عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Sep-2025

"فنون" في عددها (57).. فسيفساء الجمال وذاكرة المكان

 الغد-عزيزة علي

 يضم العدد (57) من مجلة فنون الفصلية، الصادر عن وزارة الثقافة الأردنية، دراسات ومقالات تناولت تنوع الفنون وتداخلها مع الهوية والثقافة والمجتمع، من عمارة القباب والزي التراثي، إلى الحروفية العربية والحرف التقليدية، مرورا بالفن في عصر الذكاء الاصطناعي، وانتهاء بالدبكة والتعليم الموسيقي الجامعي في الأردن.
 
 
ويتناول العدد أيضا، فنون عمارة القباب في الحضارات، والحِرف والصناعات الإبداعية، إلى جانب موضوع "الدبكة.. تجليات الأسطورة ودلائل الفرح"، إضافة إلى ملف حول التعليم الموسيقي الجامعي في الأردن.
في زاوية "فنون أول القول"، كتب مدير معهد الفنون الجميلة حسين الدغيمات نصا جاء فيه: "معهد الفنون الجميلة، إذ يصوغ الوجدان وينشر ثقافة الجمال"، مشيرا إلى أن المعهد، التابع لوزارة الثقافة، يعد فضاء ساحرا يخفف من وطأة الحياة، وينثر الفرح في نفوس مرتاديه، متجاوزا العتمة ليبعث النور، ويرسل البهجة. كما أكد أن المعهد مثل منذ تأسيسه العام 1966، على أيدي قامات ثقافية وفكرية مرموقة، علامة بارزة في المشهد الثقافي الأردني، ومن بينهم: الشاعر حيدر محمود، والفنان التشكيلي مهنا الدرة، والشاعر عبد الرحيم عمر.
ويرى الدغيمات أن أهمية معهد الفنون الجميلة تتجلى في الكم الكبير من خريجيه في مختلف الحقول الفنية، الذين حملوا راية ترسيخ ونشر ثقافة الفنون في المجتمع، وأسسوا لمحطات ثقافية وفنية بارزة في تاريخ الوطن، وساهموا في صياغة الهوية الوطنية وتدوين السردية الأردنية، عبر فنٍّ يلامس الوجدان العاطفي ويضيء القضايا المجتمعية والوطنية.
ويضيف يهدف المعهد إلى تدريب وتأهيل المواهب الأردنية خاصة، والعربية عامة، في حقول الفنون التشكيلية، التي تضم: الرسم، النحت، الخزف، الغرافيك، تاريخ الفن، والخط العربي، إلى جانب الفنون الموسيقية بفروعها: البيانو، العود، الكمان، الغيتار، الناي، والإيقاع. كما يشمل برامجه الفنون الأدائية، مثل التمثيل، وكتابة النصوص المسرحية والتلفزيونية والسينمائية.
ويبين الدغيمات أن المعهد يقدم دورات تدريبية لأفراد المجتمع المحلي، بوصفها خدمة مجانية من وزارة الثقافة، تهدف إلى صقل مواهب المشاركين فنيا وأكاديميا، ضمن رسالة إبداعية وأخلاقية تسعى إلى تهذيب النفوس، وتمنحها في الوقت ذاته حرية الابتكار. ويرى أن هذه الرسالة تساهم في رفد الساحة الأردنية بطاقات إبداعية قادرة على مواكبة الحركة الفنية ومواصلة العطاء، وترسيخ الحس الوطني عبر أعمال جادّة وواعية، قائمة على الفكر المستنير، في مواجهة الأفكار الجانحة والقوى الضالة.
ويضيف الدغيمات أن المعهد، من خلال أهدافه الواضحة، يسعى إلى تعزيز استراتيجية وزارة الثقافة بجميع الوسائل التي تحقق الغاية المرجوة، عبر برامج مدروسة ومتابعة حثيثة، تؤكد أهمية وعي الإنسان القادر على الإبداع وصناعة التغيير نحو الأفضل في مختلف الحقول الفنية.
ولا يقتصر دور المعهد، الذي يجمع بين الفني والريادي والتدريبي، على تدريس الطلبة فحسب، بل يواصل دعمهم أثناء فترة تدريبهم وبعد تخرجهم، من خلال إشراكهم في ورشات عمل وأنشطة فنية خارجية، بالتعاون مع مؤسسات فنية عامة وخاصة. وتشمل هذه الأنشطة: معارض تشكيلية، وعروضًا مسرحية، ولقاءات عبر القنوات الفضائية والإذاعية، إلى جانب مشاركات في حفلات موسيقية وطنية، سواء أكانت رسمية أم شعبية، فضلا عن حضورهم في المهرجانات الفنية.
ويؤكد الدغيمات أن المعهد يحافظ على تواصل دائم مع الجهات الثقافية والفنية، الرسمية منها والأهلية، ضمن شراكة فاعلة ومستمرة، تسفر عن إقامة ورشات عمل ودورات تدريبية متبادلة في مختلف الحقول الفنية، سواء في الجامعات أو المعاهد أو المدارس أو الجمعيات الثقافية، إضافة إلى دور الرعاية ومراكز الإصلاح والتأهيل وسائر الجهات المعنية بالجانب الإنساني. ويهدف ذلك إلى توعية المجتمع المحلي من جهة، وتمكين المتدربين من إتقان الأداء الفني من جهة أخرى.
ولتعميم هذه التجربة، أنشأت وزارة الثقافة مركزا ثقافيًا في كل محافظة، يرتبط في برامجه بمعهد الفنون الجميلة في عمان، حيث يخرج سنويا ما لا يقل عن (700) طالب وطالبة، في مجالات الفنون الموسيقية والتشكيلية والأدائية.
وخلص إلى القول "إن المعهد يفتح باب التسجيل مطلع شهر آب (أغسطس) من كل عام، على أن تستمر الدورة لمدة عامين دراسيين، تتخللها اختبارات شهرية ودورية للطلبة. وفي ختامها، يتسلم الخريجون شهادات مصدقة في حفل تقيمه وزارة الثقافة، يتضمن فقرات موسيقية ومسرحية يقدمها المتدربون، إلى جانب معرض للوحاتهم الفنية في قاعة فخر النساء بالمركز الثقافي الملكي".
يحتوي العدد الجديد من مجلة فنون، على مجموعة من الموضوعات المتنوعة، وتناولت الدكتورة صفاء الشريف موضوع "مظاهر تأثير وتأثر فنون عمارة القباب في الحضارات المختلفة". وكتب محمد أبو عزيز مقالة بعنوان "ماهية الحروفية العربية. من التجريد إلى التحقيق"، بينما قدم الدكتور مخلد بركات دراسة عن "الحرف والصناعات التقليدية: تنوع وإبهار من منظور جمالي". أما سمر غرايبة، فقد تناولت في مقالها "الزي التراثي الأردني. تفصيلات من الذاكرة ونبض الحياة".
كما تضمن العدد مقالات متنوعة لعدد من الباحثين والكتاب؛ إذ كتبت منيرة ساكو عن "الزي الشيشاني. خصوصية الثقافة وجماليات الحضارة"، وكتب الدكتور راشد عيسى دراسة بعنوان "تداخل الأجناس ورقمنة الأحاسيس". وتناولت أسيل عزيزية موضوع "الفن في عصر الذكاء الاصطناعي. إبداع أم أزمة؟"، فيما قدمت مجدولين أبو الرب مقالة عن "رسومات قاعات المحاكم. القيمة الفنية والجمالية". وكتبت الدكتورة كوثر دمق عن "ارتحال الأثر الفني في هوية المكان من خلال تجربتي (دلتف هارتنق) و(جورج ترنز) نموذجًا".
كما تناول الدكتور عبدالمهدي القطامين موضوع "السمسمية. حين تداعبها أمواج العقبة"، وكتب مفلح العدوان عن "فن الدبكة. تجليات الأسطورة ودلالات الفرح". أما الدكتور محمد واصف، فخص العدد بدراسة حول "التعليم الموسيقي الجامعي في الأردن".
فيما كتب محمد سناجلة عن "أثر الذكاء الاصطناعي في تطوير فن العمارة في العالم"، فيما كتبت هدى قمحية عن "السينما والثقافة الشعبية ... التكنولوجيا والترويج الإعلامي"، فيما كتب غازي الذيبة عن "التاريخ في الدراما العربية ... المعالجات الفنية"، وكتب ناجح حسن عن "أطياف من السينما الجديدة تقنيات سردية حديثة مفعمة بالقصص وسحر الصورة"، فيما كتب إبراهيم أبو حماد عن "فضاء سينمائي الروائية الدراما بين النقد والقانون".
كما كتب جهاد الرنتيسي عن "ورود هوليودية في حدائق إزادورا دانكن.. الفراشة إذ ترقص حول النار"، من جانبه كتب عدنان مدانات عن "الفيلم (صهيل الجهات) .. تجربة تبحث عن النموذج الضد"، فيما كتبت صالح حمدوني عن "يكسب الذكاء الاصطناعي تخسر البشرية"، فيما كتب الدكتور سلطان المعاني "نحو منهج ثقافي سيميائي للنفوش"، كما كتب الدكتور نزار جمال حداد "حين تتكلم الصحراء: قراءة في ذاكرة الإبل بين النقوش والعلم". وكتبت ميرفت هليل "رف الكتب"، وكتب تيسير الشماسين "نص / النص أسير إلى حيث أنا)".
وتتكون هيئة المجلة من حسين نشوان رئيس تحرير، مدير التحرير حسين دغيمات، هيئة التحرير عدنان مدانات، د إبراهيم الخطيب، د. فؤاد خصاونة، سكرتيرة التحرير سناء العبدالات، المدقق اللغوي، عارف عواد الهلال، الإخراج الفني يوسف الصرايرة.