عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Jan-2020

صدور «زوجة سرية للغياب» لرشا عمران و«هندسة العالم» لمحمد زهران
الدستور  - نضال برقان
صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط -إيطاليا، مجموعة شعرية جديدة للشاعرة السورية رشا عمران، بعنوان: «زوجةٌ سرِّيَّةٌ للغياب»، وفي هذا الكتاب تُمعنُ رشا عمران أكثرَ في مراقبةَ عُزلتِها الدَّاخلية، كامرأةٍ وحيدةٍ تُعلنُ منذ الوهلةِ الأولى أنَّها زوجةٌ سرِّيَّةٌ للغيابِ، وترصدُ من حالتِها القلِقة والمُربكة تلك، تفاصيلَ حياتها الخاصَّة، تكتُبها دون أدنى محاولةٍ للإخفاء، بل نلتقي بالشاعرة في أول قصيدةٍ وقد كتبت يومياتِها على جبينِها، دفتر الكتابةِ المُفترض، وهي تمشي في الشوارع المُزدَحمة، وتتلقى من الألم والرجم والرشق بالحجارة ما يجعلُها تكتبُ نصوصًا حيَّة، مليئةً بالكدمات الزرقاء، كما بآثار الحبِّ والخوف والوحشة.
في مجموعة رشا عمران الجديدة، سنقفُ أمام أبوابٍ مخلَّعةٍ، وضحكاتٍ تلوِّنُ قطعةَ «كانفاس»، وجثَّةٍ للغياب في نصف السرير الفارغ، ورجلٍ تمارسُ عليه امرأةٌ كلَّ أشكالِ الانتظار، والقسوة، واللهفة، والقتلِ، والحب. لكنَّها، تعود وتقول: «في منتصفِ الخمسين، عليكِ أن لا تُحبِّي أبداً، هكذا ستعيشين دونَ حُزنٍ، ستعيشن طويلاً دونَ أن تنتبهي كم ستكونُ حياتُكِ بائسةً بدون تلك الرائحةِ التي تنزُّ من مسامِّكِ الحزينة».
إذا كانت رشا قد كتبت في ديوانها السابق، عن التي سكنت البيت قبلها، وإن تقمَّصت دورَها أحيانًا، فهذه المرَّة لم تكتب سوى عن نفسها، بلغةٍ عاريةٍ، واحترافيةِ فنَّانةٍ في مرسمها، وشغفِ راقصةٍ على المسرح، وحكمةِ شاعرةٍ خبرت الحياة وجنونها، معترفةً: الوحْدَةُ كائنٌ خفيفُ الظِّلِّ/ لا يتركُ خلفَهُ الخِذْلَان والخيبة.
«زوجةٌ سرِّيَّةٌ للغياب» مجموعةٌ شعرية جديدة لرشا عمران، جاءت في 192 صفحة من القطع الوسط، ضمن سلسلة «براءات» لسنة 2020، التي تصدرها الدار منتصرةً فيها للشعر، والقصة القصيرة، والنصوص، احتفاءً بهذه الأجناس الأدبية.
رشا عمران شاعرة سورية، مقيمة في مصر. مواليد طرطوس 1964، صدر لها ست مجموعات شعرية، منها «التي سكنت البيت قبلي» في طبعتيْن عن المتوسط. تكتب مقالات رأي دورية في الصحافة العربية، تُرجمت نصوصها إلى عدة لغات، في عام 2008 أعدت أنطولوجيا عن الشعر السوري من عام 1980 حتى 2008.
كما صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط -إيطاليا، مجموعة قصصية جديدة للكاتب والقاص المصري محمّد عبد المنعم زهران، بعنوان: «هندسَةُ العالَم»، وفي كتابه القصصي الرابع يُدخلنا الكاتبُ إلى عوالمهِ الغرائبية دونَ مقدماتٍ، ومنذُ قصة «الفيلة» التي تنوي هدمَ المدينة، وصولاً إلى آخر قصة «أريد أن أكونَ نجمة» مروراً بـ «هندسة العالم» وغيرها من قصص المجموعة الثلاث عشرة، سنجدُ أنفسنا أمام بواباتٍ هائلة لهذا العالم، الذي هندسه زهران بسلسلةِ حكايات متماسكة وعلاقات إنسانية تستند إلى واقعٍ يتقاطعُ مع المتخيّل الميتافزيقي، سعيًا وراء توليفة ساحرة من الأحداث والمشاهد والأبطال الهامشيّين؛ هكذا وأمام تلك الأبوابُ المقفلة بمفاتيحَ ضخمةٍ لا نحتاجُ لوضعها في القفلِ وتدويرها إلا للحظةِ تأمّل وتركيز ذهني نتقمّصُ فيها الضمائر التي تقفُ وراء كلِّ قصة، حتّى تلك التي يتحدّث فيها الكاتبُ على لسانِ الحيواناتِ والأشياء.
في عالمِ زهران، الذي يأخذُ هندسته من الحكي، والانشغالِ بالتفاصيل المُغيَّبة في زحمةِ الحياة، نكتشف أنَّ ملامحَ المدينةِ، بمزاجها المتعب والمتقلّب، ما هي في الأخير سوى ملامح ساكنيها، في المركز والأطراف، في الشوارع، وفي العتمة التي تضيئها الكتابةُ الذكية، حين ترسمُ لنا حيواتِ شخصياتٍ يجعلُنا القاصُّ نُحبُّها ونهتمّ بها، ونعود معها إلى البيت، أو نرافقها إلى منازل الجيران، ونحو الحقول، وأكثر؛ نحلم أحلامها، ونرى كوابيسها، نشعرُ بمخاوفها، ونشمُّ روائح الشرّ حولها كما الحبّ وكلّ المشاعر الإنسانية المتناقضة.
« هندسَةُ العالَم» مجموعةٌ قصصية جديدة لـ محمّد عبد المنعم زهران، ضمّت 13 قصةً، وجاءت في 128 صفحة من القطع الوسط، ضمن سلسلة «براءات» لسنة 2020، التي تُصدرها الدار منتصرةً فيها للشعر، والقصة القصيرة، والنصوص، احتفاءً بهذه الأجناس الأدبية.
محمَّد عبد المنعم زهران قاص وكاتب مسرحي مصري. صدر له في القصَّة القصيرة: «حيرة الكائن»، الشارقة، 2002، وطبعة ثانية في القاهرة، 2016. «بجوارك بينما تمطر»، مصر، 2013. «سبع عرباتٍ مسافرة»، القاهرة 2017. وفي المسرح كتب وأصدر: «أشياء الليل»، الكويت 2000. «زيارة عائلية»، مصر، 2013. تحصَّل على عدَّة جوائز في مجاليْ القصة والكتابة المسرحية، منها عربيًّا: الجائزة الأولى في مسابقة سعاد الصبّاح للتأليف المسرحي، 2000. وجائزة الشارقة للإبداع العربي في القصة القصيرة، 2002، كما نال جائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة – القصة المفردة 2000، وجائزة أخبار الأدب للقصة، 1999.