عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-Nov-2019

فنانون يحتفلون بفرض السيادة على أراضي “الغمر والباقورة”

 

منى أبو حمور
 
عمان-الغد-  لم يغفل فنانو الأردن عن الاحتفال باستعادة السيادة الأردنية على أراضي الغمر والباقورة على طريقتهم الخاصة بأغنيات مميزة جمعت قلوب الأردنيين الذين تفاعلوا مع الكلمات والألحان فرحا وفخرا بهذا الحدث الوطني صغارا وكبارا.
وكعادته، شارك الفنان الأردني حسين السلمان شعبه هذا الفرح باستعادة أراضي الغمر والباقورة من خلال أغنيته “حرة أراضيها”، وهي من كلمات الشاعر رائد الشطناوي وألحان السلمان، وجسد خلالها القيمة الحقيقية لهذا الحدث التاريخي في نفوس أبناء الأردنيين. تقول كلماتها “يا دار داير من دار حرة أراضيها… أردنا أرض الأحرار عبدالله حاميها… حرة شبر بشبر الباقورة والغمر وراياتنا طول العمر فوق علاليها، لجيل بعد جيل..”.
بهذه الكلمات، تمكن السلمان من اقتحام قلوب الأردنيين الذين افتخروا بهذا الحدث الوطني، معتبرين إصدار أغنيات خاصة في هذا اليوم، تخليدا لهذا الحدث جيلا بعد آخر.
ولم يغفل السلمان في أغنيته عن الافتخار بالجيش الأردني الذي لطالما كان فخرا لكل الأردنيين، وجاء فيها “الجيش يا هيبتنا فيك تعلي هيبتنا وراياتنا طول العمر فوق علاليها.. يا أردن ما يهون ترابك وعزتنا بكفينا اسمك يكون.. عزتنا وهيبتنا، رجالك نشامى في دار الكرامة”.
وتمكنت أغنية “حرة أراضيها”، إنتاج راديو هلا وجبترول، توزيع أيمن عبدالله، وألحان وكلمات الشاعر رائد الشطناوي، من أن تلقى رواجا كبيرا في الشارع الأردني؛ حيث صدحت معظم المقاهي والمحلات التجارية والسيارات بهذه الأغنية.
وبدوره، أكد الفنان حسين السلمان، في اتصال مع “الغد”، حرصه الكبير على مشاركة شعبه فرحتهم بهذه المناسبة من خلال أغنية “حرة أراضيها”، منتقيا كلماتها بعناية كبيرة لتكون على قدر أهمية الحدث.
وأشار إلى أهمية وجود الأغنيات الوطنية التي تجمع كل الأردنيين في مختلف دول العالم، وتوحد قلوبهم على حب الوطن والافتخار به.
وتكمن رسالة الفن السامية، بحسب السلمان، في تجسيد المعاني والقيم الوطنية، وتأكيد الأحداث التاريخية المفصلية في حياة الأردنيين، لتخليد ذكراها جيلا بعد آخر. وشارك السلمان الاحتفال في هذا اليوم الفنان الأردني عمر العبداللات الذي أطلق أغنية “السيادة”، التي بدأها باقتباس لإعلان جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله استعادة السيادة الأردنية الكاملة لأراضي الغمر والباقورة خلال خطاب العرش.
“سيادة هاي الدار فوق كل اعتبار.. الشعب والجيش يعيش تعييش.. عاش الأردن عاش وقايدنا تعيش”، مستذكرا خلال الأغنية لحظات رفع العلم الأردني على أراضي الغمر والباقورة، مهنئا نفسه وشعبه بهذا الحدث الأردني والعربي. وناشد العبداللات الأردنيين الاحتفال بعودة الغمر والباقورة خلال الأغنية “رفرف علمنا فوق قممنا.. بهروا الدلال.. ودقوا المهابيش”، لارتباط القهوة الأردنية المليئة بالهيل بالأفراح والمناسبات العزيزة لدى الأردنيين.
كما أطلق الفنان الأردني نجم السلمان أغنيته الجديدة بعنوان “الباقورة” على وقع نبض حالة الفرح التي رافقت لحظة الإعلان عن استعادة الأردن كامل السيادة على منطقة الباقورة، لتمثل هذه الحالة انتصارا وطنيا، والاعتزاز بالقيادة الهاشمية التي عملت على اتخاذ كل ما يلزم في سبيل هذا الوطن وأبنائه.
ورافقت كلمات “الباقورة”: “هذا الأردن أردنا.. ما حدا إله عنا.. حيو شعبك عبد الله.. نجم لعيونه غنى.. الله الله يا الله.. تحمي شعب عبدالله.. ع الأردن صور صورة .. بأهلها وناسا مشهورة.. بهمة سيدي عبدالله.. رجعت والله الباقورة”، الإعلان الرسمي عن استعادة تلك الأراضي المسلوبة والفرحة الأردنية بعودتها الى جسم المملكة الأردنية الهاشمية.
يعد التراث الشعبي بكل أشكاله وألوانه ومنه الأغنيات الشعبية الوطنية، وفق التربوي عايش نوايسة، مكونا أساسيا من مكونات الثقافة الشعبية، ويلعب دورا أساسيا في صياغة الشخصية الوطنية، وبلورة الهوية كذلك.
ويقول “تشكل الأغنيات الوطنية على مدى تاريخ الأردن حالة وجدانية ارتبطت مع الأحداث والمناسبات الوطنية بدءا من تأسيس الإمارة إلى تاريخنا الحاضر حتى هذا اليوم”.
“عادة ما يكون للقصيدة أو الأغنية الشعبية والوطنية قيمة كبيرة عندما ترتبط بحدث مفصلي مهم يشكل حالة وطنية ووجدانية عند جميع المواطنين”، وفق نوايسة.
ويتابع نوايسة “قبل أيام عدة، عادت الباقورة والغمر إلى حضن الوطن، وكم كانت الفرحة كبيرة عند الجميع، فكتب البعض مقالاً وأنشد آخر قصيدة، وألقى الطلبة كلمات وغيرها”. وتعزز الأغنيات الوطنية، وفق النوايسة، من التماسك الوطني ومن القيم الوطنية لدى النشء، وتذكر الناس بقضيتهم الأولى فلسطين المحتلة، فغناء الفنانين فرحاً بعودة الغمر والباقورة يشكل حالة وجدانية ويسجل في التراث الثقافي الشعبي فرح الناس بهذه الاستعادة”. ويتابع “الأغنية والقصيدة والأنشودة وغيرها تجمع الناس على شيء واحد هو حب الوطن بدون وجود أي فوارق بين الجميع في هذا الحب”.
وأكد عميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة مؤتة أخصائي علم الاجتماع الدكتور حسين محادين، في تصريح سابق لـ”الغد”، ضرورة إيقاد حس الانتماء للوطن الذي يمثل ذروة الفرح ومعنى امتداد الهوية التي تضلل مختلف مكوناته بتنوعها. واعتبر محادين هذا الحدث مبعث فخر واعتزاز للأردنيين بعودة الغمر والباقورة بفضل أبنائه، مع تأكيد الأردنيين توقهم لتحرير باقي الأراضي العربية.