عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Jul-2024

سياسيون لـ«الدستور»: إنشاء مكتب «الناتو» يؤكد أهمية الأردن

 الدستور – ماجدة أبو طير

يجمع محللون سياسيون على أنّ خطوة فتح مكتب تواصل لحلف شمال الأطلسي «الناتو» في الأردن، تظهر متانة علاقات الأردن بالحلف، وبالولايات المتحدة الأمريكية، مشيرين إلى أن هناك مجموعة من العوامل التي دفعت للحلف لاختيار المملكة أبرزها الاستقرار والموقع الجيوسياسي المهم، ومساهمة الأردن بالتعاون في مجالات مكافحة الإرهاب والأمن السيبراني، فضلا عن المشاركة في مناورات عسكرية عدة. وأوضحت وزارة الخارجية، في بيان، أن قرار افتتاح المكتب، الذي كان قد تم الإعلان عن النية لإنشائه في البيان الختامي لقمة الناتو في ليتوانيا في تموز عام 2023، علامة فارقة في الشراكة الاستراتيجية العميقة بين الأردن والحلف، حيث يقر الحلف بدور الأردن المحوري في تحقيق الاستقرار إقليمياً ودولياً، ويشيد بإنجازاته الممتدة في مكافحة التهديدات العابرة للحدود كالإرهاب والتطرف العنيف».
وأضاف البيان: «سيسهم المكتب، باعتباره مكتب تمثيلٍ للحلف، بتعزيز الحوار السياسي والتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك بين حلف الناتو والأردن. وسيعزز المكتب التواصل المستمر بين الأردن والحلف وبما يسهم في تعزيز فهمٍ أعمق للسياقات الوطنية والإقليمية وإحراز التقدم المنشود في تنفيذ برامج وأنشطة الشراكة التي تشمل عقد المؤتمرات والدورات وبرامج التدريب في مجالات مثل التحليل الاستراتيجي، والتخطيط لحالات الطوارئ، والدبلوماسية العامة، والأمن السيبراني، وإدارة تغير المناخ، وإدارة الأزمات والدفاع المدني».
من جهته قال المتحدث الرسمي الإقليمي في وزارة الخارجية الأميركية سام وربرج، إن افتتاح مكتب لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، في العاصمة عمّان، يدل على دور الأردن الجوهري باستقرار المنطقة. وأشار في تصريحات رسمية على هامش فعاليات قمّة «الناتو»، التي استضافتها العاصمة الأميركية واشنطن، إلى أن بلاده تُقدّر الدور الحيوي، الذي تلعبه المملكة بالنسبة للاستقرار بشكل عام في المنطقة.
وبين المسؤول الأميركي أن بلاده تعتبر أن الأردن مكان يُمثل الاستقرار في المنطقة، مبينًا أن هذا الأمر بمثابة رؤية مشتركة بين الولايات المتحدة وباقي الدول الأعضاء في حلف «الناتو».
وأوضح وربرج أن خطوة افتتاح المكتب «لا تأتي في إطار أن يُقدم الناتو شيئًا للأردن فقط، إنما دول الناتو لديها الفرصة للتعلم من تجربة الأردن في مكافحة الإرهاب»، مشيدًا «بالدور، الذي تلعبه المملكة منذُ سنوات في الحفاظ على الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة عبر كل المحاولات لمكافحة الإرهاب». وأضاف أنه «سيكون لدى الأردن أيضًا الفرصة للتعلم من تجربة الناتو» في المجال ذاته، لافتًا إلى أن التحدي الراهن يكمن في الهجمات الإلكترونية، التي تتطلب الاستمرار بالتعاون والتنسيق ليس فقط على صعيد الأنشطة التقليدية في مكافحة الإرهاب بل عبر استراتيجيات وتكتيكات جديدة تهدف لمكافحة الإرهاب عبر الإنترنت.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، الدكتور خالد شنيكات أن افتتاح مكتب للناتو يظهر رغبة الحلف في تواجده في المنطقة ككل، خاصة أنّ قواعدة الجوية والبحرية موجودة، والتعاون بينه وبين دول المنطقة كبير، فضلاً عن أنّ الأردن لديه موقع جغرافي متوسط، يتوسط أربع دول أساسية وهي سوريا والعراق والسعودية إضافة إلى إسرائيل، وقراءة الناتو أنّ المنطقة سوف تشهد حالة من التوتر بشكل خاص بين إيران وإسرائيل، ومن هنا فإن التوسع في نشاطه ينطلق من ضرورة محاولة المساهمة وبذل جهود لضبط أي توتر.
وبين شنيكات في تصريح لـ»الدستور» أنّ علاقة الأردن بالولايات المتحدة علاقة متجذرة، ومتطورة على جوانب مختلفة، كما أن علاقة الأردن بحلف الناتو هي علاقة تاريخية ممتدة تصل إلى ما يقارب 30 عاماً، وهي آخذة بالتعمق والتطور، وأيضا هنالك مشاريع ومناورات مشتركة بين الطرفين أهمها «الأسد المتأهب»، وكذلك برامج لتطوير القدرات العسكرية الأردنية، فضلاً عن التعاون الأمني والاستخباري الذي جذرته الحرب على الإرهاب منذ عام 2014، وهو ما قطع أشواطا كبيرة.
أما الكاتب والخبير الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة فأشار إلى أهمية موقع الأردن الجيوسياسي، وقال: بعد الحرب الروسية الأوكرانية شعر الحلف بحاجة إلى تطوير خطابه ومساعدة حلفائه، وإظهار تواجد أكبر في المنطقة ولكن ليس بالصيغة العسكرية، أي مساعدة حلفائه وتطوير قدراتهم ومواجهة التحديات المشتركة من الإرهاب إلى تهريب السلاح والمخدرات والعصابات المنتشرة وغيرها من الملفات. وبين السبايلة في تصريحات لـ»الدستور» أنّ وجود المكتب يعتبر حاجة أساسية وأنه من السنة الماضية تم الاتفاق على هذه الخطوة، وهذا يؤكد رغبة الحلف في تقديم مساندة للحلفاء وفتح قنوات التواصل معهم.
وبين أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور طارق أبو هزيم أن هذه الخطوة تعكس مصداقية الأردن وأهميته في المنطقة من الناحية الاستراتيجية، ومدى استقراره في عيون الحلف والعلاقات العميقة مع الحلفاء وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال أبوهزيم في تصريحات لـ»الدستور» إن هذا الافتتاح جاء تتويجاً لاتفاقيات التعاون الأمنية بين الأردن والولايات المتحدة، ومنذ سنوات طويلة والأردن يلعب دوراً مهماً في التدريب على مواجهة الإرهاب، وهذا يؤكد الشراكة الحقيقية. وأضاف أن وجود المكتب سيعزز دور الناتو في علاقاته مع المنطقة نظراً لأهميتها لدول الناتو، وفي ظل ما يجري من معطيات تعزز أهمية وجود المكتب ودور الأردن المحوري، وخاصة أن الشراكة هي العنوان.