عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Oct-2019

الإهمال العاطفي... آباء ”یخفقون“ بالاستجابة لاحتیاجات الطفل

 • منذ 17 ساعة

عمان ُ –الغد-  إن نشوء الأطفال مع أم أو أب محبطین أو یستخفان بمشاعرھم لھ آثار ضارة لیست بالضرورة أن تكون في نطاق العنف أو الإساءة، لكنھا تسبب لھم صدمة وأضرارا ھائلة.
الإھمال العاطفي لدى الأطفال، وھو مصطلح صاغھ الدكتور جانیس ویب، یشیر إلى ”فشل الأب أو الأم في الاستجابة بالشكل الكافي لاحتیاجات الطفل العاطفیة“، وھو لیس ذات الشيء كالإساءة الجسدیة أو العاطفیة، والتي ھي إساءة معاملة الوالدین للطفل من خلال التصرف بطرق مسیئة.
الإھمال العاطفي لدى الأطفال یعني إخفاق أحد الوالدین في ملاحظة مشاعر الطفل، ومراعاتھا أو الاستجابة إلیھا بشكل مناسب. فعندما لا یقر أحد الوالدین ویستجیب لمشاعر طفلھما، یكبر الطفل معتقدا بأن مشاعره لیست مھمة أو غیر صحیحة. یتطور الإھمال العاطفي لدى الأطفال خلال مرحلة الطفولة، فعادةً ما یمر دون أن یلاحظھ أحد حتى تبدأ الأعراض في الظھور في مرحلة البلوغ.
أعراض الإھمال العاطفي:
التجرد من المشاعر، الشعور بأن ھناك شیئا مفقودا، ولكن لسنا متأكدین منھ، الشعور بالفراغ الداخلي، سھولة القمع أو الإحباط، تدني احترام الذات، الكمال، زیادة الحساسیة للرفض، وعدم الوضوح فیما یتعلق بالتوقعات الخاصة وتوقعات الآخرین.
قد لا یعاني جمیع الناس الذین یتعرضون للإھمال العاطفي في طفولتھم من ھذه الأعراض، لكن إذا تم التعرف على أكثر من واحدة من تلك الأعراض، فوجب المراعاة وإعادة التفكیر بحرص.
سلوكیات الأمومة والأبوة التي یمكن أن تؤدي إلى الإھمال العاطفي لدى الأطفال.
عادة ما یھتم الآباء والأمھات بمصلحة أبنائھم، لكن مع ذلك، قد تسھم بعض خصائص الأبوة والأمومة في تنمیة الإھمال العاطفي لدى الأطفال:
الآباء والأمھات المستبدون صارمون للغایة ویریدون من أطفالھم اتباع القواعد ولكن لیس لدیھم المیل للاستماع إلى احتیاجاتھم ومشاعرھم. عندما یكبر أطفالھم، یصبحون إما متمردین أو مستسلمین.
یمیل الآباء والأمھات المتسامحون إلى أن یكونوا محبین جدا، إلا أنھم یقدمون القلیل من الإرشادات والقواعد؛ یرون أنفسھم أشبھ بصدیق أكثر من شخصیة أبویة. وكبالغ، یمیل ھؤلاء الأطفال إلى الصعوبة في وضع قیود وحدود لأنفسھم.
یركز الأمھات والآباء النرجسیون على تلبیة احتیاجاتھم الخاصة بدلا من احتیاجات أطفالھم.
كبالغین، یجد ھؤلاء الأطفال صعوبة في تحدید احتیاجاتھم والتأكد من استیفائھا.
یحث الآباء والأمھات الذین یسعون دوما لكمال أطفالھم على العمل بشكل أفضل وتحقیق المزید.
عندما یحصل أطفالھم على درجة جیدة، یمیلون إلى دفعھم للحصول على درجة أعلى. یكبر الكثیر من ھؤلاء الأطفال لیصبحوا مثالیین معتقدین أن كل ما یفعلونھ لیس جیدا بما یكفي.
غیاب الأب والأم بسبب الطلاق أو المرض أو السفر، یدفع الأطفال إلى اتخاذ موقف الدفاع عن أنفسھم وعن أشقائھم الصغار. تماما كما ھو الحال في مرحلة الطفولة، یمیل ھؤلاء الأشخاص إلى الشعور بالمسؤولیة تجاه الأشخاص المحیطین بھم.
كیفیة التغلب على الإھمال العاطفي:
* إدراك ما حصل
یجب أن نعترف أننا عانینا من الإھمال العاطفي، ولكن ضع في اعتبارك أنھ لیس خطأ الوالدین لأن ھذه ربما كانت الطریقة التي نشأوا بھا ؛ فلم یكونوا ببساطة قادرین على إعطائك ما لم یكن لدیھم.
* الادراك والاقرار بأھمیة مشاعرنا واحتیاجاتنا
تحتاج إلى ھدم الجدار الذي أنشأتھ بینك وبین مشاعرك. حیث ان تحدید وتعریف الاعتراف بعواطفك ومشاعرك ھي خطوات مھمة إلى الأمام.
* تعلم المھارات للتعبیر عن تلك المشاعر
تعلم واستخدام ھذه المھارات لتحسین نوعیة وعمق علاقاتك مع الآخرین.
الحصول على الدعم خلال العمل على تنفیذ ھذه الخطوات:
قراءة كتاب دكتور ویب (الجري على الخلاء: التغلب على طفولتك الإھمال العاطفي) أو البحث عن معالج سیساعدك على العمل من أجل التغلب على الإھمال العاطفي لدى الأطفال.
لنختبر أنفسنا، لنجیب بنعم أو لا
ھل تشعرون أحیانا وكأنكم لا تنتمون عندما تكونون مع عائلتكم أو أصدقائكم؟
تفخرون بعدم الاعتماد على الآخرین؟
ھل تجدون صعوبة في طلب المساعدة؟
ھل لدیكم أصدقاء أو أفراد عائلة یشتكون من أنكم بعیدون؟
ھل تشعرون بأنكم لم تقوموا بتلبیة امكاناتكم وقدراتكم في الحیاة؟
غالبا ما تریدون فقط أن تُتركوا وحیدین؟
تشعرون سرا أنكم قد تكونون محتالین؟
تمیلون إلى الشعور بعدم الارتیاح في المواقف الاجتماعیة؟
في كثیر من الأحیان تشعرون بخیبة أمل، أو غضب من أنفسكم؟
تحكمون بقسوة على أنفسكم أكثر مما تحكمون على الآخرین؟
تقارنون أنفسكم بالآخرین وغالبا ما تجدون أنفسكم تشعرون بالأسف؟
تجدون سھولة في أن تحبوا الحیوانات أكثر من الناس؟
غالبا ما تشعرون بالعصبیة أو الشقاء من دون سبب واضح؟
ھل لدیكم مشكلة في معرفة ما تشعرون بھ؟
ھل لدیكم مشكلة في تحدید نقاط القوة والضعف لدیكم؟
تشعرون في بعض الأحیان وكأنكم في الخارج وتنظرون الى الداخل؟
ھل لدیكم مشكلة في تھدئة أنفسكم؟
ھل ھناك شيء یمنعكم من التواجد في الوقت المناسب؟
ھل تشعرون في بعض الأحیان بانكم فارغون من الداخل؟
ھل تشعرون سرا أن ھنالك شیئا ما خطأ لدیكم؟
ھل تعانون من زیادة الانضباط الذاتي؟
ھل تعتقدون أنكم تستطیعون العیش في عزلة؟
انظروا إلى عدد الإجابات ”بنعم“ فھي تفتح لكم نافذة على المراحل التي قد تكونون واجھتم فیھا الإھمال العاطفي في طفولتكم. كلما زادت الأسئلة التي أجبتم علیھا بنعم، زاد احتمال تأثركم بالإھمال العاطفي لدى الأطفال على حیاتكم. إذا أجبتم على ست أو أكثر بنعم، فقد تعانون من عواقب الإھمال العاطفي لدى الأطفال.
مریم حكیم
مستشارة في العلاقات الزوجیة
مجلة نكھات عائلیة