناعي، ما أفقد النصوص وهجها النفسي والروحي، وحوّل اللغة إلى مقاطع بلاستيكية ميتة أو أسلاك معدنية باردة.
ويضيف "قبل مدة، طلب إلي أحد الزملاء المتوهمين بشعريتهم أن أكتب له مقدمة لديوانه، وبعد قراءتي للنصوص، اعتذرت فورًا. نكايةً برفضي، قدم ديوانه لآليات الذكاء الاصطناعي، وطلب إليها أن تكتب له مقدمة. فاستجابت خلال خمس دقائق، ونشر ديوانه بالمقدمة الاصطناعية، التي بعث بها إلي مزهوًّا بها، فإذا هي هرطقات أشبه بكلام شيخ عجوز مصاب بألزهايمر، أو كأنها قطع زجاج صغيرة ملصقة بـ"السوبر غلو". أيقنت حينها أن اللغة العربية مهددة بالفعل بالتكنولوجيا وبمحاولات تهميشها ومحوها، بحجة التنمية العصرية وتطويع لغتنا لحاجات العصر الرقمي".
ويذهب إلى أن ذلك مؤلم ومؤسف، في وقت نطمح فيه لأن تسمو العربية فوق كل مظاهر الانهيار في شخصية الأمة، لأنها آخر رهان حضاري لنا. لكن البعض يسعى إلى تطويع الأدب العربي لمجاراة العقل الإلكتروني، الذي يفسد جماليات العربية على المستويات الدلالية، والصوتية، والبلاغية، بحجة نجاحه في المستوى النحوي في التطويع.
وينوه إلى أن حضور العربية في مواقع الاتصال العالمية لا يتجاوز 5 بالمائة، مقارنةً باللغات الأخرى، علمًا أن العربية هي سلطانة لغات العالم بلا منازع، إذ تحتوي على 16 ألف جذر لغوي، في حين لا تضم أي لغة أخرى أكثر من خمسة آلاف.
العربية هي "بنك اللغات العالمية"، الذي أقرض آلاف الكلمات للغات أخرى عبر التاريخ، ويمكن الرجوع إلى الجزء الثالث من كتاب "شمس العرب تسطع على الغرب" للمؤلفة الألمانية "زيجريد هونكه"، للتعرف إلى الكم الهائل من المفردات العربية التي يستخدمها الغرب في مؤلفاته الأدبية ووسائطه التفاهمية.
ويستحضر شهادة الأديب العالمي غوته، حين وصف العربية بأنها "لغة شاعرة ممتازة، ولغة تفاهم لساني عالمي متقدم"، لذلك، يجب أن نوقظ الذهنية الاجتماعية والسياسية إلى أن العربية هي ثروتنا الخالدة، في ظل النهب المستمر لثرواتنا الاقتصادية، فهي تملك عبقرية الطواعية والتجدد في مواجهة المفاهيم العلمية المعاصرة.
وخلص عيسى إلى أن التهاون في مسألة مزاحمة الإنجليزية للعربية، أو إقحام "اللغة الأدبية" في ألعاب الذكاء الاصطناعي، هو مهانة للغة، وإذلال لشموخها ومكانتها وخصوصياتها العبقرية. لقد اعترف الغرب بأن الشعر العربي هو أبرز منجز حضاري فني للعرب، فكيف نشارك نحن في هدم بنيانه وتعريضه للانهيار؟
فيما تضمن العدد ملفا بعنوان: "تعزيز الثقافة البيئية؛ نحو وعي مستدام"، أعده وقدم له د.أيوب أبو دية، بعنوان: "الثقافة البيئية وتعزيزها في المجتمع". شارك في الملف: د.أحمد إسماعيل راشد: "الحفاظ على البيئة وحمايتها في الإسلام"، د.أيمن العمري: "الثقافة البيئية في الأردن - مدينة الزرقاء أنموذجًا"، محمد أحمد الفيلاني: "نحن والثقافة البيئية"، د.نزار أبو جابر: "الثقافة البيئية المعاصرة"، سمر علاء الدين الفتياني: "تعزيز الثقافة البيئية: نحو وعي مستدام لحماية كوكبنا"، د.أيوب أبو دية: "أليست الثقافة البيئية عنصرًا أساسيًا في ثقافة الشعوب المعاصرة؟".
وفي زاوية دراسات ومقالات: د.حسين جمعة: "ميخائيل شولوخوف؛ صاحب (الدون الهادئ) و(مصير إنسان)"، د.أحمد غطاشة " فلسفة التعليم بين الغايات والنتائج"، د.سلطان الرغول "التناص الشعري بين القديم والحديث"، د.سلطان الخضور "حوار الذات وطرد الطاقة السلبية"، د.هنادي جبرين أبو قطام "إلياس خوري في مرايا إدوارد سعيد: تلقي التجربة الروائية في (الجبل الصغير)"، د.علي عفيف غازي "الخط العربي: جوهر الفنون عند المسلمين"، هاني العواملة "العلوم الرقمية والتكنولوجيا المتقدمة وتأثيرها على التعليم"، د.ريما عيد مقطش "صورة المرأة في النص الدرامي وتجلياتها - مسرحية (قالب كيك) أنموذجًا"، مجذوب عيدروس "د.أحمد الطبيب أحمد؛ رائد الحركة المسرحية في السودان"، تنوير أحمد "المساجد في الهند: إرث الماضي وتحديات الحاضر"، عارف عادل مرشد "العالم في ثوراته الصناعية"، سمير أحمد الشريف "الصورة المشرقة للأم في سيرة (طائر التم) للدكتور فهمي جدعان".
وفي باب "إبداع"؛ "البديع يخون صاحبه"، سعد الدين شاهين، "القرار بما تبقى"، علي الفاعوري، "مسيح عفرا"، مفلح العدوان، "متحف السلالم الشرقية"، عثمان مشاورة، "قرية الموت"، حنين خالد. زاوية "نوافذ ثقافية" بإشراف محمد سلام جميعان: "ثقافة عربية"، رواد المسرح والرقص الحديث في القرن العشرين - مجد القصص، "التاريخ الثقافي في العقبة" - عبدالله المنزلاوي ياسين، "ثقافة عالمية"، ترجمة يارا سميح عن "(أسطورة سيزيف) ألبير كامو". زاوية "مدارات البوح"، غازي الذيبة "على طرف البركان: شهقة القصيدة الأولى".