عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Feb-2020

تضليل المتلق - الدكتورة مارسيل جوينات

 

الدستور- في ظل ما يتم تداوله في الإعلام التقليدي والرقمي للعديد من القضايا والمسائل على كافة المستويات والمجالات، أصبح تضليل المعلومات في بعضها، وتزوير الحقائق والأدلة أكثر حرفيه واتقان، بالرغم من وجود تنوع في الوسائل الإعلامية والاتصالية، التي وجب التنافس بين بعضها البعض في اظهار الحقائق، بناء على المصداقية والموضوعية والحيادية بالطرح والتناول.
 وبالرغم من وجود البرامج المتطورة ووسائل التكنولوجيا، والاهم الوعي الفكري والادراكي عند المتلقي لكشف الحقائق، ما زال هناك بعض الوسائل الإعلامية تتكل وتستند في عملها على التضليل، بناء على اجندات وسياسات معينة لخدمة مصالح دول او جماعات او افراد.
للأسف هناك العديد من الأساليب والطرق الملتوية، والغير أخلاقية، والغير قانونية يلتجئ اليها بعض القائمين على هذه الوسائل. فكم نشهد يومياً العديد من الاخبار والتقارير المظللة والتلاعب بالمعلومات، واهمال جوهر الاحداث والقضايا المصيرية منها، والمزج بين الخبر والرأي الشخصي، والاحصائيات والتحليلات، والترويج للأكاذيب المزيفة وتضخيم وتهوين مواضيع او قضايا محدده على حساب أخرى، « بوضع المجرم مكان الضحية او العكس». وكنا نقول الصورة لا تكذب وتعبر عن ألف كلمة، والان أصبحت الصورة تزيف وتكذب « باستخدام البرامج التطبيقية والتكنولوجية»، واما التضليل بالحوار والتحليل المشوه والمسير والادعاء بالتوازن أصبح مهنه يتقنها البعض. 
وبسبب العديد من الطرق والأساليب الملتوية والغير قانونية أحيانا، والغير أخلاقية أحيانا أخرى، والتي يلجا اليها بعض أصحاب القرار في وسائل الإعلام. أصبح المتلقي يعاني من فجوة ثقة بينه وبين هذه الوسائل والمنصات، وهذا ما دعا الجمهور الى استقصاء المعلومات بنفسه والبحث بدقة لعله يجد وسيلة او منصة إعلاميه محايدة وموضوعية في طرحها وتناولها للقضايا، وامانة في عدم تشويه المعلومات، واحترم فكر ووعي المتلقي، وعدم إيجاد قضايا ومواضيع يتم تغطيتها وتناولها على حساب أخرى، أكثر أهمية عند الجمهور. واحترام المواثيق والأخلاقيات الإعلامية، وخصوصية الافراد والقيم العامة والمجتمعية.
لم يعد يسمح المتلقي لمثل هذه الوسائل والمنصات التقليل من وعيه وادراكه لما يدور حوله، أصبح هو من يبحث عن الحقائق والدلائل والبراهين في ظل تقدم وسائل الإعلام والاتصال.
وما أن اسقطنا النهج الإعلامي والاتصالي المضلل على حياتنا اليومية. إن كانت اجتماعية او سياسية او ثقافية او اقتصادية بين افراد المجتمع، سنجد ايضاً هناك افراد وجماعات صغيرة أصبحت تستخدم السوشيال ميديا والوسائط المتعددة بالذات للتضليل والتزوير بهدف بناء الصراعات والنزاعات، الظاهر منها والمبطن الغير ظاهر بشكل مباشر.
اذاً، لماذا كل هذا التضليل؟ الم يعد كثير من الإعلام محايدا وموضوعيا؟ او لم يكن محايدا في الأصل وموضوعيا، في نقل الحقيقة كما هي؟